تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذا تعرف عن عقيدة الإمام الخطابي رحمه الله؟]

ـ[خالد الشايع]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:16 ص]ـ

الإمام الخطابي رحمه إمام لا يجهله إلا من كان بمعزل عن العلم، فما من باحث إلا ويحتاج إلى علمه ليزين به بحثه، وإن المطالع في كتب العلماء خصوصا الشروح يجد أنهم يكثرون من النقل عنه خصوصا الحافظ ابن حجر رحمه الله.

ومن أبرز مؤلفاته: (معالم السنن) شرح سنن أبي داود، وشرح البخاري (أعلام الحديث).

وإن الناظر في هذه الكتب وتلك النقولات من ابن حجر وغيره يرى أنه يسلك مسالك الأشاعرة في باب الصفات بل إنه المهرب لكثير من الشراح والمحققين المعاصرين، فما إن يمر حديث فيه صفة للرب إلا ويوردون كلامه عليها، ولهذا كان أكثر ما نقل عنه من كلامه إنما هو في باب الصفات.

انظر مثلا: الفتح (13/ 417) وأعلام الحديث (3/ 1898 - 1930 - 1933)

وهذا ما حدى كثير من العلماء في هذا الزمن إلى القول بأن الخطابي أشعري المذهب، ولا لوم عليهم خصوصا إذا وقفوا على تلك النقولات والشروحات على أحاديث الصفات، والله المستعان.

ولكن نرى أن قوما آخرين قالوا إن الخطابي على منهج السلف رحمهم الله فهو سلفي المعتقد في باب الصفات، خصوصا إذا علمنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكثر من النقل عنه كما نقل عنه في الفتاوى انظر مثلا (6/ 355) وكذلك الإمام الذهبي نقل عنه كما في العلو (المختصر ص257)

فترى أن الناس مضطربون في بيان عقيدته.

والذي يظهر والله تعالى أعلم أن الخطابي على منهج السلف ولله الحمد، وما نقل عنه من التأويل كان في أول أمره ثم أنتقل إلى مذهب السلف، ومما يدل على صحة هذا القول رسالته العظيمة الموسومة (الغنية عن الكلام وأهله)، وقد نقل منها شيخ الإسلام طرفا من ذلك في الفتوى الحموية نذكره بحرفه للفائدة، قال شيخ الإسلام في الفتاوى (5/ 58): ما ذكره أبو سليمان الخطابى فى رسالته المشهورة فى الغنية عن الكلام وأهله قال فأما ما سألت عنه من الصفات وما جاء منها فى الكتاب والسنة فان مذهب السلف اثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفى الكيفية والتشبيه عنها وقد نفاها قوم فابطلوا ما أثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا فى ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف وانما القصد فى سلوك الطريقة المستقيمة بين الأمرين ودين الله تعالى بين الغالى فيه والجافى والمقصر عنه والأصل فى هذا أن الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات ويحتذى فى ذلك حذوه ومثاله فاذا كان معلوما أن اثبات البارى سبحانه انما هو اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا يد وسمع وبصر وما أشبهها فانما هى صفات اثبتها الله لنفسه ولسنا نقول أن معنى اليد القوة أو النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالأيدى والأسماع والأبصار التى هى جوارح وأدوات للفعل ونقول أن القول انما وجب باثبات الصفات لأن التوقيف ورد بها ووجب نفى التشبيه عنها لأن الله ليس كمثله شىء وعلى هذا جرى قول السلف فى أحاديث الصفات هذا كله كلام الخطابى. أهـ كلام شيخ الإسلام رحمه الله.

والجواب عن ما بقي من مؤلفاته: أنه ربما أرد تغييرها ولم يسعفه الوقت فاخترمته المنية قبل ذلك، أو أن ما نقل عنه مما طارت به الركبان قبل اتباعه منهج السلف، وهذا كله من باب إحسان الظن بالأئمة، ولا يعتقد أن يكون العكس حصل للخطابي، لأن من عرف الحق فلن ينتقل عنه إلا أن يشاء الله. فالحق له نور خصوصا في باب صفات الرب سبحانه

وهناك مؤلف في بيان عقيدة الخطابي للعلوي لمن أرد الاستزادة والله تعالى أعلم بالصواب.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 02, 04:51 ص]ـ

قال الحافظ الفقيه المحدث ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه العظيم فتح الباري (7/ 237) (وكذلك ذكره الخطابي في رسالته في (الغنية عن الكلام وأهله) وهذا يدل على أن ما يؤخذ من كلامه في كثير من كتبه مما يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكلمين (((فقد رجع عنه)))، فإن نفي كثير من الصفات إنما هو مبني على ثبوت هذه الطريقة0

قال الخطابي 00000ثم ساق ابن رجب قطعة من هذه الرسالة النفيسة إلى ص 239

فهذا يدل على رجوع الخطابي رحمه الله إلى إثبات الصفات على مذهب السلف

والله تعالى أعلم

ـ[خالد الشايع]ــــــــ[12 - 09 - 02, 02:35 م]ـ

أثابك الله أخي عبد الرحمن على هذه الفائدة العظيمة، التي توجت خلاصة البحث.

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 03, 01:02 ص]ـ

جزاكما الله خيرا

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[03 - 02 - 03, 11:59 ص]ـ

جزاك الله خيراًً على هذه الفائدة ..

الحمد لله على عودتك بعد طول غياب، فقد افتقدتك منذ فترة ..

ونحن في انتظار مشاركاتك ..

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 03, 03:34 م]ـ

هذا الكتاب الغنية للخطابي

موجود في الأجزاء الحديثية (السيدي) الذي نشره مركز التراث للحاسب الألي، ولم يذكر في البطاقة للكتاب إلا اسم الكتاب والمؤلف.

قد اطلعت عليه قبل سنوات وهو الآن ليس عندي فليته يراجع.

وأذكر أني أخبرت بذلك الشيخ عبد الله الغنيمان، فقال: يوجد مختصر له اختصره السيوطي.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير