تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك الى ان قال رحمه الله:

(وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق).إ هـ مدارج السالكين جـ 3 صـ416،415

وقال ابن القيم رحمه الله عزوجل:

أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا

الثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها إ هـ.)

و قد أجمع مشايخ الإسلام أن الأولى استخدام الألفاظ الشرعية المعصومة الواردة في الكتاب العزيز والسنة المشرفة دون الإلتفات إلي هذه الألفاظ التي لم ترد فيهما فهي ألفاظ غير معصومة إنما جرت علي الألسنة يوم خضنا مع أهل الكلام أخذاً و رداً

قال الشيخ عمر سليمان الأشقر (أقول والأفضل في باب الإخبار أن يُصار إلي اللفظ الوارد في الكتاب والسنة عند وجود مثل هذا اللفظ، فنقول: الأول بدل القديم، ونقول القيوم بدل القيام بالنفس، ونقول الآخر بدل الأزلي والأبدي، فالتعبير بالمنصوص أولى و أحري) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة صـ133

وقال الإمام أحمد رحمه الله

(لا يوصَفُ الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، ولا يتجاوز القرآن والحديث)

قال العلامة بن عثيمين رحمه الله (شرح الواسطية

أن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية، والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية: أن يؤمن بها على ما جاءت دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص.

قال الإمام أحمد: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث".

يعني أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله (.

ويدل لذلك القرآن والعقل:

ففي القرآن: يقول الله عز وجل: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناُ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ([الأعراف، 33]، فإذا وصفت الله بصفة لم يصف الله بها نفسه، فقد قلت عليه مالا تعلم وهذا محرم بنص القرآن.

ويقول الله عز وجل: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ([الإسراء: 36]، ولو وصفنا الله بما لم يصف به نفسه، لكنا قفونا ما ليس لنا به علم، فوقعنا فيما نهى الله عنه.

وأما الدليل العقلي، فلأن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية ولا يمكن في الأمور الغيبية أن يدركها العقل، وحينئذ لا نصف الله بما لم يصف به نفسه، ولا نكيف صفاته، لأن ذلك غير ممكن.

يقول العلامة الفوزان حفظه الله (شرح الواسطية)

لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلًا وأحسن حديثًا من خلقه.

الشرح

: (لأنه سبحانه لا سمي له) هذا تعليل لما سبق من قوله عن أهل السنة: (ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه) و (سبحانه) سبحان: مصدر مثل غفران، من التسبيح وهو التنزيه. (لا سمي له) أي: لا نظير له يستحق مثل اسمه، كقوله تعالى في الآية (65) من سورة مريم: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} استفهام معناه النفي أي: لا أحد يساميه أو يماثله (ولا كفؤ له) الكفؤ هو المكافئ المماثل. أي: لا مثل له كقوله تعالى: في سورة الإخلاص: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (ولا ند له) الند: هو الشبيه والنظير. قال تعالى في الآية (22) من سورة البقرة: {

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير