تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والله –جل وعلا- لم يترك ولا نبيه –عليه السلام- بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم.

فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول، غير متكلفون القول بصفته أو بصفة الكيفية، إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول.

وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أن الله –جل وعلا- فوق سماء الدنيا، الذي أخبرنا نبينا أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل)) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب 1/ 289.

هكذا فهم السلف الصالح خطاب الشارع واستيقنوه وعلموه، وجزموا به بهذه الثقة والوضوح والبيان، لا يجمجمون فيه ولا يراوغون كما تفعل المبتدعة.

ففي الوقت الذي يعتقدون وحدانيته –سبحانه – في ذاته وأسمائه وصفاته وتنزهه عن التمثيل، يفهمون النصوص فهماً تاماً ويعلمون معاني ما جاء، ولا يوجب لهم ذلك لوازم وهمية، وإشكالات فاسدة، كالتي ألقاها شياطين الجن والأنس في القلوب المريضة

(النص 32) ومن هذه الآثار الواردة عن السلف ما جاءنا من مناظرات الإمام الكبير إسحاق ابن راهويه للمبتدعة وغيرهم في صفة النزول ومنها هذه المناظرة:

سئل في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر عن حديث النزول: "أصحيح هو"؟

قال ابن راهويه: ((نعم))

فقال له بعض قواد عبدالله: "يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة"؟

قال: ((نعم))

قال: "كيف ينزل"؟

فقال له إسحاق: ((أثبته فوق حتى أصف لك النزول))

فقال الرجل: "أثبته فوق"

فقال: إسحاق: ((قال الله عز وجل: ((وجاء ربك والملك صفا صفا)) ()))

فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة "

فقال إسحاق: ((أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص24 وأورده الذهبي في العلو ص132 وصححه الألباني في مختصر العلو ص193.

ففي هذه المناظرة الرائعة الرائقة دليل على اعتبار السلف –رحمهم الله- لدلالات الألفاظ على معانيها اللائقة بالله تعالى، تأمل قوله: ((أثبته فوق حتى أصف لك النزول)) لما تقرر في الأذهان من المقابلة المعنوية بين الفوقية والنزول، ولأن من أقر بالعلو والاستواء يقر بالنزول ونحوه من الصفات، مع استصاحبهم رحمهم الله بأنه سبحانه "ليس كمثله شيء".

(النص 33) الإمام أبي جعفر الترمذي رحمه الله:

سئل الإمام أبو جعفر الترمذي عن نزول الرب فقال: ((النزول معقول، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه.))) تاريخ بغداد (1/ 365)، سير أعلام النبلاء (13/ 547)، أقاويل الثقات (201)، تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات (291 - 300) (ص245)، مختصر العلو (ص231)، وقال الألباني: إسناده صحيح.

تأمل لم يقل النزول (مجهول) ولم يقل النزول (مصروف عن ظاهره) بل قال (معقول) أي نعقل معناه والكيف مجهول

(النص 34) الإمام يحيى بن معين رحمه الله (ت: 233 هجريه):

قال: ((إذا سمعت الجهمي يقول: أنا أكفر برب ينزل. فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يريد)) شرح الاعتقاد للالكائي (3/ 502)، التمهيد لابن عبد البر (7/ 151) الإبانة الكبرى لابن بطه (3/ 3/206) وقال المحقق إسناده صحيح.

تأمل هذا النص تجد إثبات السلف الصريح لما تدل عليه الألفاظ تأمل قوله في مقابل أنا أكفر برب ينزل قال أنا أؤمن برب يفعل ما يريد، وكون الرب يستطيع أن ينزل عند المبتدعة هو ككونه يستطيع أن يكون جسم ونحوه فلو قال أحد: أنا أكفر برب يكون جسماً كل ليلة فقيل في مقابل ذلك أنا أؤمن برب يفعل ما يريد فماذا يفهم من كلامه!؟

(النص 35) الإمام ابن المبارك رحمه:

سئل عن النزول ليله النصف من شعبان فقال: ((يا ضعيف ليلة النصف من شعبان وحدها؟ ينزل كل ليلة. فقال رجل: كيف ينزل؟ أليس يخلو المكان؟ فقال ينزل كيف شاء)) رواه الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص29) رقم (42) وغيره

والكلام على هذا النص كالسابق.

(النص 36) روى ابن المحب في الصفات بسنده عن أبي حاتم رحمه الله قال: ((من قال: النزول غير النزول، وما أشبهه فهو كافر جهمي)) عن كتاب عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة لمحمود الحداد ص130.

صريح بان الإمام يرى أن من زعم أن النزول غير النزول أي غير ظاهره فهو جهمي والعياذ بالله.

(النص 37) الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير