[هل هناك فرق بين السنة في اصطلاح أهل العقائد، والإيمان؟ [اشكال من كلام ابن أبي عاصم]
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 03:13 م]ـ
" قال أبو بكر بن أبي عاصم رحمه الله:
سألت عن السنة ما هي؟ والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك، ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة = القول بإثبات القدر، وإن الاستطاعة مع الفعل للفعل، والإيمان بالقدرخيره وشره وحلوه ومره، وكل طاعة مع مطيع فبتوفيق الله له، وكل معصية من عاص فبخذلان الله السابق منه وله، والسعيد من سبقت له السعادة، والشقي من سبقت له الشقاوة، والأشياء غير خارجة من مشيئة الله وإرادته، وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم، والقرآن كلام الله تبارك وتعالى تكلم الله به، ليس بمخلوق، ومن قال مخلوق ممن قامت عليه الحجة فكافر بالله العظيم، ومن قال من قبل أن تقوم عليه الحجة فلا شيء عليه.
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص وإثبات رؤية الله عز وجل يراه أولياؤه في الآخرة نظر عيان كما جاءت الأخبار وأبو بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وهو الخليفة خلافة النبوة بويع يوم بويع وهو أفضلهم وهو أحقهم بها ثم عمر بن الخطاب بعده على مثل ذلك ثم عثمان بن عفان بعده على مثل ذلك ثم علي بعده على مثل ذلك رحمه الله عليهم جميعا.
وأبو بكر الصديق أعلمهم عندي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم وأزهدهم وأشجعهم وأسخاهم ومن الدليل على ذلك قوله في أهل الردة وقد نازله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أن يقبل منهم بعضا فأبى إلا كل ما أوجب الله عليهم أو يقاتلهم ورأى أن الكفر ببعض التنزيل يحل دماءهم فعزم على قتالهم فعلم أن الحق. ....
ثم قال رحمه الله:
" ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير والشفاعة والحوض والميزان وحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة فضائلهم وترك سبهم والطعن عليهم وولايتهم والصلاة على من مات من أهل التوحيد والترحم على من أصاب ذنبا والرجاء للمذنبين وترك الوعيد ورد العباد إلى مشيئة الله والخروج من النار يخرج الله من يشاء منها برحمته والصلاة خلف كل أمير جائر والصلاة في جماعة والغزو مع كل أمير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون اهـ
والإشكال في قوله: (ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير والشفاعة والحوض والميزان وحب .. )
أرجو من الأخوة إفادتي حول ذلك..
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[06 - 11 - 02, 03:44 م]ـ
أخي الكريم أظنك استشكلت أمرين:
1 - تعبيره ب (قد) في قوله (قد ينسب إلى السنة) ثم أتى بأشياء منسوبة إلى السنةقطعا مع أن قد مع المضارع للتقليل أو التكثير
وحل الإشكال أن قد تأتي أحيانا مع المضارع للتحقيق والتوكيد كما في قوله تعالى في آخر سورة النور (قد يعلم ما أنتم عليه) فهنا قد للتحقيق والتوكيد
2 - قوله (وذلك عندي إيمان) فإنه قد يوحي بأن المسألة خلافية مع أنها مسائل من القطعيات
وحل الإشكال أن المؤلف يستعمل هذه العبارة بمعنى (وهذا ما أدين الله به) أو (وهذا اعتقادي) كما يدل عليه قوله قبلها: (وأبو بكر الصديق أعلمهم عندي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم)
فكأنه قال والذي أدين الله به أن هذه المسائل هي من الإيمان ويجب على المسلم أن يؤمن بها، وهي من السنة فإنكارها بدعة
وواضح أنه يريد بالسنةهنا المقابل للبدعة، فبين أن السنة إيمان وهذا لاإشكال فيه لأن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، فهذه الاعتقادات من الإيمان
والله أعلم
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 06:38 م]ـ
أخي الفاضل .. أبو خالد السلمي .. وفقه الله.
لاحظ هنا _ وفقت للخير _ أن ابن أبي عاصم قال في أول كلامه:
" والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك، ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة = القول بإثبات القدر .. إلخ) ..
فهنا جعل نسبة القدر وغيره مما ذكره من المسائل = هي السنة، وجعل نستها للسنة أمر متفق عليه ..
ثم قال:
" ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير .. الخ "
فالذي أفهمه من كلامه أن هذا اعتراض منه على على جعل هذه المسائل من السنة، وجعلها من باب الإيمان.
وما ذكرته من معنى (قد) فهذا فيه نوع من التعارض مع ما ذكره في أول كلامه من أن هذا مما ينسب اتفاقا، ثم أشار إلى قول بعضهم بقوله (قد ينسب) ثم بين اختياره بقوله (وذلك عندي إيمان) ..
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[07 - 11 - 02, 11:50 ص]ـ
للرفع، فالإشكال _ فيما يظهر _ قائم.