[قول العلامة ابن عثيمين في معنى الرسول والنبي]
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 12 - 02, 02:32 م]ـ
قوله: (ورسله): المراد هنا الرسل المَلَكِيون أو البشر؟
البشر،
لأن الإيمان بالرسل من الملائكة سبقوا، المراد بالرسل من البشر،
وليعلم أنه يعبر برسول ويعبر بنبي فهل معناهما واحد؟
أما في القرآن فالنبي هو الرسول، كلما وجدت في القرآن نبي فهو رسول لكن
معنى النبي والرسول يختلف
والصواب فيه أن النبي أوحي إليه بالشرع وأمر بالعمل به ولكن لم يؤمر
بتبليغه فهو نبي بمعنى مخبر ولكن لم يؤمر بالتبليغ
مثاله: آدم، آدم أبونا نبي مكلم لكنه ليس برسول،
لأن أول الرسل نوح،
أما آدم فنبي كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
إذا قال قائل: لماذا لم يرسل رسول في ذلك الوقت؟
الجواب: أن الناس في ذلك الوقت على أمة واحدة كانوا أمة واحدة قليلون
وليس بينهم خلاف ما اتسعت الدنيا ولا انتشر البشر فكانوا متفقين،
فكفاهم أن يروا أباهم على عبادة ويتبعوها ثم لما حصل الخلاف وانتشر
الناس احتيج إلى الرسل،
كما قال تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين
ومنذرين}،
إذا قال قائل: ما الفائدة من النبي بعد آدم إذا كان لم يؤمر بالتبليغ؟
قلنا: الفائدة تذكير الناس بالشريعة التي نسوها وفي هذا لا يكون
الإعراض من الناس تاماً فلا يحتاجون إلى رسول ويكفي النبي الذي يذكرهم
بالشريعة،
قال الله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها ..... يحكم بها النبيون
الذين أسلموا للذين هادوا}،
هذه هي الفائدة من النبي،
لأن هذا الإيراد إيراد قوي: ما الفائدة من نبوة بلا رسالة؟
الجواب ما سمعتم: تذكير الناس بما غفلوا عنه من شريعتهم،
ولهذا جاء في حديث لكنه ضعيف: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)،
معناه صحيح،
ولكنه ضعيف من حيث أنه مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
أول الرسل نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم،
واعلم أنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس قبل نوح وأن فيه آخرين شيث
ونسيت الثالث،
كل هذا كذب ليس بصحيح إدريس بعد نوح قطعاً،
وقد قال بعض العلماء: إن إدريس من الرسل في بني إسرائيل،
لأنه دائماً يذكر في سياق قصصهم،
لكن نعلم علم اليقين أنه ليس قبل نوح،
والدليل قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا نوحٍ والنبيين من
بعده}،
وقال عز وجل: {ولقد أرسلنا إلى نوحٍ وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة
والكتاب}،
فمن زعم أن إدريس قبل نوح فقد كذب القرآن عليه أن يتوب إلى الله من هذا
الاعتقاد،
الرسل عليهم الصلاة والسلام هم أعلى طبقات البشر الذين أنعم الله عليهم
،
قال تعالى: {ومن يطع الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} هذه أربعة أصناف،
النبيون يدخل فيهم الرسل وهم أفضل من الأنبياء ثم الرسل،
أفضلهم خمسة هم أولوا العزم،
ذكروا في القرآن في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى،
في سورة الأحزاب: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى}،
وفي سورة الشورى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك
وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}
سبحان الله،
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[09 - 12 - 02, 02:10 ص]ـ
السلام عليكم
مع بالغ تقديرنا وإجلالنا لشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله، إلا أنه لا يلزم من قول جمهور المفسرين وجمهور العلماء بأن شيثا وإدريس عليهما السلام كانا نبيين قبل نوح عليه السلام تكذيب للقرآن، فأما قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا نوحٍ والنبيين من بعده} فمعناه أن الإيحاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم كالإيحاء إلى نوح ومن بعده، ولا يلزم من هذا أنه ليس كالإيحاء إلى من قبل نوح، وما أجاب به الشيخ عن آدم عليه السلام أجبنا به عن شيث وإدريس عليهما السلام،
وأما قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا إلى نوحٍ وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب}، أي بعدهما فلا نبي بعدهما إلا من ذريتهما، ولا كتاب بعدهما إلا على نبي من ذريتهما، وهذا لا ينفي النبوة قبلهما ولا الكتاب قبلهما وما أجاب به الشيخ عن آدم عليه السلام أجبنا به عن شيث وإدريس عليهما السلام، والله أعلم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[10 - 12 - 02, 10:03 ص]ـ
أيضا، فكما أن قوله تعالى عن إبراهيم (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (العنكبوت:27) لايلزم منه أنه لانبي قبل إبراهيم، فقد كان قبله نوح وهود وصالح وغيرهم، فإن قوله تعالى عن نوح وإبراهيم (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (الحديد:26) لايلزم منه أنه لا نبي قبلهما، فقد كان قبلهما آدم وشيث وإدريس،عليهم جميعا صلاة الله وسلامه، فهذه كتلك، والله أعلم
هذا وقد سبق للإخوة في الملتقى نقاش حول هذا الموضوع على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4306&highlight=%ED%E4%D3%CE