تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيا: قول الفاكهي رحمه الله في كتابه أخبار مكة أنها كانت تطل على الوادي؛ وكلمة الوادي هنا المقصود منها الوادي الجديد الذي أحدثه الخليفة العباسي المهدي رحمه الله في مكان ما أزاله من دار ابن عباد بن جعفر، والتي نص الأزرقي والفاكهي رحمهما الله على أن المهدي جعل المسعى والوادي فيها، حيث كانا يتقاطعان في محل الجزء المزال منها، وبالتالي فقوله: "تطل على الوادي" دليل على أنها كانت تطل على المسعى أيضا.

ثالثا: أن دار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني كانت تتصل بدار ابن عباد بن جعفر وتطل على الوادي في نفس الوقت (انظر الأزرقي ج 2 / ص 206) ومعلوم من خلال كتاب الأزرقي رحمه الله أن الدار التي كانت تطل على الوادي والمتصلة بدار ابن عباد من الجهة الشرقية هي دار ابن صيفي المخزومي رحمه الله (2/ 208)، ولم يشر المؤرخون لأي علاقة أو اتصال لهذه الدار (أعني دار ابن صيفي) بدار القاضي، كما أن الجهة الغربية من دار ابن عباد كان فيها المسعى، فلم يبق إلا أن تكون دار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني في الجهة الجنوبية من دار ابن عباد مطلة على المسعى أيضا.

رابعا: أن الأزرقي رحمه الله قد نص في كتابه أخبار مكة على ما يفيد أن دار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني كانت تقع بين دار الأرقم المخزومي التي عند الصفا وبين الجزء الذي بقي من دار محمد بن عباد بن جعفر بعد إدخال أكثرها في المسعى، حيث قال: " دار القاضي محمد بن عبد الرحمن من دار الأرقم إلى دار ابن روح العايذي" (2/ 206) ودار ابن روح هذه هي جزء مما تبقى من دار ابن عباد بن جعفر رحمه الله بعد إدخال أكثرها في المسعى، أي أن هذه الدور الثلاثة (دار ابن عباد ودار القاضي ودار الأرقم) كانت تقع على استقامة واحدة تقريبا، وبناء على ذلك فإنها إما أن تكون ممتدة على محاذاة المسعى القديم والجبل المعروف عند نهايته كما هو الظاهر، أو أن تكون ممتدة مباشرة إلى الناحية الشرقية دون أي ميل (بحيث يكون ما بقي من دار ابن عباد واقعا على الوادي الجديد والمسعى، ويحدها من الناحية الشرقية دار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني ثم دار الأرقم) وهذا غير صحيح، لأن الدار التي تحد ما بقي من دار ابن عباد من الناحية الشرقية هي دار ابن صيفي وليست دار القاضي محمد بن عبد الرحمن، وإما أن تكون هذه الدور ممتدة على خط مستقيم في الجهة الجنوبية الشرقية من ما بقي من دار محمد ابن عباد، وهو أيضا تصور غير مقبول، لأن الوادي الذي تطل عليه كل من داري القاضي وابن عباد يمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي منهما، وليس في الاتجاه الجنوبي الشرقي، ولو كانت دار القاضي في الجهة الجنوبية الشرقية مما بقي من دار ابن عباد لكانت بعيدة عن مجرى الوادي، فلم يبق إلا الاحتمال الأول فقط، وهو أن تكون هذه الدور الثلاثة متوازية وممتدة على محاذاة المسعى القديم وجبل الصفا المشاهد في نهايته.

وفيما يلي رسم تقريبي يبين موقع دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه والدور المجاورة لها على ما يفهم من كلام الإمامين الأزرقي والفاكهي رحمهما الله.

ولمزيد من التوضيح يمكن الاطلاع على الرسم التقريبي الذي قمت بعرضه في بداية هذا البحث، كما يمكن الاطلاع على شرح مبسط وموجز للتطور التاريخي الذي مر به المسعى وعلاقته بالتوسعة الثانية للخليفة العباسي المهدي رحمه الله في في أثناء عرض الدليل الرابع من أدلة العلماء المانعين في نهاية هذا البحث بإذن الله تعالى.

كما أن العلامة الفاسي رحمه الله في كتابيه العقد الثمين والزهور المقتطفة نص على أن دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه كانت تقع عند الصفا، وتطل على باب الصفا من المسجد الحرام، حيث قال: " دار الخيزران عند باب الصفا، وهي دار الأرقم المخزومي " (العقد الثمين للفاسي ج 1 / ص 98 والزهور المقتطفة في تاريخ مكة المشرفة للفاسي ص 158) وقال في كتابه شفاء الغرام: " الدار المشهورة بالخيزران بمكة ... عند جبل الصفا، .. بينها وبين المسجد الحرام طريق مسلوك، يزيد على مائة ذراع، على مقتضى ما ذكره الأزرقي في مقدار ما بين باب المسجد المعروف بباب الصفا، والصفا الذي هو مبدأ السعي، وهو قرب هذه الدار." (شفاء الغرام للفاسي 1/ 226) أي أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير