[ارجو الاجابة من طلاب العلم فقط]
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى): أن المن نوعان: من بالقلب ومن باللسان.
س / هناك ذنوب قلبية يقع فيها العبد ومنها المن بالقلب فهل نقول أن من منّ بقلبه ارتكب كبيرة وهل يحبط عمله الذي أحسن فيه؟
س/ إذا وجد العبد نكران وجحود لمن أحسن إليه فهل له أن يذكر له إحسانه إليه؟ وهل يكون واقع في المن؟
س/ في الآية ذكر الله أن المن يحبط العمل، إذا تاب العبد هل يرجع له ثواب عمله الذي أحبطه المن؟
ارجوا الإجابة ياطلبة العلم
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى.
بالنسبة للسؤال الأول؛ فأقول -وبالله التوفيق: المنّ بالقلب الذي ذكره الشيخ رحمه الله هو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه، وهو المنّ على الله. وهل يدخل مَن منّ بقلبه في زمرة من ارتكب كبيرة؟ ظاهر السنة أنه غير داخل، والأصول والمقاصد تدخلُه تحتها، والله أعلم.
وهل يحبط عمله إذا منّ بقلبه؟ يحبط على قول ابن عباس رضي الله عنهما، وظاهر كلام الجمهور أنه لا يحبط ما لم يكن فعلاً أو قولاً.
وبالنسبة للسؤال الثاني: إن كان لمصلحةٍ دينيةٍ فنعم، وقد فعلها النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الأنصار، وإن كان لحظٍّ دنيوي فلا أرى جوازَه؛ لقوله تعالى: ((إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا))، فالصدقة لأجر الاخرة لا الدنيا.
والنسبة للسؤال الثالث: لم يظهر لي نصٌّ -حسب علمي الضعيف- في هذه المسألة، ونرجو ذلك بفضل ورحمته الواسعة.
ولعل الشيوخ والأخوة يتحفونا بالأجوبة، والله تعالى أعلم.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن ماهو الأثر المروي عن ابن عباس؟
وقلتم (إن كان لمصلحةٍ دينيةٍ فنعم، وقد فعلها النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الأنصار، وإن كان لحظٍّ دنيوي فلا أرى جوازَه؛ لقوله تعالى: ((إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا))، فالصدقة لأجر الاخرة لا الدنيا.) أريد مزيد من الشرح لهذه النقطة.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:11 م]ـ
قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: ((قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم) أي أجور صدقاتكم (بالمن) على السائل، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بالمن على الله تعالى)).انتهى. والمنّ على الله يتصوّر بالقلب لا غير.
وبعد قراءتي لكلام الشيخ السعدي رحمه الله نبيّن لي أن مراد الشيخ المنُّ على السائل كما صرّح به في تفسيره؛ حيث قال رحمه الله: ((ولا يتبعونها بما ينقصها ويفسدها من المن بها على المنفق عليه بالقلب أو باللسان))، وبهذا يتبيّن أن كلام الشيخ واردٌ على غير مورد كلام ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما؛ وعلى هذا يبقى السؤال قائماً: هل يحبط العمل من منّ بقلبهِ؟ الذي يظهر لي أنه لا يحبط؛ ولكن ينافي كمال الإيمان؛ والذي قد نادى الله به في أول الآية، ويدخل في نوع آخر من الذنوب، والله أعلم.
وأما عن سند الرواية فلم أقفْ عليها.
وبالنسبة للجملة التي طلبتِ شرحها؛ فأقول -باختصار شديد- وبالله التوفيق:
جاء في الصحيح من حديث زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصارَ شيئاً، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبْهم ما أصاب الناسً، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار؛ ألم أجدكم ضُلّالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالةً فأغناكم الله بي، كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمنّ، قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
فانظري كيف امتنّ عليهم ونبههم على ما غفلوا عنه من عظيم ما اختصوا به منه بالنسبة إلى ما حصل عليه غيرُهم من عرض الدنيا الفانية، كا قال ابن حجر رحمه الله تعالى.
فهذه منةٌ لمصلحة دينيةٍ؛ لا دنيوية، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يردْ شهرةً، ولا سمعةً، ولا أذيّةً، ولا رفعةً، ولا منزلةً، هو بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم.
¥