تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التُّحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية - الشيخ عبدالرزاق العباد

ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 04 - 03, 03:24 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مُقدمة:

الحمد لله رب العالمين , والعاقبة للمتقين , والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد .. فهذا شرح مختصر للقصيدة السنية والمنظومة البهية المشهورة بـ (الحائية) لناظمها الإمام المحقق والحافظ المتقن شيخ بغداد أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ابن صاحب السنن الإمام المعروف رحمهما الله.

وهي منظومة شائعة الذكر , رفيعة الشأن , عذبة الألفاظ , سهلة الحفظ , لها مكانة عالية ومنزلة رفيعة عند أهل العلم في قديم الزمان وحديثه , تواتر نقلها عن ابن أبي داود رحمه الله فقد رواها عنه غير واحد من أهل العلك كالآجري , وابن بطة , وابن شاهين وغيرهم , وثلاثتهم من تلاميذ الناظم , وتنازلها غير واحد من أهل العلم بالشرح.

قال الذهبي رحمه الله منوهاً بهذه المنظومة مبيناً لأهميتها (هذه القصيدة منواترة عن ناظمها رواها الآجري وصنف لها شرحاً , وأبو عبدالله ابن بطة في الإبانة (1) , ومِمن شرحها ابن البناء) (2) , وشروحاتهم لا أعلم لها وجوداً , وممن شرحها أيضا الإمام السفاريني وشرحه لها مطبوع في مجلدين بعنوان (لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السُّنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية)

وقد سميت هذا الشرح (التحفة السنية شرح قصدية أبي داود الحائية) وأصله دروس ألقيتها في مسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1417هـ كتبه عني أحد طلاب العلم فيها وهو الأخ الفاضل يحيي بن علي بن يحيي , ثم قمت , بمراجعته والإضافة عليه وتنقيحه حسب الاستطاعة , وهو جهد المُقل وبضاعة الضعيف المقصر , فما كان فيه من حق وصواب فهو من الله وحده , وما كان من خطأ ونقص فهو بسبب ضعفي وقصوري وقلة علمي , ولا يفوتني هنا أن أشكر كل من قدم أي نوع من أنواع المساعدة والتعاون في سبيل إحراج هذا الكتاب سواء في صفه وتنضيده , أو مراجعته وتصحيحه , أو طباعته ونشره , وأسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء , كما أسأله أن ينفع به ويتقبله بقبول حسن ويجعله لوجهه خالصاً ولعباده نافعاً إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

*ترجمة موجزة للناظم ابن أبي داود (3)

*اسمه ونسبه وكنيته: هو الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد , عبدالله بن الإمام أبي داود سليمان ابن الأشعث , أبوبكر السجستاني.

*ولادته: ولد الإمام أبوبكر بن أبي داود بسجستان في سنة ثلاثين ومائتين (230هـ)

*نشأته وطلبه للعلم: سافر به أبوه وهو صغيرٌ من سجستان يطوف به شرقاً وغرباً بخراسان وأصبهان وبغداد والكوفة ومكة والمدينة والشام ومصر وغيرها يسمع ويكتب , واستوطن بغداد وكان أول شيخٍ سمع منه محمد بن اسلم الطوسي , وسُر أبوه بذلك , لجلالة محمد بن اسلم.

وكان ذا همة عليه منذ صغره في التحصيل والطلب , ومن دلائل هذه الهمة قوله رحمه الله (دخلت الكوفة ومعي درهم واحد , فأخذت به ثلاثين مد باقلا , فكنت آكل منه , وأكتب عن أبي سعيد الأشج , فما فرغ الباقلا حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطع ومرسل) (4)

وكان حافظا متقنا قال رحمه الله (حدثت من حفظي في أصبهان بستة وثلاثين ألف حديث , ألزموني فيها سبعة أحاديث فلما انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كتبت حدثتهم به) (5)

ويقول تلميذه أبو حفص لبن شاهين مبيناً قوة حفظه (أملى علينا بن أبي داود سنتين وما رأيت بيده كتاباً , إنما كان يملي حفظاً فكان يقعد على المنبر بعدما كبر ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو معمر بيده كتاب فيقول حديث كذا فيسرده من حفظه حتى يأتي على المجلس)

*بعض شيوخه: روى عن أبيه , وأحمد بن صالح , ومحمد بن بشار , وعمرو بن عثمان الحمصي , وإسحاق الكوسج , وعمرو بن علي الفلاس , ومحمد بن يحيي الذهلي.

*بعض تلاميذه: حدث عنه خلق كثيرون منهم ابن حبان صاحب الصحيح , وأبوالحسن الدارقطني , وأبوحفص بن شاهين و أبومحمد أحمد الحاكم , وابن بطة , ومحمد بن عم زنبور الوراق , وأبومسلم محمد بن أحمد الكاتب , ونصف بن علي الوزير , وأبوالقاسم بن حبابة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير