[ارجوا إفادتي - مسألة عقيدة -]
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 03, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في كتاب عن الإعجاز القرآني لأحد المشايخ المعاصريين الحاليين عن مسألة فناء النار , وقال في قصدية طويلة (هذا قول قيمنا والحراني) أي شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهمها الله
وسألت أحد الدكاترة عن حكمه فقال لا يكفر لأنها مسألة خلافية حتى بين الصحابة رضي الله عنهم
والذي أريد معرفته
1 - من من الصحابة قال بهذا القول؟
2 - حكم الشخص الذي يقول بفناء النار؟
3 - اقوال العلماء في هذه المسألة؟
أخوكم: العوضي
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[11 - 04 - 03, 11:51 م]ـ
فناء النار
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء
ما رأي فضيلتكم في هذه الفتنة التي ظهرت وانتشرت بين أوساط الشباب لا سيما صغار السن منهم، وهي القول بفناء النار أو عدم فنائها أفتونا جزاكم الله خير
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن هذه المسالة قد بحثت وقتلت بحثا منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأئمة الهدى والدين وعلماء سلف الأمة المتقدمين منهم والمتأخرين اختلف السلف فيها على قولين على ضوء ما جاء في الكتاب والسنة.
القول الأول:
عليه جمهور سلف الأمة وهو خلود النار ودوامها وعدم فنائها.
القول الثاني:
لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاب ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب.
وكل من القولين مأثور عن السلف، وينظر في أدلة الفريقين فأيها كان أقوى دلالة كان هو القول الراجح.
فأما القول الأول وهو قول الجمهور فمن أدلته:
قوله تعالى: {وما هم منها بمخرجين} , وقوله تعالى: {إن عذابها كان غراما} أي ملازما دائما, وقوله تعالى: {وما هم بخارجين من النار} , وقوله تعالى: {لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} , وقوله تعالى: {خالدين فيها أبدا} , وقوله تعالى: {لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
أما القائلين بفناء النار فمن أدلتهم قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء ربك إن ربك حكيم عليم} , وقوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} , وجه الدلالة من الآيتين أنه لم يأت بعد الاستثناء ما يدل على دوام النار كما جاء في شأن الجنة مما يدل على دوامها في قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ}، فدل على أن النار تفنى والجنة نعيمها دائم لا ينقطع، وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية. كما استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه. قالوا ومن حيث المعنى فإن عذاب الكفار مراد بالعرَض ونعيم الجنة مراد لذاته فما كان مرادا بالعرَض فإنه ينتهي بانتهاء ذلك العرض، وما كان مرادا لذاته فإنه يدوم ولا ينقطع، ومعنى مراد بالعرَض يعني أن تعذيبهم عَرَض لأجل كفرهم فإذا نقوا وتطهروا بالعذاب زال عنهم درن الكفر فأصبح تعذيبهم لا حكمة فيه إلى غير ذلك مما لم يذكر.
فإذا كان الأمر كذلك أعني أن المسألة فيها قولان للسلف فمن اجتهد وهو من أهل الاجتهاد وأخذ بأحد القولين فإنه لا ينكر عليه ولا يضلل ولا يبدع، لأن السب والتجريح و تضليل الآخرين وهم ليسوا كذلك فيه إثم ومعصية ويترتب عليه الاختلاف والفرقة التي نهى الله عباده عنها، ويفرح به أعداء الجميع من يهود ونصارى وعلمانيين وحداثيين ومنافقين وغيرهم من أصناف الكفار الذين يسرهم كثيرا حصول الاختلاف والفرقة بين المسلمين، وإني أهيب بأبنائي من شباب، واخواني من طلبة العلم أن يكفوا عن إثارة هذه الفتنة وأن يوجهوا أقلامهم إلى الرد على أعدائهم كلهم من يهود ونصارى وعلمانيين وغيرهم من أنواع الكافرين، فإن ذلك أحرى بأن تتحد كلمة الأمة وعلمائها, وأن يفوتوا بذلك على الأعداء فرصتهم، هذا أملى في أبنائي الشباب واخواني طلبة العلم والمعنيين في هذه المسألة أن
¥