[يصح القول بماعليه عمل الناس دون استحضار الدليل بل عمل الناس حجة في نفسه (اثر نفيس)]
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 05 - 03, 11:29 ص]ـ
.... وهذه من طرائق اهل العلم في العمل بالاحكام الشرعيه .. ولعلي اذكر هذا الاثر النفيس الذي رواه عبدالرزاق في مصنفه باسناد صحيح جدا
(قال عبدالرزاق حدثنا معمر أن الزهري قال: تقضى الحائض الصوم ولاتقضى الصلاة .. قلت: عن من .. قال: هكذا وجدنا عليه الناس وليس كل شئ نجد له اسناد)
أو كما قال لاني انقل من حفظي.
وفيه فوائد: منها ان العمل يكون على ما كان عليه الناس وجماعه المؤمنين وان لم يظهر دليل بين في المسألة.
ومنها: ان العالم وان اتسع علمه وعظم حفظه فأنه لايدرك السنة كلها فأن الزهري على جلالته في الحفظ وامامته في الدين ما عرف الاثر المروي عن عائشة كما روته عنها معاذه.وغيرها من الاحاديث التى نصت على عدم القضاء.
ومنها ان الزهري رحمه الله احتج بعمل الناس ولم يعرف عليه دليلا.
وهذا يصح حتى في قضايا الصناعة الحديثية: فان قبول اهل العلم للحديث يقوى العمل به ولايلزم ان يصححه.
كما تلقت الامة بالقبول (كتاب عمرو بن حزم) ولم ترده على انه مرسل.
بل ان عبدالبر كما في التمهيد قبل حديث ((هو الطهور ماؤه) على انه ضعف اسناده انما صححه من حيث قبول اهل العلم له.
وهذا الامر مهم في مسائل الاحكام وقضايا الصناعة الحديثية فلا يعلل اثر قبله اهل العلم وصححوه ولاترد مسأله انعقد عمل اهل العلم عليها.
والله الموفق ,,,,,,,,
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 05 - 03, 12:17 م]ـ
هذا ليس على إطلاقه. فكتاب عمرو بن حزم قد جاء وجادة وقد تلقاه الصحابة بالقبول. وهناك أمور عامة تأتي إلينا بنقل الكافة عن الكافة، مثل أن تقضى الحائض الصوم ولاتقضى الصلاة. فهذا حتى لو لم يأت به حديث، فمن غير المعقول أن تجتمع سائر النساء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عهد الزهري على أمر وهو باطل، ولا ينكره أحد من الفقهاء والكبار.
أما ما يفعله بعض العلماء من أن يجد حديثاً في أكثر من كتاب ثم يقول شهرته تغني عن إسناده، فهذا كلام ساقط لا قيمة له عندما يصححون به بعض الأحاديث الموضوعة مثل "لولاك ما خلَقت الأفلاك" و "ولدت في زمن الملك العادل كسرى!! " و "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" وأمثال ذلك.
وفرق كبير بين الأمرين، بين أمر الإجماع على أمر فقهي وبين شهرة حديث في بعض الكتب.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 05 - 03, 12:39 م]ـ
----- الكلام ليس على قضاء الحائض ... انما على احتجاج الزهري بهذا الامر ...... فنحن نتكلم على طريقة الزهري في الاحتجاج فهو احتج بعمل الناس .....
ونحن لم نتكلم على شهرة حديث في بعض الكتب .....
انما نتكلم على تلقى العلماء حديثا بالقبول كما قدمت لك من قول ابن عبدالبر ... و قلت ما نصه: ((فان قبول اهل العلم للحديث يقوى العمل به ولايلزم ان يصححه.)) ولم اتكلم عن جانب الصناعة الحديثيه.
وفيما يتعلق بكتاب عمرو بن حزم فأنا نقبل ما كان مقبولا اي لم يكن من طريق ضعيفه جدا .. (كطريق سليمان بن ارقم). فانا لانقبل ما جاء فيها من زيادات.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[11 - 05 - 03, 09:49 م]ـ
اخي المتمسك بالحق لدي بعض الملاحظات على ماذكرتم:
1 - قولكم (عمل الناس حجة في نفسه) باطلاق غير صحيح لانه ان كان المراد بالناس اهل العلم فقول العلم في بلد ليست حجة على غيرهم ولايخفى عليكم كلام اهل العلم في احتجاج الامام مالك بعمل اهل المدينة.
وان كان المراد قول المشهور عند الناس فقد يشتهر عند الناس قول او حديث ويكون لااصل له وفي الاجماع لا اعتبار الابقول اهل العلم لا بقول غيرهم فرجعت المسالة الى الاحتجاج بقول اهل العلم.
وان كان المراد الاجماع فلا اشكال في حجته وهو من الادلة المشهورة المعروفة ولكنكم لا تقصدونه.
2 - قول الزهري -ان صح عنه -ولا شك ان اسناده كما ذكرت صحيح غاية لكن كون هذا الامر مما يخفى على الزهري مما قد يشكل ولاسيمامع ما قيل في رواية الدبري عن عبد الرزاق.
قول الزهري لا حجة فيه على ما ذكرتم ذلك ان الزهري انما يحتج بقول اهل العلم في عصره فهو كقول الامام مالك هذا ما وجدنا عليه الناس فهو احتجاج بعمل اهل العلم في عصره والمرء اذا لم يجد دليلا الا قول اهل العلم فانه سياخذ بقولهم لا لان قولهم حجة في نفسه بل لانه لم يجد الا قولهم.
ولا يعقل ان يحتج الزهري وهو من هو الا بقول اهل العلم.
واذا تلقت الامة حديثا بالقبول فانما تلقته الامة لا بعضهم والزهري يقول فيما احتججتم به (هذا ما وجدنا عليه الناس) فهل الناس الذين وجدهم على هذا الامر الامة ام بعضها؟ هل لقي الامة ام بعضها؟
وقولكم (وهذا الامر مهم في مسائل الاحكام وقضايا الصناعة الحديثية فلا يعلل اثر قبله اهل العلم وصححوه) لا اشكال فيه ولكن الاشكال في اصل الموضوع والقاعدة التي ذكرتموها وهي ان عمل الناس حجة فهل عمل العامة حجة وهم من الناس؟
فان قلت مرادي اهل العلم قلت ظاهر عبارة العنوان ولو سلمنا فالقواعد لا تطلق هكذا بل ينبغي تحريرها مع ما في اطلاق لفظ الناس من عموم.
مع ان بالاحتجاج بالاثر على ما في العنوان نظرا ذلك انكم قلتم ( .... دون استحضار الدليل ... ) والظاهر ان الزهري -ان صح ذلك عنه -لم يعلم الدليل لا لم يستحضره وانتم قلتم:
(فأن الزهري على جلالته في الحفظ وامامته في الدين ما عرف الاثر المروي عن عائشة كما روته عنها معاذه).
¥