وكان يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه وذكر الحديث نحوا منه وله طرق قال محمد بن الحسين رحمه الله: وأما حديث علي رضي الله عنه فقد تقدم ذكرنا له في هذا الجزء في الذين قتلهم وأحرقهم. وأما حديث عمر بن عبد العزيز:
عن مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك قال: كنت أسير مع عمر بن عبد العزيز رحمه الله فاستشارني في القدرية؟. فقلت: أرى أن تستتيبهم فإن تابوا وإلا عرضتهم على السيف. فقال: أما إن ذلك رأيي. قال مالك: وذلك رأيي
قال أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر: قال لي عمر بن عبد العزيز رحمه الله من فيه إلى أذني ما تقول في الذين يقولون: لا قدر؟. قلت: أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. قال: فقال عمر بن عبد العزيز: ذلك الرأي فيهم، والله لو لم تكن إلا هذه الآية لكفى بها (فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم)
بلغ عمر بن عبد العزيز رحمه الله أن غيلان يقول في القدر، فبعث إليه فحجبه أياما ثم أدخله عليه فقال: يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك؟. قال عمرو بن مهاجر: فأشرت إليه أن لا تقول شيئا، فقال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الله عز وجل يقول: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا، إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) قال عمر: اقرأ آخر السورة: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) ثم قال: ما تقول يا غيلان؟. قال: أقول: قد كنت أعمى فبصرتني، وأصم فأسمعتني، وضالا فهديتني، فقال عمر: اللهم إن كان غيلان عندك صادقا وإلا فاصلبه. قال: فأمسك عن الكلام في القدر، فولاه عمر بن عبد العزيز رحمه الله دار الضرب بدمشق، فلما مات عمر بن عبد العزيز وأفضت الخلافة إلى هشام تكلم في القدر، فبعث إليه هشام فقطع يده فمر به رجل والذباب على يده فقال: يا غيلان هذا قضاء وقدر؛ قال: كذبت لعمر الله ما هذا قضاء ولا قدر، فبعث إليه هشام فصلبه
أن رجاء بن حيوة، كتب إلى هشام بن عبد الملك: بلغني يا أمير المؤمنين أنه وقع في نفسك شيء من قبل غيلان وصالح، والله لقتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم والترك. قال هشام بن خالد: صالح مولى ثقيف
عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: كنت عند عبادة بن نسي، فأتاه رجل فأخبره أن أمير المؤمنين هشاما قطع يد غيلان ولسانه وصلبه، قال له: حق ما تقول؟. قال: نعم؛ قال: أصاب والله السنة والقضية، ولأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسنن له ما صنع
عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: قلت لأبي: يا أبه، لو سمعت رجلا يسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما كنت تصنع به؟. قال: كنت أضرب عنقه قال محمد بن الحسين: وكان عبد الرحمن بن أبزى قاضي المدينة
عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب، عن أبيه، عن جده قال: شهدت خالد بن عبد الله القسري وهو يخطب، فلما فرغ من خطبته، وذلك يوم النحر فقال: ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله تعالى لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ إبراهيم خليلا سبحانه وتعالى عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا ثم نزل فذبحه
قال أحمد يعني: ابن حنبل رحمه الله، قال عبد الرحمن بن مهدي: من قال: إن الله تعالى لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا قتل
وقال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة:
سياق
مار وى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن مناظرة أهل البدع وجدالهم والمكالمة معهم والاستماع إلى أقوالهم المحدثة وآرائهم الخبيثة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم اخرجه البخاري
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون
عن قتادة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم قال صاحب بدعة يدعو إلى بدعته
¥