1 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (49).
2 - اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه. قال ابن رجب: يروى من حديث حذيفة مرفوعاً، وموقوفاً، وهو أصح (50).
ثامناً: أثر علي بن أبي طالب
أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال (51).
وفي هذا السند فيه علتان:
1 - عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي: من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلاّ أنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضراً بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة. ثم ذكر له الذهبي حديثاً وقال: المتهم به أبو الحسن.
2 - أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال. قاله الذهبي (52).
تاسعاً: أثر عروة بن الزبير
أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك. قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه (53).
وفي هذا السند أبو معاوية. قال فيه ابن حجر: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره (54). انتهى. وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد.
عاشراً: أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه (55)، وأبو موسى المديني في الغريبين (56)، وابن الأثير في النهاية (57) كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب.
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك (58).
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي. قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع (59).
وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأمّا الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين.
ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى.
وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره (60)، والبيهقي في الأسماء والصفات (61)، وأبو نعيم في جزئه (62)، والغزالي (63)، وابن الجوزي (64)، وابن الأثير (65). والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم.
وكثير ممن شرح أسماء الله الحسنى لم يذكر هذا الاسم، ولعلهم اعتمدوا على رواية الوليد ابن مسلم.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدى ياسيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يارب يا كريم، وكره أيضاً أن يقول: يا حنان، يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه (66).
وقال الخطابي: ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم، وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله: الحنان.
وقال القرطبي في شرحه لهذا الاسم: لم يرد في القرآن ولا في حديث صحيح، بل ورد في طرق لا يعول عليها (67).
وقد قرأت هذا البحث على شيخنا الشيخ عبدالله بن قعود فقال: الذي أدين الله به أنها صفة لله تعالى، والدليل قوله تعالى: وحنانا من لدنا 13 {مريم: 13}.
وكذا ذكر لي الشيخ محمد بن عثيمين عندما سألته عن هذه اللفظة فقال: إنها صفة لله تعالى.
وكذا ذهب الشيخ بكر أبو زيد فقال: ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنَّان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبدالحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنَان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: وحنانا من لدنا 13 {مريم: 13} أي رحمة منا (68).
وهذا الصواب في هذه اللفظة أنها صفة لله، ولا يمكن أن يؤخذ منها الاسم، كما هو مقرر عند أهل العلم أن كل اسم صفة، وليس كل صفة اسماً؛ لذا لا يسمى "عبدالحنان" والله أعلم.
الهوامش:
(1) مدارج السالكين: (1 - 125).
¥