تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما أبو حنيفة فله سبع مسانيد جمعها الخوارزمي في جامع المسانيد ..


طيب ما رأيك يا أخ حسن أن الإسناد لبعض تلك المسانيد لا يصح؟

عموماً ليس في كلامي أي إشكال. وكان الكثير من الفقهاء يفعل ذلك، أي يروي الحديث بالمعنى الذي فهمه هو. وأبو حنيفة قد اتبع في ذلك مذهب شيخه الأكبر حمّاد. وكان حماداً من الفقهاء المشهورين لكنه لم يكن يهتم بحفظ الحديث.

وقال شعبة: كان حماد بن أبى سليمان لا يحفظ، يعنى: أن الغالب عليه الفقه، و أنه لم يرزق حفظ الآثار. وقال أبو حاتم: هو صدوق لا يحتج بحديثه، و هو مستقيم فى الفقه، فإذا جاء الآثار شوش.

وإليك مثالاً على رواية أبي حنيفة لحديث فغيره حسب فهمه.

قال الإمام مسلم (رحمه الله) في كتاب (التمييز) في معرض كلامه على علّة في متن إحدى روايات حديث سؤال جبريل للنبي (صلى الله عليه وسلّم) عن الإسلام والإيمان والإحسان (ما بين [] من إضافتي): "فأمّا رواية أبي سنان عن علقمة في متن هذا الحديث إذ قال فيه: أنّ جبريل (عليه السلام) قال: جئت أسألك عن شرائع الإسلام، فهذه زيادة مختلفة ليست من الحروف بسبيل، وإنّما أدخل هذا الحرف في رواية هذا الحديث شرذمة زيادة في الحرف، مثل ضرب [أبي حنيفة] النعمان بن ثابت وسعيد بن سنان ومن يجاري الإرجاء نحوهما، وإنّما أرادوا بذلك تصويباً في قوله في الايمان وتقعيد الارجاء.

ذلك لم يزد قولهم إلا وهناً وعن الحق إلا بعداً: إذ زادوا في رواية الأخبار ما كفى بأهل العلم والدليل على ما قلنا من إدخالهم الزيادة في هذا الخبر أنّ عطاء بن السائب وسفيان روياه عن علقمة فقالا: قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ وعلى ذلك رواية الناس بعد مثل: سليمان ومطر وكهمس ومحارب وعثمان وحسين بن حسن وغيرهم من الحفاظ كلهم يحكي في روايته أن جبريل (عليه السلام) قال: يا محمد ما الإسلام؟ ولم يقل: ما شرائع الإسلام كما روت المرجئة". انتهى.

ثم هل تريد تكذيب الإمام بنفسه؟ قال الترمذي: سمعت محمود بن غيلان، يقول: سمعت المقرئ، يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: عامة ما أحدثكم خطأ. وهذا سند صحيح كالشمس .. وهو موافق لكلام النقاد .. واعتراف من الإمام .. بأنه ليس ضابطًا لحديثه .. وهذا حمله عليه ورعه .. ومعرفته بقدر نفسه في الحديث .. لأنه ليس من فرسان الأسانيد والعلل، وإنما كان من كبار الفقهاء.

quote:

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير