وقول البخاري في غيره: كانوا لا يشكون أنه من الأبدال، وكذا وصف غيرهما من النقاد والحفاظ والأئمة غير واحد بأنهم من الأبدال، ويروى في حديث مرفوع: ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال، الرضا بالقضاء، والصبر عن المحارم، والغضب للَّه، وعن بعضهم قال: أكلهم فاقة وكلامهم ضرورة، وعن معروف الكرخي قال: من قال اللَّهم ارحم أمة محمد في كل يوم كتبه اللَّه من الأبدال، وهو في الحلية بلفظ من قال في كل يوم عشر مرات: اللَّهم أصلح أمة محمد، اللَّهم فرج عن أمة محمد، اللَّهم ارحم أمة محمد، كتب من الأبدال، وعن غيره قال: علامة الأبدال أن لا يولد لهم، بل يروى في مرفوع معضل: علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئاً أبداً، وقال يزيد بن هارون: الأبدال هم أهل العلم، وقال الإمام أحمد: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فمن هم؟ وقال بلال الخواص فيما رويناه في مناقب الشافعي ورسالة القشيري: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت منه وألهمت أنه الخضر، فقلت له: بحق الحق من أنت؟ قال: أنا أخوك الخضر، فقلت له: أريد أن أسألك، قال: سل، قلت: ما تقول في الشافعي، قال: هو من الأبدال، قلت: فما تقول في أحمد، قال: رجل صديق، قلت: فما تقول في بشر بن الحارث، قال: رجل لم يخلق بعده مثله، قلت: فبأي وسيلة رأيتك، قال: ببركة أمك، وروينا في تاريخ بغداد للخطيب عن الكتاني قال: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب. ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سيَّاحون في الأرض، والعُمُدُ في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث، فلا تتم مسئلته حتى تجاب دعوته، وفي الإحياء: ويقال إنه ما تغرب الشمس من يوم إلا ويطوف بهذا البيت رجل من الأبدال ولا يطلع الفجر من ليلة إلا ويطوف به واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض، وذكر أثراً. إلى غير ذلك من الآثار الموقوفة وغيرها، وكذا من المرفوع مما أفردته واضحاً بيناً معللاً في جزء سميته نظم اللآل في الكلام على الأبدال.
ذكر محقق الكتاب ولكني لا أعرفه الجملة التالية تعليقا على قول السخاوي:
وللحافظ السيوطي كتاب الخبر الدال على وجود النجباء والأوتاد والأبدال، أثبت فيه تواتر حديث الأبدال، وإن لم يسلم له التواتر فالحديث صحيح جزماً خلافاً للمؤلف. ومن طرقه حديث أم سلمة عند أبي داود بإسناد على شرط الصحيحين، رواه في باب المهدي من كتاب الملاحم.
تحياتي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 07 - 03, 04:30 م]ـ
توضيح
بالنسبة لما نقله الأخ الفاضل w_salah عن المعلق على المقاصد الحسنة (وهو عبدالله بن الصديق الغماري) من قوله ص 10 (ومن طرقه حديث أم سلمة عند أبي داود بإسناد على شرط الصحيحين)
فهذا لايسلم للغماري فالحديث أخرجه أبو داود (4286) حدثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثنا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس وعشرون نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم عليه المسلمون
قال أبو داود قال بعضهم عن هشام تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين
4287 حدثنا هارون بن عبد الله ثنا عبد الصمد عن همام عن قتادة بهذا الحديث وقال تسع سنين
قال أبو داود معاذ عن هشام تسع سنين
4288 حدثنا بن المثنى ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو العوام ثنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وحديث معاذ أتم.
وهذا الحديث فيه كلام فرواية معاذ عن أبيه قد يوجد فيها ما يستنكر كما في ترجمة معاذ وهو كذلك منقطع
فقتادة لم يسمع من عبدالله بن الحارث كما في جامع التحصيل ص 255.
فكيف يكون على شرط الشيخين!.
ـ[ w_salah] ــــــــ[16 - 07 - 03, 06:08 م]ـ
إضافة:
======
أظن أن ما جاء به السيوطي خلافا للسخاوي في أحاديث الأبدال هو من باب التنافس بينهما، لأن السيوطي كان معروفا بتحامله على السخاوي، كما ذكر المعلق على الكتاب والذي عرفنا به الأخ الكريم عبدالرحمن الفقيه، قال:
فألف السيوطي مقامته المعروفة - بالكاوي في تاريخ السخاوي - والقول المجمل في الرد على المهمل. وترجم للسخاوي، في كتابه: نظم العقيان. ترجمة لا تليق بالسخاوي، ولم ينصفه فيها، وطعن في علمه، صريحاً في رسالته: الدوران الفلكي. علي ابن الكركي، وفي رسالته: ألوية النصر في خصّيصي بالقصر.
وقال في موضع آخر:
فأمر السيوطي ينتهي بتسجيل الحسد منه على السخاوي، للمنافسة بينهما
¥