وبعد هذا أقول: ما يدعيه محمود شلتوت من اضطراب الروايات وكونها أحاديث آحاد ومن ثم لا تكون قطعية تصلح لإثبات العقيدة يرده ما سبق ثم يعتمد على ما ذكره صاحب المقاصد السعد في تأويل كثير من أحاديث أشراط الساعة الآحادية ومن ذلك تأويل النار التي تخرج من الحجاز بالعلم والهداية سيما الفقه الحجازي والنار الحاشرة للناس بفتنة الأتراك وفتنة الدجال بظهور الشر والفساد ونزول عيسى ? باندفاع الشر وبدو الخير والصلاح ... الخ ثم يقول شلتوت: (ومما تقدم يتبين جليا أنه ليس في الحاديث التي اوردوها في شأن نزول عيسى آخرلا الزمان قطعية ما لا من ناحية ورودها ولا من ناحية دلالتها) الفتاوى (ص 79)
فسبحان الله كتاب الله المفسر بأقوال السلف وسنة متواترة وإجماع والنتيجة عنده يظهر (جليا؟؟) انها ليست قطعية.فما هو القطع إذن؟ إن لم يكن قرآنا ولا سنة متوارتة ولا إجماع؟ لكنه تبع في هذا شيخه الأستاذ (الإمام؟؟) محمد عبده كما في تفسير المنار (3/ 317) ثم يقول محمد رشيد رضا مدافعا: (هذا ما قاله الأستاذ الإمام في الدرس مع بسط وإيضاح ولكن ظواهر الأحاديث الواردة في ذلك تأباه، ولأهل هذا التأويل أن هذه الأحاديث قد نقلت بالمعنى كأكثر الحاديث والناقل للمعنى ينقل ما فهمه) وهذا أفسد من تأويل محمد عبده لأن من ذهب هذا المذهب سيرد الأحاديث حتى وإن تواترت بحجة كونها رويت بالمعنى.
واما قوله إن الرفع رفع مكانة ويؤيد هذا بقوله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا) وقوله: (نرفع درجات من نشاء) وقوله: (ورفعنا لك ذكرك) وقوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم) ... ونحوها.
أقول قوله تعالى: (بل رفعه الله إليه) عدى الرفع هنا بإلى بخلاف ما ذكره من أمثلة حمل فيها المعنى على الرفع المعنوي وهنا لا شك أن المراد الرفع الحسي وإلا فما فائدة ذكر حرف الجر؟
وأخيرا أقول ليس هذا غريبا من أصحاب المدرسة العقلية فقد سبقهم أسلافهم من متكلمي الأشاعرة والمعتزلة.
وليتك أخي توثق مانقلته عن ابن حزم والرازي والألوسي بالجزء والصفحة حتى نطلع على كلامهم من كتبهم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 10:24 م]ـ
شكرا ابو حازم
ولماذا لا ينظر في تفسير الطبري رحمة الله
فكل الروايات تذكر والاسانيد التي ذكرها الطبري عن ابن المثنى وغيره تدل على انه رفع بجسدة انما اختلفوا في المعنى حول معنى الوفاة
والظاهر لدي ان اقوى الروايات هي التي تعني القبض
لاكن حتى لو سلمنا تسليما قطعيا ان الله توفاة قبل رفعه واحياة في ما بعد فأين المشكلة
انما نحن نسلم انه رفع بجسدة وروحه جميعا
مع ذكر جميع الختلافات فهي لا تدل على انه رفع بروحة فقط
انما الاختلاف في حال عيسى عليه السلام اثناء الرفع
هذا والله اعلم
وتفسير ابن كثير ايضا يروي حول هذا الكلام
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:42 م]ـ
بارك الله فيكم يا إخوان، هذا بحث قديم في هذه المسألة لما أشكلت علي بحثتها من بعض
الكتب وسأضعه لكم هنا رغم أنه موجود في بعض ما كتب وربما فيه زيادة بسيطة وآسف على الإزعاج:
) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (آل عمران:55)
تنوير المقباس لابن عباس
) إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك (مقدم ومؤخر يقول إني رافعك) إلي ومطهرك (منجيك) من الذين كفروا (بك) وجاعل الذين اتبعوك (اتبعوا دينك) فوق الذين كفروا (بالحجة والنصرة) إلى يوم القيامة (ثم متوفيك قابضك بعد النزول ويقال متوفي قلبك من حب الدنيا
جامع القرطبي
قوله تعالى (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك) العامل في أذ مكروا أو فعل مضمر وقال جماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى إنى متوفيك ورافعك إلي على التقديم والتأخير لأن الواو لا توجب الرتبة والمعنى إنى رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء كقوله ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما قال الشاعر
¥