[براءة الحنابلة من القول بجواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته]
ـ[أبو عبد الله الغامدي]ــــــــ[27 - 08 - 03, 01:57 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه:
قال القائل:
(ومن المسائل التي اشتهر ذكرها عند ذكر الدعاء لغير الله عند الناس مسألتان مشهورتان، نأتي عليهما بإيجاز:
أما المسألة الأولى: فهي الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه. والاستغاثة هو السؤال والنداء لمخوف نزل، أو إرادة إبعاد مخوف.
ولها جهتان: جهة متفق عليها، وأخرى يحكى فيها النزاع.
أما الأولى فيدخل فيها شيئان:
أولهما: هو أن يستغاث بغير الله كالرسول صلى الله عليه وسلم في إحياء موتى أو نحو ذلك مما هو خصيصة من خصائص الله سبحانه، فهذا كفر وشرك بإجماع المسلمين، لا خلاف بينهم في ذلك، وقد حكى الإجماع في ذلك جماعات ومن أولئك الحافظ ابن حجر يرحمه الله كما في فتح الباري.
وأما الثانية: فهي ما يقع من استغاثة هو نداء لتلبية الابتعاد عن مخوف كمن غرق فاستغاث ونحو ذلك. فهذا إن كان بمن يسمع ويقدر من حي فلا شيء فيه بالإجماع، وقد حكى الإجماع في ذلك جماعات ومن أولئك الحافظ ابن حجر يرحمه الله في فتح الباري، وكذا النووي يرحمه الله في شرحه على مسلم في آخرين.
وأما الجهة الثانية: فهي ما يحكى النزاع فيها، وهي الاستغاثة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
والمسألة فيها قولان مشهور ذكرهما:
أما القول الأول: فهو جواز ذلك وأنه صحيح.
وهذا هو ما عليه أصحاب المذاهب الأربعة من المتأخرين على المعتمد في مذاهبهم من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وثمة ثلاث مقدمات لتصحيح ما ذهبوا إليه من تصحيح وتجويز) انتهى كلامه.
قلت: فأين قال الحنابلة بجواز ذلك؟
والجواب: لم يقل الحنابلة ذلك، وحاشاهم أن يقولوا بهذا القول المخالف لإجماع المسلمين، المصادم لآيات الكتاب العزيز.
وسأتبرع أنا بسوق طرف من كلام الحنابلة، يدل على عكس ما يزعمه الخرافيون.
1 - قال شيخ الإسلام في الاستغاثة في الرد على البكري 1/ 331
(سؤال الميت و الغائب نبيا كان أو غيره من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين لم يأمر الله به ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين أن أحدا منهم ما كان يقول إذا نزلت به ترة أو عرضت له حاجة لميت يا سيدي فلان أنا في حسبك أو اقض حاجتي كما يقول بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى والغائبين، ولا أحد من الصحابة رضي الله عنهم استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ولا بغيره من الأنبياء لا عند قبورهم ولا إذا بعدوا عنها، وقد كانوا يقفون تلك المواقف العظام في مقابلة المشركين في القتال و يشتد البأس بهم و يظنون الظنون ومع هذا لم يستغث أحد منهم بنبي ولا غيره من المخلوقين، ولا أقسموا بمخلوق على الله أصل، ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء ولا قبور غير الأنبياء ولا الصلاة عندها).
2 - وقال أيضا- في رده على البكري-
(الثالث: أنه أدرج سؤاله أيضا في الاستغاثة به و هذا صحيح جائز في حياته وقد سوى في ذلك بين محياه و مماته وهنا أصاب في لفظ الاستغاثة لكنه أخطأ في التسوية بين المحيا و الممات وهذا ما علمته ينقل عن أحد من العلماء لكنه موجود في كلام بعض الناس مثل الشيخ يحيى الصرصري ففي شعره قطعة منه و الشيخ محمد بن النعمان كان له كتاب المستغيثين بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة و المنام وهذا الرجل قد نقل منه فيما يغلب على ظني وهؤلاء لهم صلاح و دين لكنهم ليسوا من أهل العلم العالمين بمدارك الأحكام الذين يؤخذ بقولهم في شرائع الإسلام و معرفة الحلال و الحرام و ليس معهم دليل شرعي ولا نقل عن عالم مرضي بل عادة جروا عليها كما جرت عادة كثير من الناس بأنه يستغيث بشيخه في الشدائد و يدعوه).
3 - وقال:
¥