[حول الفلسفة والوجه الآخر ....]
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 09 - 03, 05:52 م]ـ
مما يميز أهل الحديث والاثر (نظرتهم النقدية) الناشئة عن عملية نقد الاخبار وتمحيصها مما أثمر لهم منهجا فريدا في التعامل مع الفنون والعلوم المختلفة.
أذ ان النظرية النقدية الحديثية مبنية على عدة قضايا منها مسألة الاسناد ومنها مسألة المعارضة بين النصوص .. الخ , من مقومات المنهج الحديثي في التعامل مع الاخبار.
ومن العلوم البشرية التى (ظلمت) خطأ علم (الفلسفة) وهذا العلم عبارة عن مجموعة علوم وفنون لاينبغى الحكم عليها حكما واحد بالرد او القبول.
بل ينبغى النظر في تفاصيلها بل وتدقيق النظر لان الفلسفة تحتوى جملة العلوم الانسانية والطبيعية المنتخبة.
ومن اسباب هذه النظرة الخاطئة. ان هذا العلم لما انتحله بعض المنتسبين للملة انتحل منه جميع اجزائه كالطب والفلك وعلم الارض وكذلك ما يتعلق بالالهيات وهنا يكمن الخطر والخطأ واتى نقد علمائنا الاجلاء للفسلفة على انها قرين السفسطة والانحلال الفكري وهذا حق من جهة المنتحلين له من اهل الملة. لانهم عمدوا الى اخذ جملة العلوم الفلسفية دون التفصيل في المقبول منها والمردود.
وهذه الفلسفة قد اثمرت الكثير من وسائل الارتقاء الحديثة وهذا واضح في المجالات الفيزيائية والرياضية والتى كانت من نتاج هذه الفلسفة بل ويمكن التعامل مع مخرجات الفلسفة الفكرية كبعض النظريات الاجتماعية على انها قابلة للتطبيق او الفحص على اقل تقدير.
ولعلنا في هذه العجالة نتطرق الى امرين مهمين وبالتفصيل:
1 - انواع الفلسفة وما المحمود منها وما المرذول المردود.
2 - ونظريات المعرفة الفلسفية مثل الاستقراء والمنهج التجريبي ثم نلحقها بنظرية المعرفة عند ابن تيمية وعلاقتها بالفكر الفلسفي وأين موقع علماء الكلام من الفكر الفلسفي.
أنواع الفلسفة:
وهذه الانواع تفوق الحصر غير اننا من الممكن ان نستبعد منها علم ما وراء الطبيعة. وفنون الجمال ومسائل الجمال المطلق وغيرها والكثير من نظريات (العقد الاجتماعي) كما سماها جان جاك روسو الاب الروحى للثورة الفرنسية.
ومن هذه الانواع العوم الطبيعية كعلوم الفلك والرياضة وهذه العلوم هي من بعض ثمار النظريات الفلسفية وخاصة المنهج الفلسفي التحليلي ولعلنا في المبحث الثاني نتكلم عن اسباب الصدام الفكري بين الفلسفية القديمة الطاغية والفلسفة الحديثة وموقف ابن تيمية من نقد القياس الصورى الارسطي السابق للفلسفة الحديثة.
وينبغى ان ننبه هنا الى التريث عندما يلامس هذا المصطلح
(الفلسفة) الاذان. اذ ان عملية تلقى الفلسفة وظهور الفلاسفة المنتسبين الى الاسلام كالفارابي وابن سينا وابن رشد.
والاخير واعنى ابن رشد هو من فحول الفلاسفة بل ان بقية الفلاسفة المنتسبين الي الملة لايعدون شيئا وعلى رأسهم ابن سينا بمقارنتهم بابن رشد الحفيد بل انه اظهر الكثير من الاخطاء عند هؤلاء الفلاسفة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 09 - 03, 07:03 م]ـ
وقبل ان نشرع في بيان المناهج الفلسفية في النظر والاستنباط كمنهاج الاستنباط للعلوم النظرية formal scienc والبعض يترجمها حرفيا بالعلوم الصورية. وهذا ترجمة في نظري تحتاج الى اعادة نظر. ومنهج استنباط العلوم الخبريه informal scinece .
فأنا لابد ان نبين ان عدم قبول جمهور السلفية وعلمائها لامثال هذه الاصطلاحات لايعنى عدم تواجد المنهج الفكري والاستنباطي لديهم بل انك واجد لهم كلاما في الاستقراء غاية في الدقة وحسن التصور.
غير ان المذهب الفكري الاسلامي حقيقة وليس فقط السلفي (اذ ان السلفية ترفض الانسياق) خلق الانساق الفكرية الكلامية الهلامية الفلسفية.
وتختط لنفسها منهاجا ربانيا وطريقا فكريا فريدا في الاستنباط متعلق بالنصوص الشرعية لذا فانك تجد ان التركيب الفكري عند (أهل الحديث) يتميز بالمناعة والاستقلال عن عنفوان الفكر الفلسفي المعاصر او السابق.
وحتى نوضح الفرق بين منهج التعامل مع الوقائع بين السلفية والفلسفية الكلامية سنضرب مثالا بسيطا يقرب هذا الامر: وهذا المثال هو ان يأتي سيد الى مملوكه فيقول له لاتفعل اي شئ امرك به!
فان العقل المباشر (وهذا الاصطلاح سوف نستخدمه كثيرا في بيان منهج ابن تيمية في التعامل مع الحس والعقل) أقول ان العقل المباشر سوف يأمر المملوك ان لايفعل اي شي يأمره سيده به؟ وقد يكون لهذا اسباب مقبولة كأن يكون السيد صاحب قرارت خاطئة او صاحب غضب شديد فيخشى ان تخرج منه اوامر غير موفق.
اما العقل الكلامي فأنه ينزع الى التعقيد فسوف يأمر العقل الكلامي هذا المملوك ان يطيع سيده!!! وسبب ذلك ان السيد امره ان لايفعل ما يأمره به وقد أمره بعدم الفعل فكي يخالفه لابد ان يفعل ما يأمره؟؟
بهذا المستوى من التعقيد يتم التعامل مع النصوص بطريقة بعض اهل الاصول بل كثير ممن ينزعون النزعة الكلامية دع عنك الفلاسفة الصراح.
ومن هنا تعرف الفرق بين العقل عند السلف والعقل عند أهل الكلام وهو فرق شاسع كبير سنذكر بعض ثمار الاختلاف فيه في العقائد خاصة وبقية الفروع عامة.
¥