تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نقل الإمام مسلم في مقدمة صحيحه آثارا عن سلف الأمة تبين ذلك:

1 - عن محمد بن سيرين قال: إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم.

2 - عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد. فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.

3 - عن عبدالله بن المبارك يقول: الإسناد من الدين. ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.

4 - عن عبدالله يقول: بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد.

معنى هذا الكلام: إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه، وإلا تركناه. فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد. كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم.

5 - وقال محمد: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني؛ قال: قلت لعبدالله بن المبارك: يا أبا عبدالرحمن! الحديث الذي جاء " إن من البر بعد البر، أن تصلي لأبويك مع صلاتك، وتصوم لهما مع صومك " قال فقال عبدالله: يا أبا إسحاق عمن هذا؟ قال قلت له: هذا من حديث شهاب بن خراش. فقال: ثقة. عمن؟ قال قلت: عن الحجاج بن دينار. قال: ثقة. عمن؟ قال قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا أبا إسحاق! إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز، تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصدقة اختلاف.

معناه أن هذا الحديث لا يحتج به. ولكن من أراد بر والديه فليتصدق عنهما. فإن الصدقة تصل إلى الميت وينتفع بها، بلا خلاف بين المسلمين.

نكتفي بهذا القدر.

ثانياً:

نقلت الحديث فقلت: رُوي عن علي: ... الحديث، وكلمة " رُوي " صيغة في رواية الحديث يقال لها: صيغة التمريض، ومعناها أن يروى الحديث بغير جزم، ومثل هذه العبارة: يُذكر عن فلان، أو يُروى عن فلان، أو ذُكر عن فلان، أو رُوي عن فلان، أو قيل إن فلانا قال، أو يُقال عن فلان، ونحوها بصيغ المجهول، ولا تستعمل هذه الصيغة إلا في الأحاديث الضعيفة.

فهذا الحديث ولو لم تسنده إلى النبي - أي لم تذكر سنده - فإنه بهذه الصيغة ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً:

بعد البحث عن الحديث فقد وجدته في كتاب " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين " (ص 264 – 265) لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي (ت 375 هـ).

قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير (16/ 323): صَاحبُ كِتَابِ (تنبيهِ الغَافلينَ) ... وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ.ا. هـ.

أما كتابه " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين " الذي جاء الحديث المذكور فيه فقد انتقده أهل العلم نقدا شديدا، فالكتاب - أي " تنبيه الغافلين " - من مظان الأحاديث الموضوعة والمكذوبة، وإليك كلام أهل العلم في الكتاب لكي تكون أنت وغيرك على بينة من أمر الكتاب.

وهذه النقولات من كتاب " كتب حذر منها العلماء (2/ 198 - 200).

قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " في ترجمته (حوادث 351 - 380): وفي كتاب " تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة.ا. هـ.

وقال أبو الفضل الغماري في " الحاوي " (3/ 4): وكتاب " تنبيه الغافلين " يشتمل على أحاديث ضعيفة وموضوعة، فلا ينبغي قراءته للعامة لا يعرفون صحيحه من موضوعه.ا. هـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام في " الرد على البكري " أن جمهور مصنفي السير والأخبار وقصص الأنبياء لا يميز بين الصحيح والضعيف، والغث والسمين، وذكر من بينهم أبا الليث السمرقندي، وقال: " فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم، ولا لهم خبرة بالنقلة، بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف، ولا يميزون بينهما، ولكن منهم من يروي الجميع ويجعل العهدة على الناقل.ا. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير