[قاعدة مهمة في التوفيق بين ألفاظ الحديث الواحد]
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[11 - 06 - 03, 02:02 م]ـ
[قاعدة مهمة في التوفيق بين ألفاظ الحديث الواحد]
قال الحافظ رحمه الله: قوله
فكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية
وفي رواية يونس ومعمر ويكتب من الإنجيل بالعربية
ولمسلم فكان يكتب الكتاب العربي
والجميع صحيح لأن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتابة العبرانية فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي لتمكنه من الكتابين واللسانين
ثم قال
قولها يا بن عم هذا النداء على حقيقته
ووقع في مسلم يا عم وهو وهم
لأنه وأن كان صحيحا لجواز إرادة التوقير لكن القصة لم تتعدد ومخرجها متحد فلا يحمل على أنها قالت ذلك مرتين فتعين الحمل على الحقيقة وإنما جوزنا ذلك فيما مضى في العبراني والعربي لأنه من كلام الراوي في وصف ورقة واختلفت المخارج فأمكن التعدد وهذا الحكم بطرد في جميع ما أشبهه انتهى كلام الحافظ
قلت: وبما ان اغلب الاحاديث كانت تروى بالمعنى فتجد اغلب هذه الالفاظ وان تنوعت واختلفت لا تعارض بينها من حيث الدراية ويمكن الجمع بينها كما هو المعهود من صنيع اهل العلم رحمهم الله
وقال في موضع اخر في بيان معرفة الحديث ان كان مرويا باللفظ او المعنى والحامل لهم على الرواية بالمعنى
> انتهى كلام الحافظ
قلت:فاذا رجحنا رواية على رواية فانما تكون الرواية المرجوحة ان بعض الرواة لم يوف بالمعنى
وهذه بعض الامثلة على ما بين الحافظ
1 - كحديث ابي الطفيل عن حذيفة بن أسيد حديث خلق النطفة وفيه عن حذيفة
أربعين ليلة
إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة
لبضع وأربعين ليلة
بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة
قال الحافظ: حديث حذيفة بن اسيد اختلفت ألفاظ نقلته فبعضهم جزم بالاربعين كما في حديث بن مسعود وبعضهم زاد ثنتين أو ثلاثا أو خمسا أو بضعا ثم منهم من جزم ومنهم من تردد وقد جمع بينها القاضي عياض بأنه ليس في رواية بن مسعود بأن ذلك يقع عند انتهاء الأربعين الأولى وابتداء الأربعين الثانية بل اطلق الأربعين فاحتمل ان يريد ان ذلك يقع في أوائل الأربعين الثانية ويحتمل ان يجمع الاختلاف في العدد الزائد على انه بحسب اختلاف الاجنة
2 - وحديث ابي حميد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيه اختلاف في الفاظه
من تلك الوجوه قال الحافظ ويمكن الجمع بين الروايتين بان يكون وصفها مرة بالقول ومرة بالفعل فانظر2 - 307 من فتح الباري
3 - وحديث سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة في عدد التسبيح
تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشر
تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[11 - 06 - 03, 02:05 م]ـ
5 - وحديث دعائه صلى الله عليه وسلم لابن عباس اخرج البخاري الحديث باللفظين
اللهم علمه الحكمة
اللهم علمه الكتاب
قال الحافظ ووقع في رواية مسدد الحكمة بدل الكتاب وذكر الإسماعيلي أن ذلك هو الثابت في الطرق كلها عن خالد الحذاء كذا قال وفيه نظر لأن المصنف أخرجه أيضا من حديث وهيب عن خالد بلفظ الكتاب أيضا فيحمل على أن المراد بالحكمة أيضا القرآن فيكون بعضهم رواه بالمعنى وللنسائي والترمذي من طريق عطاء عن بن عباس قال دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوتي الحكمة مرتين فيحتمل تعدد الواقعة
6 - وحديث أبي بكرة وحديث ابن عباس في خطبة الوداع
قال الحافظ وقع في حديث الباب (أي حديث ابي بكرة) فسكتنا بعد السؤال وعند المصنف في الحج من حديث بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال أي يوم هذا قالوا يوم حرام وظاهرهما التعارض والجمع بينهما أن الطائفة الذين كان فيهم بن عباس أجابوا والطائفة الذين كان فيهم أبو بكرة لم يجيبوا بل قالوا الله ورسوله أعلم كما أشرنا إليه أو تكون رواية بن عباس بالمعنى لأن في حديث أبي بكرةعندالمصنف في الحد وفي الفتن أنه لما قال أليس يوم النحر قالوا بلى بمعنى قولهم يوم حرام بالاستلزام وغايته أن أبا بكرة نقل السياق بتمامه واختصره بن عباس وكأن ذلك كان بسبب قرب أبي بكرة منه لكونه كان آخذا بخطام الناقة
7 - وصلاته صلى الله عليه وسلم في جوف الكعبة
بين العمودين المقدمين
جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه
عمودين عن يمينه
قال الحافظ
كذا في هذه الرواية (أي العمودين المقدمين) وفي رواية مالك التي تليها جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وليس بين الروايتين مخالفة لكن قوله في رواية مالك وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة مشكل لأنه يشعر بكون ما عن يمينه أو يساره كان اثنين ولهذا عقبه البخاري برواية إسماعيل التي قال فيها عمودين عن يمينه ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه حيث ثنى أشار إلى ما كان عليه البيت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وحيث أفرد أشار إلى ما صار إليه بعد ذلك .... 1/ 579 الفتح
¥