2 – عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك " رواه مسلم في كتاب القدر باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء برقم (2654)
3 – عن و أبي هريرة رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء لا مكره له " رواه البخاري في كتاب التوحيد باب في المشيئة والإرادة (4/ 399 - 400) برقم (7477) ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب العزم في الدعاء ولا يقل إن شئت برقم (2678)
4 / المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق: أي أن الله تعالى خالق كل شيء ومن ذلك أفعال العباد فلا يقع شيء في هذا الكون إلا وهو سبحانه خالقه ولهذه المرتبة أدلة كثيرة كقوله تعالى: ? والله خلقكم وما تعملون ? وقوله تعالى: ? الله خالق كل شيء ? وقوله تعالى: ? ذلكم ربكم خالق كل شيء ? وقوله تعالى: ? قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ? ومن السنة:
1 – عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها " رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل برقم (2722) فقوله (آت نفسي تقواها) أي أن الفاعل هو الله تبارك وتعالى.
2 - عن وراد كاتب بن المغيرة بن شعبة قال أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: " لا إله إلا الله وحده لا شرك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " رواه البخاري في كتاب الآذان باب الذكر بعد الصلاة (1/ 271) برقم (844) ومسلم في كتاب الذكر والدعاء باب استحباب خفض الصوت بالذكر برقم (2704) فقوله (لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت) المانع والمعطي هو الله.
الأمر الثالث: أن يبين لهم أنه لا يجوز الخوض في القدر في الباطل وقد روي النهي عن الخوض في القدر بأسانيد ليست بالقوية وقد حسنها بعض اهل العلم وقد حسن الألباني رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ? قال للصحابة لما تنازعوا في القدر: " عزمت عليكم أن لا تنازعوا " أخرجه الترمذي وابن ماجه (ينظر: صحيح سنن الترمذي برقم 1732) وصحح حديث ابن مسعود إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا " رواه الطبراني. (ينظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 34) فإذا صحت هذه الأحاديث فهي تدل على النهي عن الخوض بالباطل ودقائق الأمور وتفاصيلها بالعقل القاصر.
الأمر الرابع: بيان الآثار الإيمانية للإيمان بالقدر مثل:
1 - تعظيم الله تبارك وتعالى الذي لا يخرج عن علمه ولا قدرته ولا مشيئته شيء فكل علم وقدرة في الوجود فهي تحت قدرته وعلمه فلا يجلب خير أو نفع إلا بمشيئته وتقديره ولا يدفع شر أو ضرٌّ إلا بمشيئته وتقديره فمن كانت هذه صفته فهو العظيم القهار المستحق للعبادة والذل والخضوع والمحبة وهو الذي يجب الالتجاء إليه ودعاءه والاستغاثة به وطلب العون والهداية منه.
2 – التوكل على الله وحده واعتماد القلب عليه فمن كانت بيده مقاليد الأمور والخلق والرزق والإحياء والإماته والشفاء والمرض والهداية، والشقاء والسعادة فهو الذي ترتبط القلوب به وتستعين به، وهذا لا يعني رفض الأسباب فإن رفض الأسباب كلية نقص في العقل يقول ابن تيمية رحمه الله: (قال بعضهم: الالتفات إلى الأسباب بالكليِّة شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع)
3 – الرضا بما يقدره الله على العبد إن كانت مصائب وأضرار والاعتقاد انه تكفير للسيئات أو رفع للدرجات فيصبر العبد ويرضى ويحتسب الأجر عند الله، والشكر له سبحانه إن كانت نعم ومنافع والاستعانة بها على طاعة الله.
والله اعلم.
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 05:56 م]ـ
الحمد لله،
جزاك الله خيرا أبا حازم، لكن أ لا ترى أخي الكريم أن العامي لا يحتاج للتفصيل و لا لذكر مراتب الإيمان بالقدر (العلم - الكتابة - المشيئة - الخلق)؟
لكنك أخي الفاضل ذكرت و ذكَّرت بفوائد سأستعين بها إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 10 - 06, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي أبي زيد لا أرى صعوبة في فهم هذه المراتب عند عامة الناس فهي سهلة الفهم وأدلتها آيات وأحاديث وليست أدلة عقلية يصعب فهمها ولذا كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقررها لأصحابة وإن لم تكن بهذا الشكل المذكور ولا يلزم الاستطراد فيها والتفصيل يكفي تعدادها وذكر دليل من القرآن أو من السنة على كل مرتبة فالمقصود هو ربط القدر بصفات الله تعالى فإنه أدعى لثبات العقيدة ثم إن هذه من اجود طرق التعليم أن يذكر الشيء مجملا ثم مفصلا وعلى كل فانت أعلم بحال من تعلمهم فإن كانوا يستوعبون مثل ذلك وهم غالب العوام وإلا فتجتهد فيما تعلمهم إياه واعانك الله.