تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما استخدام كلمة التمثيل أو التشبيه، فبعض أهل العلم يرجح كلمة التمثيل لورودها في قوله تعالى (ليس كمثله) ولعدم وردود كلمة الشبيه في النصوص الشرعية، والأمر في ذلك واسع إذا فهم المعنى.

أعجبني ما ذكرته بقولك (ألا ترى أن بعض متشابه الأحاديث التي تتكلم عن بعض الأشياء الغيبية الغير مدركة المعنى نمرها كما جاءت)، ولكن عكر ذلك ما ذكرته بقولك (الغير مدركة المعنى)! فسبحان الله، أليس كتاب الله عربي، ألم ينزله لنا لنتدبره ونتفهمه! فالجنة معناها معلوم وكيفيتها مجهولة، وكذلك النار وكذلك الصراط والميزان وغيرها فهي كلمات عربية لها معنى وتدل على أمر معين، وأما كيفيتها فهي من المتشابه الذي نفوض معناه.

أما قولك -وفقك الله-: (فنلاحظ أن المحب الطبري هنا ساق كلام العلماء وذكر توجيههم لها، وهذا هو التفسير)

كلام العلماء الوارد ليس فيه غير (الإيمان بما ورد، لا تشبه لا تعطل) وهذا تفسير لطريقة تعامل مع النص الشرعي لا تفسير وبيان للمعنى.

.

التفسير بذكر الآثار وأقول السلف يسمى تفسيرا، ولذلك أسمى السيوطي كتابه (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) وسماه تفسيرا، وغيره من العلماء السابقين في تفاسيرهم المسندة.

وقد ذكر الطبري كلاما منقولا عن السلف في هذا الأمر يفسر به جميع النصوص التي ساقها ويبين أنها على ظاهرها بدون تأويل ولاتشبيه، فكأنه يقول كل تلك الصفات السابقة معناها على ظاهرها كما جاءت، ولم يفسرها نصا نصا وإنما ذكر معناها جملة، وذكر في آخر الكلام ما نصه (ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك)

فتأمل قوله (ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية) فهو إذا يثبتها لله تعالى خلافا للجهمية، ثم قال (لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك) فهو يقول نحن نثبتها ولانشبهها بصفات المخلوقين بل نثبتها كما يليق بجلال الله تعالى.

فائدة:

ذكر الترمذي في الجامع: و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:34 ص]ـ

شكر الله لك يا أخانا الفاضل.

هل استمر يا شيخ عبد الرحمن بالنقاش أم تراني أكثرت، أنا حقيقة أخشى من الإخوة أن يضيقوا بالبحث.

ولا زال عندي أمور حول إجابتك الأخيرة، وغير ذلك أيضًا.

وهل مسموح أن أورد ما وقفت عليه من كلام الأشعريين لأقف على ردكم عليه أم لا؟

هل أستمر؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:57 ص]ـ

تفضل وفقك الله واذكر ما عندك حول الكلام السابق، وكذلك الأمور الأخرى التي تريد إضافتها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير