تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أن الخروج عن عوائد الناس في هذه الأمور يسبب من الحرج والمشقة الشيء الكبير، وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى المفاخرة والعجب والمراءاة، خاصة إذا كان اللباس متعلقا بالدين أو شعارا لطائفة أو مذهب معين.

وقد يؤدي بصاحبه إلى ترك الالتزام بالأحكام الشرعية، والرجوع إلى الوراء، لأنه وجد أن التمسك بالأحكام الشرعية فيه مشقة شديدة لا يحتملها، وهو الذي شق على نفسه فيما ظنه من الشرع، والأمر ليس كذلك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ) رواه البخاري (39) والنسائي (5034).

وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن الذي يعتم بالعمامة ولا يجعلها من تحت حلقه، فأنكرها، وقال:

" ذلك من عمل القبط، وليست من عمل الناس، إلا أن تكون عمامة قصيرة لا تبلغ " انتهى. "عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة" (3/ 525).

ورأى الإمام أحمد رجلا لابسا بردا مخططا بياضا وسوادا فقال:

" ضع هذا، والبس لباس أهل بلدك " انتهى.

"غذاء الألباب شرح منظومة الآداب" (2/ 125).

وقال ابن بطال في "شرح البخاري" (9/ 123):

" الذي ينبغي للرجل أن يتزيا في كل زمان بزي أهله، ما لم يكن إثماً؛ لأن مخالفة الناس في زيهم ضرب من الشهرة " انتهى.

وقال ابن عقيل الحنبلي – كما في " مطالب أولي النهي" (1/ 279) -:

" لا ينبغي الخروج عن عادات الناس، مراعاة لهم، وتأليفا لقلوبهم، إلا في الحرام إذا جرت عاداتهم بفعله، أو عدم المبالاة به، فتجب مخالفتهم رضوا بذلك أو سخطوا " انتهى.

فهؤلاء الأئمة أنكروا على من خرج عن عادات الناس فيما يلبسونه.

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: شاع في كثير من بلاد المسلمين لبس البدلة، ذلك اللباس المكون من جاكيت وبنطلون، وقد تقتصر الملابس على بنطلون وقميص أو فانيلا بكم أو بنصف كم، في الصيف لشدة الحر، فهل لبس هذا اللباس يدخل تحت باب التشبه بغير المسلمين أو لا؟

فأجابت: " الأصل في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات، قال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) الأعراف/32، ويستثنى من ذلك ما دل الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته كالحرير للرجال، والذي يصف العورة؛ لكونه شفافا يرى من ورائه لون الجلد أو لكونه ضيقا يحدد العورة، لأنه حينئذ في حكم كشفها وكشفها لا يجوز، وكالملابس التي هي من سيما الكفار الخاصة بهم، فلا يجوز لبسها لا للرجال ولا للنساء؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، وكلبس الرجال ملابس النساء ولبس النساء ملابس الرجال؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وليس اللباس المسمى بالبنطلون والقميص مما يختص لبسه بالكفار، بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول، وإنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد لعدم الإلف ومخالفة عادة سكانها في اللباس، وإن كان ذلك موافقا لعادة غيرهم من المسلمين، لكن الأولى بالمسلم إذا كان في بلد لم يعتد أهلها ذلك اللباس ألا يلبسه في الصلاة ولا في المجامع العامة ولا في الطرقات.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .. الشيخ عبد الرزاق عفيفي .. الشيخ عبد الله بن غديان .. الشيخ عبد الله بن قعود.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/ 39).

فلا حرج عليك من لبس البنطلون الذي عليه أكثر المسلمين، وصار لباساً معتاداً لهم. وليس في ذلك ما يخالف الشرع.

وانظر في الضوابط الشرعية للباس الرجل جواب السؤال رقم: (36891 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/36891))

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صبحه و سلم

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:09 م]ـ

مع تقديري لك ولشيخك الكريم فقد أصبحة هذه الكرافته منتشرة عالميا وهي ليست حكرا على أحد وليست من خصوصيات الكفار

ولبسها مباح والله اعلم

اذن احذر من الشجار إن كنت مبتلا بلبسها فإنها مخنقة لك


قال الشافعي: "رضا الناس غاية لا تدرك".
علَّق عليه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال:"فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه ولا تعانه".

ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:42 م]ـ
السلام عليكم
من المضحك - و شر البلية ما يضحك - أن أهل الغرب صاروا يضيقون بها ذرعاً و صاروا لا يرتاحون
للبسها في العمل، و هنا في فرنسا صارت (الموضة) يوم الجمعة نزع الكرفاتة!
و من المؤكد أنهم لو وجدوا في المستقبل بديلاً عنها لطرحناها نحن جانباً و دخلنا معهم إلى جحر
الضب الجديد.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير