[فوائد في باب التكفير للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ... (4)]
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:13 م]ـ
الحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد، وبعد،،،:
فهذه الفهرسة الرابعة في باب التكفير للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ...
انقسام أصحاب الدعوات اليوم ص 16:-
فالمشاهد اليوم أن أصحاب الدعوات ينقسمون غالباً فريقين، وكل فريق تتوزعه فرق وآراء واجتهادات:
أحدهما: فطن إلى أصل القضية ومكمن الداء، فأراد أن يصحح الأصول، ويجلي بدهيات الدين، ويربط ذلك بالعمل وضرورته، لكنه سلك في سبيل ذلك حرفية عقيمة في الفهم، وإشارة موغلة في الغلو، ظاناً أن هذا هو منهج العزيمة والاستقامة، فوقع في طامة التكفير أعني تكفير أعيان عوام المسلمين من المخالفين، وهكذا نفر من بدعة ليقع في بدعة شر منها، وسد على نفسه منافذ الاتصال بالناس، وإيصال الحق لقلوبهم، فتحولت دعوته إلى نظرية عقيمة، تتآكل كل يوم، وتفرز بدعا جديدة، واستتبع ذلك انحرافا خطيرا في منهج التلقي والاستمداد، حيث وضعت أصول ومعايير لا تقل شرا وخطرا عن شرائع الطواغيت الوضعية.
والآخر: انطلق في دعوته بدون منهج واضح، ولا تصور اعتقادي متكامل، فلم يتناول الأمر بالتأصيل العلمي، بل بالتهويش العاطفي، فكان أن واجهه أصحاب الفريق الأول بأصول وقواعد لا يملك مثلها ولا يستطيع ردها، فهرب من التكفير إلى التبرير وأخذ يسند هذا الواقع ويؤصله بنظريات بدعية، ووجد في مذهب المرجئة الذي أصبح كما قلنا هو الظاهرة الفكرية العامة بغية وسندا، فنسي نفسه ونسي مهمته الأساس وهي تغيير هذا الواقع لا تبريره.
فالفريق الأول: أعاد مذهب الحرورية جذعا.
والآخر: أحيا مذهب المرجئة غضا، ونقله من الدوائر الأكاديمية التقليدية إلى منهج العمل والتغيير!!.
الرد على من اتهم بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأنهم يكفرون المسلمين ص 83:-
بل إن هؤلاء القليل ـ الذين ساروا على منهج أهل السنة ـ عندما يَدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره، نجدها تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين، كما حصل لشيخ الإسلام بن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشهيد سيد قطب، رحمهم الله، وأمثالهم، ويعرضون عن تصريح هؤلاء العلماء بأنهم لا يقصدون تكفير الأعيان، بل تصحيح حقائق الدين في القلوب والأذهان.
ثم قال المؤلف في الحاشية: ذلك أن تصحيح العقيدة له أصل ضروري، وواجب حتمي لا يحل السكوت عنه، أما الحكم على الأعيان فأمر تطبيقي تبعي له شروطه وضوابطه، ويجوز الخلاف فيه ما دام اجتهاديا.
ترك تكفير الزنادقة والساخرين بالدين والكتاب والشعراء أنتج كفراً ص 83:
ولهذا تجرأ الملاحدة، زعماء، وكتّاب، على دين الله سخرية واستهزاء، وأصبح هذا ميداناً للزعماء والمفكرين، وملهاة للشعراء والصحفيين، وجرت ألفاظ الاستهزاء على ألسنة العوام، فأصبحت في بعض الأحيان والبلدان كالسلام، وعم البلاء حتى تعدى مجال الإستهزاء إلى مجال الكفر الجاد الجلي الذي كان أمرا محظورا، ولو عرفا وعادة، فنسي الناس تكفير الباطنية، والقرامطة، والدروز، والنصيرية وأشباههم، بل نسي بعضهم أو شك في كفر اليهود والنصارى وأمثالهم، وغاب عنهم تماما كفر طواغيت الدجل، والخرافة، والسحر، بل سموهم أولياء وصالحين، وأما طواغيت الحكم والتشريع فقد نسخوا شريعة الله جهارا نهارا، وحكموا شرائع الطاغوت في الدماء والأعراض والأموال.
الفرق بين الكافر العصري وكفار الماضي من حيث العبودية والسبب:-
إن الكافر العصري (الأوربي خاصة) بظلمه وجهله ونسيانه، يغفل عن أعظم غاية يفتقر إليها قلبه، وهي الإيمان بالله عز وجل، وينسى أن جوعة الإيمان لا يسد رمقها أي نوع من ملاذ الدنيا ومتاعها الزائل وغاياتها الدنيئة، وهو إذ يحس ذلك من نفسه ويرى أنها غير مستسلمة لله ومنقادة لأمره، لا يرضى أن ينسب للعبودية بل ينكر أن يكون يعبد شيئاً بإطلاق، وهو بهذا يفتقد الصراحة التي كان كفار الماضي يتمسكون بها مع أنفسهم، فقد كانوا مقرين بالعبودية لمعبوداتهم حتى إنهم ليسمون أنفسهم (عبد اللات، وعبد العزى، وعبد يغوث) ونحوها مما هو كثير في أسمائهم.
¥