تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[06 - 10 - 06, 09:20 ص]ـ

غلط ما قلته بل ما نقله الأخ المقدادي هو الصواب وعندي الطبعة التي بتحقيق علي جمعة وقد أهتم بها كثيراً من حيث الضبط وقد كرر الباجوري هذه الجملة أكثر من مرة: مرة ص160 وص162

نعم أخي صدقت وهذا نص كلامه من الطبعة الأزهرية110 - 112 ط 1988:

"ومذهب أهل السنة أن القرآن _بمعنى الكلام النفسي_ ليس بمخلوق،وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق،لكن يمتنع أن يقال: القرآن _مخلوق بمعنى اللفظ الذي نقرؤه_ إلا في مقام التعليم لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه _تعالى_ مخلوق،ولذلك امتنعت الأئمة من القول بخلق القرآن،وقد وقع في ذلك امتحان كبير لخلق كثير من أهل السنة فخرج البخاري فاراً وقال اللهم اقبضني إليك غير مفتون فمات بعد أربعة أيام وسجن عيسى بن دينار عشرين سنة وحبس أحمد وضرب بالسياط حتى غشي عليه ..... والحاصل أن كل ظاهر من الكتاب والسنة دل على حدوث القرآن فهو محمول على اللفظ المقروء لا على الكلام النفسي لكن يمتنع أن يقال القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم كما سبق".

قال الدكتور سفر حفظه الله:

الخامس: القرآن:

وقد أفردت موضوعه لأهميته القصوى، وهو نموذج بارز للمنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون "التوفيقية" حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.

فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى -عليه السلام- ويسمعه الخلائق يوم القيامة.

ومذهب المعتزلة أنه مخلوق.

أما مذهب الأشاعرة فمن التوفيقية -التي لم يحالفها التوفيق- بين المعنى واللفظ. فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء.

واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما


جعل اللسان على الفؤاد دليلاً

أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف ومنها القرآن -فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة بل هي "عبارة عن كلام الله النفسي. والكلام النفسي شيء واحد في ذاته لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل وإن جاء بالعربية فهو قرآن، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه."

واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم: "وإن الله خلقه أولا في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى السماء الدنيا" فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي وأفهمه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال (لأنهم ينكرون علو الله) ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو؟. فقال بعضهم: هو جبريل، وقال بعضهم: بل هو محمد صلى الله عليه وسلم!!.

واستدلوا بمثل قوله تعالى: "إنه لقول رسول كريم" في سورتي الحاقة والانشقاق حيث أضافه في الأولى غلى محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين "جبريل أو محمد" وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني.

قال شيخ الإسلام: "وفي إضافته تعالى إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة إحداث لشيء منه وإنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال أنه قول البشر من مشركي العرب" (30).

وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال: "يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم" (31).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

30 - مجموع الفتاوي.

31 - عن القرآن عندهم أنظر: الأنصاف: 96 - 97 وما بعدها، الإرشاد: 128 - 137، أصول الدين: 107، المواقف 293، شرح الباجوري على الجوهرة 64 - 66، 84. متن الدردير 25 من مجموع مهمات المتون، التسعينية وقد استغرق موضوع الرد عليهم في القرآن أكثر مباحثها ومن أعظمهما وأنفسها ما ذكره في الوجه السابع والسبعين فليراجع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=219896

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير