تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ارجو الاجابة فيما يخص عبد الحميد بن باديس رحمه الله]

ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:17 ص]ـ

السلام عليكم و رخحمة الله و بركاته

اريد ان اسال عن العلامةعبد الحميد بن باديس رحمه الله و جمعية علماء المسلمين في الجزائر هل كانو يحتفلون بالمولد النبوي.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:18 ص]ـ

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله ["مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير"، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية، صفحة 287]:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين. اهـ

وقال أيضا [نفس المصدر، صفحة 289]:

ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى؟

المحبّة في صاحبها.

إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما. اهـ

وقال [المصدر ذاته، صفحة 289 - 290]:

فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.

ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى؟

استثمار هذه المحبّة. اهـ

وقال أيضا في قصيدته المشهورة [المصدر ذاته، صفحة 307 - 309]:

تحية المولد الكريم

حييت يا جمعَ الأدب ****** ورقيت ساميةَ الرتبْ

وَوُقِيتَ شرَّ الكائديـ ****** ن ذوى الدسائس والشغبْ

ومُنِحْت في العلياء ما ****** تسمو إليه من أربْ

************

أحييت مولد من به ****** حييَ الأنام على الحِقَبْ

أحييت مولوده بما ****** يُبرى النفوسَ من الوصبْ

بالعلم والآداب و الـ ****** أخلاق في نشءٍ عجبْ

الى آخر القصيدة التي ألقاها الشيخ بن باديس رحمه الله ليلة حفلة جمعية التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة.

قال الشيخ محمّد البشير الإبرهيمي [" آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " جمع و تقديم نجله الدكتور أحمد طالِب الإبرهيمي، طبعة دار الغرب الإسلامي، الجزء الثاني صفحة 341]:

أوقفنا مقالات " تاريخ المولد النبوي في المغرب العربي " عن قصد لأنها طالت، و لأن ما كُتب منها يدخل في رسالة مستقلة، و لأن المهم منها إنما هو الجانب التاريخي، أما الحكم الشرعي فيها فنحن لا نقر ذالك الإستحسان الذي يبالغ فيه بعض من نقل الكاتب كلامهم من علماء تلك العصور، فهم يجعلون من حبّ المولود العظيم عذراً في ارتكاب بدع المولد، و مسوغًا لأعمال الملوك الذين لا غاية لهم من تلك الموالد إلا الدعاية لأنفسهم، و قرن أسمائهم باسم النبي صلى الله عليه و سلم في مديح الشعراء، و استجلاب العامة بذالك كله. و لو أنهم جعلوا تلك الإحتفالات ذرائع لإصلاح حال الأمة، و حملها على الرجوع الى السنن النبوية، و الإهتداء بالهدي المحمدي، لكان لفعلهم محمل سديد، وأثر حميد، لأن الأمور بمقاصدها.

أما الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فهو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيُحيون سُننه، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد و ينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه.

ونحن نحتفل بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة، و بأسلوب غير ذلك الأسلوب، فنجلي فيه السيرة النبوية، والأخلاق المحمدية، ونكشف عما فيها من السر، و ما لها من الأثر في إصلاحنا إذا اتبعناها، و في هلاكنا إذا أعرضنا عنها، ففي احتفالاتنا تجديد للصلة بنبيّنا في الجهات التي هو بها نبيّنا و نحن فيها أمّته. اهـ

و قال الشيخ البشير الإبراهيمي أيضاً [نفس المصدر: " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي "، صفحة 343]:

إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من هدى، وما كان عليه من كمالات نفسية، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.

لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات، ونعدّها مواسم تربية، ودروس هداية، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة. اهـ

منقول

واعلم أخي أنه لا حجة في قول أحد وإنما الحجة في كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، و أن ما نقل عن الشيخين الفاضلين: ابن باديس و الإبراهيمي في مسألة جواز الاحتفال بالمولد النبوي لا يقدح فيهما أو في علمهما وإنما هي زلة عالمين مغفورة لهما إن شاء الله تعالى، ولا يستبعد الرأي إذا قلت: إن الشيخين ربما ذهلا عن تأصيل المسألة شرعيا فغاب عنهما الحكم الصحيح - والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير