تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام خطير للإمام ابن القيم رحمه الله، هل يمكن تأويله؟]

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 03:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» (ص 264):

«أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء»

والسؤال:

كلام ابن القيم هنا عام في جميع النفوس

أليس إبليس نفسا من جملة النفوس؟

فهل يدخل في عموم كلام ابن القيم؟

وهل هناك أي مسلك لتأويل كلام ابن القيم هذا؟

(تنبيه: ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام أثناء مناقشته لمسألة فناء النار، وقد كثر الكلام فيها من العلماء وطلاب العلم بل وغيرهم، ولا علاقة لها بهذا الموضوع، فأتمنى من إخواني المشاركين عدم الخوض فيها هنا، وجزاكم الله خيرا)

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 06:44 م]ـ

قول ابن القيم هذا متوافق مع معتقد أهل السنة وهو أن الله عز وجل لا يقدر شراً محضاً ولا يخلق شرا محضاً

وهو ما تدل عليه أدلة الكتاب والسنة

فافهمه في هذا الإطار

وخلق إبليس ليس شراً محضاً بل فيه من الحكم والمنافع العظيمة ما يبهر العقول، وكم رفع الله من عبد اتخذه عدوا كما أمر الله، ولم يتبع خطواته، ولم يغتر بتزيينه، فخلق الله لإبليس ليس شراً، والله عز وجل منزه عن الشر، كما قال صلى الله عليه وسلم: (والشر ليس إليك) وإنما يدخل الشر في بعض مخلوقاته، وأما أفعاله جلا وعلا فليس فيها شر ألبتة بل كلها خير وحكمة

وخلق إبليس من هذا الباب وكذلك خلقه للكفرة والطغاة، نفس فعل الله ليس فيه شر بل متضمن لحكم عظيمة

قامت بها سنة الابتلاء والتمحيص فرفع الله أقواماً وخفض آخرين، ورضي عن بعض عباده وسخط على بعضهم وميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من الكافر، وظهر فيهم علم الله، وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلا

فالذي يجب أن يعتقده المؤمن أن الله عز وجل متنزه عن جميع الشرور ومتنزه عن الظلم والعبث

وأنه جل وعلا حكيم حميد في جميع أفعاله

وقد أفاض ابن القيم رحمه الله في الكلام على هذه المسألة في عدة مواضع من كتبه

وقد جمعت له باباً في تنزيه الله عز وجل عن الشرور والنقائص والعيوب

وسأتبع هذه المشاركة بإذن الله بمشاركات فيها نقول عنه فيه هذه المسألة من باب الفائدة

هذا بالنسبة لمسألة دخول الشر في القضاء الإلهي

وأما كلامه في مسألة فناء النار فإنه ذكر الخلاف بين أهل السنة وما يحتج به لكل قول من أدلة النقل والنظر ولم يرجح.

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 06:51 م]ـ

هذا باب في تنزيه الله تعالى عن الشرور والنقائص والعيوب جمعته قديماً من كلام ابن القيم رحمه الله

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 08:53 م]ـ

ليس السؤال عن وجود الشر المحض في خلق الله فهذا خلاف عقيدة أهل السنة.

وإنما السؤال عن كلمة الإمام ابن القيم «أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمةفهذا يقتضي أن كل نفس شريرة لا بد أن يزول شرها، وخلاف ذلك ينافي الحكمة والرحمة

فهل هذا الكلام ينطبق على إبليس؟

أرجو أن تكون الإجابة مركّزة على السؤال دون الخوض في موضوعات أخرى من العقيدة تكلم فيها أهل العلم من قبل بما يغني عن إعادته

والله الموفق

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 02 - 08, 09:49 م]ـ

جزاك الله خيرا

لا نستطيع أن نفصل مسألة فناء النار عن قول ابن القيم رحمه الله هنا لأن نص كلامه متعلق بهذه المسألة وكثير من نصوص الأئمة لا يفهم إلا بما يضرب من الأمثلة.

فيقال أن كلام ابن القيم رحمه الله هذا لا يعدو أن يكون قولا لبعض أهل السنة الذين ذهبوا إلى القول بفناء النار

وإن كان الراجح بخلافه

ومن أوجه ما استدل لهذا القول - أي القول بفناء النار - أن القول بأبديتها مناف للرحمة كما ذكر ابن القيم رحمه الله والذي أشرت إلى كلامه.

قال الشيخ صالح آل الشيخ في بيان ذلك:ومما يُنسَبُ أيضاً إلى بعض أهل السنة من أئمة أهل السنة أنَّ فناء النار ممكن وأنَّ فناءها لا يمتنع، وهو القول المشهور عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وعن غيره كابن القيم وجماعة من المتقدمين أيضاً ومن الحاضرين.

وهذا القول مَنْشَؤُهُ -مع عِلْمِ هؤلاء بالدليل وبالنصوص- على وجه الاختصاص النظر في صفات الله - عز وجل -، وذلك أنَّ من المتقرر في النصوص أنَّ صفة الرحمة ذاتية ملازمة للرب - عز وجل -، والجنة من آثار رحمة الله - عز وجل - «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء» (1) والنار أَثَرُ غضب الله - عز وجل - والغضب صفة فعلية اختيارية لا تنقَلِبُ إلى أن تكون صفة ذاتية كالرحمة، ولو بقي أثَرُ الغضب لبقي الأصل وهو الغضب، لو بقيت النار وهو أثر الغضب لبقي الغضب أبد الآبدين، وهذا يعني أنَّهُ أصبح صفة ملازمة، وهذا هو مأخذ هؤلاء الأئمة في هذه المسألة.

شرح الطحاوية

ربما يكون قول الشيخ صالح -بارك الله فيه - توجيه لقول ابن القيم في مسألة منافاة الرحمة

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير