تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إرسال رسالة خاصة إلى خالد بن محمد الحربي

إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى خالد بن محمد الحربي

إيجاد جميع المشاركات للعضو خالد بن محمد الحربي

27/ 07/06, 11:50 11:50:23 AM

إحسان العتيبي

عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02

محل السكن: الأردن

المشاركات: 1,397


بسم الله الرحمن الرحيم. وبه نستعين.

الناظر في كتب السلف يجد أنهم أحياناً يقولون في معرض الكلام عن الطوائف والفرق أن الأشاعرة هم أقرب الناس إلى أهل السنة والجماعة. وعند التأمل في نقد السلف لكلام الأشاعرة المتقدمين والمتأخرين، يجد أن القرب المراد به القرب بالنسبة للطوائف الأخرى. فهم أقرب إلى أهل السنة والجماعة من المعتزلة ومن الجهمية ومن الرافضة وغيرهم.

ولكن الأشاعرة خالفوا السلف أهل السنة والجماعة في مسائل كثيرة.

وسوف نعرض لها بإيجاز لئلا يمل القاريء، وتفصيل ذلك في كتب شيخ الإسلام بن تيمية، فإن كثيرا من كتبه كانت في الرد على مذهب الأشاعرة وبيان بطلانها، وانظر رسالة الشيخ سفر الحوالي في الأشاعرة فهي مهمة في هذا الباب.

أولاً: مصدر التلقي عند الأشاعرة هو العقل، وتقديم العقل على النقل عن الأشاعرة قد علمه القاصي والداني. والسلف أهل السنة والجماعة لا يلغون العقل كما يظنه أولئك؛ ولكنهم ينزلونه المنزلة التي أنزله الله، والنص القرآني والنقل من المعصوم مقدم على العقل البشري القاصر. وبسط هذه المسألة يطول.

ثانياً: السنة عند الأشاعرة: أحاديث الآحاد عند الأشاعرة لا يؤخذ بها في باب العقائد، ولو كان في الصحيحين!، والمتواتر إن خالف ما قرروه بعقولهم في مسائل الصفات ونحوها أولوه ليوافق مذهبهم. ومنهج أهل السنة والجماعة: أن الحديث إذا صح قُبل سواء في باب العقائد أو في باب الأحكام ولا فرق. ولو عملنا بما قال به الأشاعرة لضيعنا ديننا لأن المتواتر من الأحاديث قليل جداً بالنسبة لآحادها.

ثالثاً: في إثبات وجود الله.

إثبات وجود الله عند السلف أمرٌ مقرر بالفطرة، وأقام الله عليه الدلائل في الكون وفي الآفاق، ولكن الأشاعرة أحدثت في هذا الأمر ولم ترتضه، فجاءت بدليل (الحدوث والقدم)، وملخصه أن هذا الكون حادث، والحادث لا بد له من محدث قديم!. ثم بنوا على هذا مسائل الصفات وخلطوا فيها كثيرا. ولو أنهم قالوا إن هذا الكون مخلوق والمخلوق لا بد له من خالق لسلموا من التخبط، ولكنهم في هذا آثروا موافقة الفلاسفة حتى في مصطلحاتهم.

رابعاً: التوحيد عند أهل السنة والجماعة هو توحيد الله بأفعاله (توحيد الربوبية) كالإحياء والرزق والإماتة .. ، وتوحيد الله بأفعالنا -المخلوقين- (توحيد الألوهية) كالدعاء والنذر، والاستغاثة، والخوف ... ، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات ما وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات بدون تمثيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ...
أما التوحيد عند الأشاعرة: فهو نفي التثنية أو نفي التبعيض والتركيب والتجزئة وعلى هذا فهم ينكرون بعض الصفات كالوجه مثلاً لأنها تؤدي التركيب والتجزئة!.

خامساً: الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو قول وعمل واعتقاد. والأشاعرة في باب الأيمان مرجئة، فهي تقول إن الإيمان هو التصديق القلبي فقط. وبعضهم أدخل معه قول اللسان.

سادساً: القرآن عند أهل السنة والجماعة كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، سمعه جبريل من الله وبلغه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ثم بلغه رسولنا إلينا.
والأشاعرة تقول: إن كلام الله معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا بالإنشاء.
وقالوا: إن القرآن هو عبارة عن كلام الله النفسي وليس على الحقيقة، وأنه شيء واحد فإن عبر عنه باللغة العربية فهو قرآن، وإن عبر عنه بالعبرية فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو إنجيل!. ولهم في هذا اختلاف يطول. ومؤدى قولهم يصير إلى القول بخلق القرآن، وقد صرح به بعضهم، وهو شارح الجوهرة.

سابعاً: القدر عند أهل السنة والجماعة: أن لله سبحانه وتعالى مشيئة وإرادة، وللعبد مشيئة وإرادة، وإرادة العبد خاضعة لمشيئة وإرادة الله. (وما تشاءون إلا أن يشاء الله).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير