تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجارية (عجماء خرساء) لا تتكلم فأجابت بأصبعها للأعلى علامة ودليل على السمو لأنها لا تتكلم بلسانها، وهذا مما يثير الضحك والسخرية، فالرجل أفرغ ما في صدره عن الدعوة السلفية كما أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان له نصيب الأسد أيضا من المحاضرة فالورقة التي قدمها فودة فيها نقد وطعن فيه ومما قاله في الشيخ: أنه يكفر المتكلمين من الأشاعرة كالرازي وغيره، وأنه يطلق على الذين يتوسلون أنهم مشركون، وأنه يقول بتكفير الفخر الرازي وتكفير المعين، وأما ما اتهم فيه السلفيين والذين يسميهم بالوهابية أنهم يثبتون لله تعالى الحد والجهةن وقيام الحوادث بالله تعالى، والجلوس على العرش بمماسة والحركة والنقلة وغيرها من النتجسيم والتشبيه, ثم ختم ورقته بخلاصة أثر المذهب السلفي على وحدة المسلمين ولخصها في النقاط الآتية:

1. الانقطاع بين الأجيال المعاصرة وبين أكثر من عشرة قرون بما فيها من العلماء والآثار العلمية وفي هذا إهمال لجهود الأمة.

2. إضعاف موقف الأجيال المعاصرة في مواجهتهم للحملات الشديدة المتكالبة على الدين الإسلامي.

3. القطيعة المفتعلة بين الحاضر والماضي تترتب على القدح في عقائد جماهير علماء الإسلام وهذا يتولد عنه بلاشك هدم الثقة فيهم والشك في معارفهم وعلومهم.

4. الاندفاع نحو التكفير والتبديع لكل مخالف، تتولد عنه آثار نفسية هائلة، وشكوك عقلية عنيفة في كل ما نقل إلينا عمن سبقنا، وأقل هذه الآثار الشعور بالعزلة النفسية التي قد تدفع الضعفاء وأغلب من يتخذ هذا الموقف منهم إلى اتباع أساليب عملية هجومية متنطعة، ومتشددة في تعاملهم مع الآخرين.

5. لا ريب في أن هذه الآثار والنتائج إنما لزمت عند القائلين بها، لأنهم أغفلوا التفريق بين القطعيات وبين الظنيات في العقائد والفقه، وجعلوا بعض الظنيات أموراً مقطوعا بها، ولم يؤمنوا ببعض القطعيات فخالفوهم وهذا كله متولد عن مناهج فكرية يسودها الخلل الكبير.

هذه خلاصة أثر الدعوة السلفية على وحدة المسلمين كما ذكر أيضا أمرا في غاية البطلان والخطورة وهو أُثر الدعوة السلفية على العلمانيين وذكر أن العلمانيين قامت معظم اعتراضاتهم على الدين على فكر الوهابية السلفيةوذلك عندما نادت السلفية باعتماد الكتاب والسنة أدى هذا الأمر إلى تجرأ العلمانيين على أحكام الدين ولم يسلموا بالأفهام والأحكام التي صدرت من علماء الأمة واعتبارها مجرد آراء إنسانية لا يلزمهم الأخذ بها وبالتالي أدى هذا الأمر إلى ظهور ما يسمى بالقراءات المعاصرة للتراث أو للقرآن أو للتاريخ وما فعلوا ذلك إلا أخذاً بالأصل الذي أخذ به السلفيين من الاعتماد على نصوص الكتاب والسنة وطرح آراء وأقوال العلماء جانبا كما زعم فودة.

وعلى العموم كانت ورقة فودة أكثر أوراق الندوة إيثارة وإن كانت أخرها تقديما إلا أنها نالت من الضجيج والصخب والاعتراض ما لم تلاقيها غيرها من الأوراق، وقد أفردتها بالذكر والتفصيل لأهمية ما طرح فيها.

وأما بقية الأوراق التي قدمت في الندوة فهي كالآتي:

2. الأشاعرة والماتريدية بين التفويض والتأويل ألقاها محمد عبدالباعث الكتاني من الأردن تقريبا نصر فيها عقيدة التفويض والتأويل للصفات كما يعتقدها الأشاعرة وقال أن هذا مذهب السلف وأهل السنة والجماعة.

3. كلمة هادئة في البدعة القاها الصوفي النقشبندي عمر عبدالله كامل وانتصر فيها لتقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة والرد على من أنكر ذلك.

4. كلمة هادئة في بيان خطأ التقسيم الثلاثي للتوحيد ألقاها أيضا عمر كامل وانتقد فيها تقسيم التوحيد إلى ثلاثة الاقسام المعروفة للتوحيد وقال أن من قال بهذا هو ابن تيمية ولم يعرف من قبل واتهم ابن تيمية بأنه يقول أن مشركي العرب موحدين توحيد الربوبية وأن هذا التقسيم أدى إلى تكفير المسلمين واستباحة دمهم عندما وقعوا في التوسل والاستغاثة وغيرها.

5. الترك لا ينتج حكما ألقاها عبدالله فراج وخلاصتها الدعوة إلى فتح باب التعبد والعبادة وأن كل من أراد أن يعبد الله بالطاعات التي لم ترد وتركها الرسول والصحابة ليس ممنوعا ولا بدعة لأن تركهم لها لا يعتبر حجة في المنع.

هذه الأوراق التي طرحت في الندوة ونوقشت من قبل المحاضرين، وأنبه هنا إلى هناك بعض الأوراق وزعت على الحاضرين ولم تناقش وبعضها ترجمت للغة الماليزية ومنها:

1. مقدمات في نقض قواعد التشبيه أعدها عمر كامل ولكنها لم تناقش في الندوة ودعا فيها إلى التأويل والتفويض للصفات والرد على من أثبتها ووصفهم بالمجسمة والمشبهة كابن تيمية.

2. الحياة البرزخية أعدها عمر كامل وتكلم فيها عن حياة الأنبياء والشهداء في قبورهم.

3. الأشعرية ضرورة ومنهج واستمرار أعدها فاروق حمادة استاذ السنة وعلومها بجامعة محمد الخامس بالمغرب، نصر فيها مذهبه في الصفات.

4. أقوال ابن تيمية في التشبيه والتجسيم بدون ذكر كاتبها وهذا مما يثير الاستغراب والتعجب.

وأحب أن أنبه أنه حضر الندوة وشارك في بعض أوراقها المدعو أسامه الأزهري من مصر وقد كان مجادلا مصريا وكثير التعقيب على أوراق المحاضرين وكان ينصر مذهبه الأشعري بالجدل وحلاوة اللسان.

هذه هي أوراق ندوة ما يسمى (بوحدة الأمة وتصفية الفكر الإسلامي) ويحق لي أن أسميها بندوة (وحدة الأمة على منهج الأشعرية وتصفية الفكر الإسلامي من الفكر السلفي والتيمي) هذا هو عنوان الندوة الحقيقي نسأل الله أن يجازيهم بما يستحقون، وللموضوع بقية تتبع لاحقا ابين لكم فيها السبب من عقد هذه الندوة وما حصل فيها من موقف ظريف لأحد المحاضرين والسلام عليكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير