[هل البيهقي على عقيدة أهل السنة والجماعة ... هذه دراسة علمية ..]
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 02, 02:05 ص]ـ
البيهقي وموقفه من الإلهيات
رسالة دكتوراة في جامعة ام القرى
تأليف: أحمد بن عطية بن علي الغامدي
الناشر: مكتبة العلوم والحكم - السعودية
تاريخ الطبعة: 01/ 11/2001
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 356
نبذة عن الكتاب: يشتمل هذا الكتاب على عرض مستفيض ومناقشة هادفة لآراء البيهقي في مباحث الإلهيات وهي مباحث أسماء الله وصفاته، ومسألة رؤية الله تعالى، ومسألة خلق أفعال العباد.
وقد صدر المؤلف حديثه عن كل مسألة من المسائل التي تعرض لها بذكر آراء الفرق فيها على سبيل الاختصار، ثم يتناول بعد ذلك الحديث عن رأي البيهقي تفصيلاً، ثم يعقب عليه بذكر موافقته لرأي السلف أو عدمها، مع مناقشة مستفيضة للآراء التي خالف السلف فيها، وتأييد ما وافقهم عليه بعبارات يوردها من كتبهم. وقد قصد بذلك تأييد الحق الذي يمثله رأي السلف، وتوطيد دعائمه ببيان سلامة المنهج الذي سلكوه، وصحة الاستدلال الذي اعتمدوا عليه.
الخلاصة:
أجمل الباحث ما توصل إليه من نتائج فيما يأتي:
1 - فساد الحالتين السياسية والإجتماعية في عصر البيهقي، وعدم تأثير ذلك على الحالة العلمية التي كانت على العكس منهما، حيث ازدهرت ازدهاراً عظيما، حتى عرف ذلك العصر بعصر النهضة، وكان سبب ذلك تفاني العلماء في سبيل نشر العلم والمحافظة عليه.
2 - إن البيهقي قد بدأ حياته العلمية منذ وقت مبكر، وجلس إلى عدد وافر من مشاهير العلماء، وأكثر من الرحلات العلمية مما كان له أكبر الأثر في سعة اطلاعه، وتنوع ثقافته ووفرة إنتاجه.
3 - إنه سلك في الاستدلال طريقة السلف، وخالفهم في كثير من المسائل عند التطبيق لذلك الاستدلال.
4 - إنه اختار في استدلاله على وجود الله تعالى طريقة القرآن الكريم وهو أمر اتفق فيه مع السلف. إلا أنه وافق أصحابه الأشاعرة في الاستدلال بالجواهر والأعراض على حدوث العالم زاعماً صحة هذا الاستدلال لأنه – في نظره – استدلال شرعي وأيده بطريقة إبراهيم عليه السلام، فبين الباحث مخالفة ذلك لمذهب السلف، وفساد تصورهم بأنها طريقة إبراهيم عليه السلام.
5 - إن البيهقي اتفق مع السلف في جميع ما يتعلق بأسماء الله تعالى من طريقة إثباتها، والقول بعدم حصرها، وصلتها بالصفات، يقول الباحث: إلا أنني لم أوافقه فيما ذهب إليه من أن الاسم عين المسمى – مع أنه رأى لبعض السلف كما ذكرت إلا أنني اخترت القول بالتفصيل الذي ارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وإن ذلك لا يلجأ إليه إلا عند الاستفسار عن الاسم هل هو عين المسمى أم غيره، وإلا فالإطلاق الصحيح الموافق للأدلة الشرعية هو القول بأن الاسم للمسمى ".
6 - إن البيهقي قد اتفق مع السلف في طريقة تقسيم الصفات، وقد أشار الباحث إلى قصور تقسيم المتكلمين عن كثير من الصفات،وشمول تقسيم البيهقي.
7 - إنه اتفق مع السلف في إثبات الصفات العقلية بنوعيها وفي طريقة الاستدلال على ذلك الإثبات.
8 - عدم موافقته للسلف في القول بحلول الحوادث بذات الله تعالى بمعنى أنه - سبحانه- يفعل متى شاء كيف شاء، لذلك قال بقدم جميع صفات الذات العقلية وعدم حدوث شيء منها، وأوضح الباحث أن الصحيح في ذلك ما ذهب إليه السلف من القول بأنها قديمة النوع حادثة الآحاد.
9 - مخالفته للسلف في نفيه تسلسل الحوادث في جانب الماضي ولذلك فهو يقول بحدوث صفات الفعل العقلية. إلا أنني بينت خطأه فيما ذهب إليه، وصحة مذهب السلف القائل بأن الله فعال لما يريد أزلاً وأبداً.
10 - إن البيهقي وافق السلف فيما أثبته من صفات الذات الخبرية وخالفهم في تأويل ما بقي منها. حيث أثبت اليدين والوجه والعين، وأول ما سوى ذلك.
11 - مخالفته للسلف في صفات الفعل الخبرية. حيث ذهب إلى تأويل بعضها، وتفويض بعضها الآخر، زاعماً أن التفويض في ما فوض فيه هو مذهب السلف. وقد بين الباحث فساد قول من نسب التفويض والتأويل إلى السلف، مبيناً أن مذهب السلف هو الإثبات الحقيقي لجميع الصفات إثباتاً لا تأويل فيه، ولا تشبيه.
12 - إن البيهقي يختلف مع السلف في جميع ما يتعلق بصفة الكلام التي أثبتها، من القول بأن الكلام نفسي قديم وأنه بدون حرف ولا صوت وأنه معنى واحد، وقد ناقشه في جميع هذه المسائل وبين خطأ ما ذهب إليه وصحة مذهب السلف. وبين أن رأيه في كلام الله تعالى هو عين مذهب الأشاعرة، وأن حقيقة مذهبهم في القرآن لا يختلف عن مذهب المعتزلة إلا بنفيهم أن يكون هذا القرآن الذي نقرأه هو كلام الله الحقيقي.
13 - اتفاقه مع السلف فيما يتعلق بمسألة الرؤية، من القول بإثباتها للمؤمنين يوم القيامة.إلا أنه خالفهم بنفيه للجهة، مستدلاً بحديث الرؤية. وقد بين الباحث فساد استدلاله به، وصحة استدلال السلف.
14 - إنه يقول بعدم تأثير قدرة العبد في فعله، وهو بذلك يوافق الأشاعرة القائلين بالكسب، الذي لا حقيقة له، ويخالف السلف لقولهم بتأثير قدرة العبد في فعله.
15 - إنه ينفي تأثير الأسباب في مسبباتها، وهو مذهب الأشاعرة، وكذلك بين الباحث فساد هذا الرأي أيضاً ومخالفته للنصوص الشرعية المثبتة لذلك.
ويختم الباحث بحثه بقوله في نتيجة جامعة "وأخيراً فإنني أقرر هنا وعن ممارسة طويلة لقراءة كتب المتكلمين وكتب السلف أن مذهب السلف هو الذي يجب أن يكون طريق كل مسلم لقربه من منبع العقيدة والتزامه بمنهج الوحي. أما مناهج المتكلمين فإنها حشو من لغو الكلام الذي قد يبعد بكثير ممن يفضله عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله. لذلك أدعو إلى الإلتزام به والتمسك بأهداف العقيدة الصافية النابعة من المعين الصافي ألا وهو الوحي ".
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥