26 - قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب ((تأويل مختلف الحديث)) له: ((نحن نقول في قوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) إنه معهم يعلم ما هم عليه، كما تقول للرجل وجّهته إلى بلد شاسع، احذر التقصير فإني معك، تريد أنه لا يخفى عليَّ تقصيرك، وكيف يسوغ لأحد أن يقول: إنه سبحانه بكل مكان على الحلول فيه مع قوله (الرحمن على العرش استوى) ومع قوله (إليه يصعد الكلم الطيب) كيف يصعد إليه شيء هو معه، وكيف تعرج الملائكة إليه وهي معه، ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم، وما ركبت عليه خِلَقُهم من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي وهو الأعلى، وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه، والأمم كلها عجميها وعربيها، تقول: إن الله في السماء. ما تركت على فطرها)) كتاب تأويل مختلف الحديث (ص182 - 183).
27 - قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله (من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر
وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض والله [يدعى] من أعلى لا من أسفل. لأن السفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء وعليه ما روي في الحديث:
"أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأمه سوداء فقال وجب علي عتق رقبة مؤمنه أفتجزىء هذه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم" ((أمؤمنه أنت)) فقالت نعم فقال: ((أين الله)) فأشارت إلى السماء فقال: ((أعتقها فإنها مؤمنه)))) أ. هـ
الفقه الأبسط المنسوب له بتحقيق الكوثري 49 - 52
وهذا النص مما أجمع أهل السنة وأهل البدعة على تلقيه بالقبول عن أبو حنيفة فلا مجال للتشكيك أما أهل البدعة فقد قال الكوثري في مقدمة تحقيقة للفقه الأبسط: ((والفقه الأكبر رواية أبي مطيع عن أبي حنيفة المعروف عند أصحابنا بالفقه الأبسط، والفقه الأكبر رواية حماد بن أبي حنيفة عن أبيه ... فتلك الرسائل هي العمد عند أصحابنا في معرفة العقيدة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليها وسلم وأصحابه الغر الميامين، ومن بعدهم من اهل السنة على توالي السنين)) ص3 أما أهل السنة فدونك علو ابن قدامة والذهبي وابن القيم وغيرهم
وتدبر أيها المنصف في هذا النص دون تأويل النص بتكلف وتعسف تجد فيه ما يلي:
أ-التكفير لمن شك في فوقيه الله تعالى على عرشه.
ب-جواز السؤال عن الله تعالى بأين.
ج-والإجابة عنه بأنه في السماء
28 - قال الإمام مالك إمام دار الهجرة: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) رواه أبو داود في مسائله و أبو سعيد الدارمي وذكره البخاري مستدلاً به على علو الله في خلق أفعال العباد 15 وغيرهم كثير وصححه الحافظ الذهبي و الحافظ ابن تيميه والألباني مختصر العلو ص40
29 - قال الإمام الثقة سليمان التيمي: ((لو سئلت أين الله تبارك وتعالى؟ قلت في السماء)) رواه ابن أبي خيثمه في تاريخه وذكره البخاري جزماً في خلق أفعال العباد وغيرهم وإسناده صحيح راجع مختصر الألباني ص133.
30 - عقب عليه الإمام البخاري مقراً لكلامه: ((وذلك لقوله تعالى: ((وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)) يعني إلا بما بين)).أ. هـ
نكتفي بهذا وعندي مزيد بأنهم يثبتون بصريح الكلام أن الله في العلو (السماء) فوق العرش فوق سبع سموات وتأويل كلامهم الصريح بالإثبات مستحيل فبالله كيف لا يستحي من يصف هؤلاء بالتفويض؟؟؟))
" ... كما سبق أن قلت جاءت عبارات للسلف في الصفات صريحة بالإثبات، وحصرها شبه مستحيل، وهي تنقض مذهب التفويض من أساسه، وتقطع الشك، وتمحق الوهم، وتدحض الشبهة وقد نقلنا قليل من النقول في مسألة الإستواء والعلو وهانحن نكمل في صفة عظيمة وهي صفة النزول:
(النص 31) من ذلك ما قاله إمام الأئمة ابن خزيمة -تلميذ تلاميذ الإمام الشافعي - في ما يعتقده في صفة النزول، يقول رحمه الله:
((باب: ذكر أخبار ثابتة السند، صحيحة القوام، رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة.
نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب، من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل.
¥