تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 ــ ليس في النساء نبية، هذا هو القول الصحيح والرجح ــ إن شاء الله ــ ومما يدل عليه:

أ ــ (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) [النحل: 43] وهذا يقتضي الحصر، فالنبوة محصورة في الرجال.

ب ــ أن مقام النبوة يقتضي أن تشهر دعوة النبي بالحق، وأن يُناظَر أهل الباطل، وأن تكون الدعوة بارزة وشاهرة أمام

الناس، وهذا المقام ليس من مقامات النساء بل من مقامات الرجال.

جـ ـ أن المرأة عليها ما يعطلها ويضعفها من آلام المخاض، والولادة، والنفاس، والحيض، وماشاكله.

د ــ أن قضية النبوة والرسالة تستلزم قوامة الرسول على أتباعه وعلى أنصاره، ولو كان ذلك المقام ــ مقام النبوة ــ

لامرأة لا ستنكفت نفوس بعض الناس ــ بل كثير من الناس ــ أن يكونوا مطواعين لا مرأة تقودهم.

ومن باب الفائدة وحتى نعرف وجهة النظر الأخرى، ذهب بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري، والإمام القرطبي

وابن حزم إلى أن في النساء نبيات، فمريم عندهم نبية بالإجماع، وعدّ آخرون من النبيات أم موسى، وسارة

وحواء، واحتجوا لذلك بأدلة منها:

1ــ أن الله نعالى ذكر اصطفاءه لمريم ــ رحمها الله ــ (يامريم إن الله اصطفاكِ وطهركِ واصطفاكِ على نساء العالمين).

2ــ أن كل من جاءه الملك فهو رسول أو نبي. ومن المعلوم أن الله أرسل ملكاً إلى مريم (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن

كنت تقياً [18] قال إنما أنا رسول ربكِ لأهب لكِ غلاماً زكياً) [مريم: 18، 19].

هذا ــ باختصار ــ مجمل أدلة من قال بنبوة بعض النساء.

الرد عليهم:

1ــ لا يلزم أن كل من اصطفاه الله أن يكون من الأنبياء، ودليله (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران

على العالمين) [آل عمران: 33] وفي آل إبراهيم وآل عمران ــ قطعاً ــ من ليسوا بأنبياء ولا رسل، قال تعالى:

(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات) [فاطر: 32]

ومن المعلوم أن الأنبياء لا يظلمون أنفسهم، فاختلاف طبقات الناس على أقسام ثلاثة يدل على أن بينهم تفاضلاً، ومن

المعلوم أن النبوة في أعلى مقام، فإذا كان فيه الظالم لنفسه وفيه المقتصد عُلم أن في اصطفاء الله لعباده من ليسوا

بأنبياء ولا رسل.

2ــ لا يلزم أن كل من أتاه ملك فهو نبي.

ومما يدل له أحاديث كثيرة، منها:

أ ـ حديث الأقرع والأعمى والأبرص، فقد جاءهم الملك واختبرهم كما أمر الله عز وجل.

ب ـ ومن ذلك حديث الذي زار أخاً له في الله فأرسل الله على مدرجته ملكاً فقال: هل لك من نعمة تربُها عليه؟ قال: لا

إلا أني أحبه في الله. . الحديث.

ومما يرد على قولهم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم

ابنة عمران) فهذا الحديث يُسقِط نبوة من قال إن أم موسى نبية، وبأن سارة نبية، وبأن حواء نبية، فتبقى مريم.

قالوا: يرد على ذلك أن الله وصف مريم بالصديقة (وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام) [المائدة: 75] ولو كانت نبية

لوصفها بهذا الوصف، لأنه أعظم من وصف الصديقية.

وأما قضية الوحي في قوله: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) [القصص: 7] فلا يلزم منه أن كل من أوحى

الله إليه أن يكون نبياً، لأن الوحي قد يكون بمعنى الإلهام كما في خبر أم موسى السابق، وكذا في قوله تعالى:

(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً) [النحل: 68].

وعلى هذا فيكون القول الصحيح أن الأنبياء جميعاً من الرجال

وليس في الأنبياء نبية.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 08 - 02, 04:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

للأسف فإن البعض ينقل دون أن يعي ما ينقل ولا ما يقال. ودون أن يطلع على ما قاله الخصم. وصدق الذهبي في قوله: الإنصاف عزيز!

وأجد نفسي مضطراً -إذ ذاك- لأن أعود للمعجم لتعريف كلمة "النبي" لمن لا يعرفها!

ورد تعريف النبي في القاموس المحيط للفيروز أبادي كما يلي:

النَّبيُّ: النَّبِيءُ، وهو صاحب النُّبوَّة المُخْبر عن اللّه عزّ وجلّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ج أَنْبِياءُ وأَنْباءٌ ونُبَآءُ، ونَبِيُّونَ.

و جاء في القاموس الوسيط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير