قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار (4/ 305): (وقد استدل) بأحاديث الباب على استحباب صوم ستة أيام من شوال، وإليه ذهب الشافعي، وأحمد، وداود، وغيرهم، وبه قالت العترة، وقال أبو حنيفة ومالك: يكره صومها، واستدلا على ذلك بأنه ربما ظنّ وجوبها وهو باطل لا يليق بعاقل، فضلاً عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضاً يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به. واستدل مالك على الكراهة بما قال في الموطأ من أنه ما رأى أحداً من أهل العلم يصومها، ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلاً ترد به السنة ". أهـ
وقال في تحفة الأحوذي (3/ 403): " قول من قال بكراهة صوم هذه الستة باطل مخالف لأحاديث الباب، ولذلك قال عامة المشايخ الحنفية: بأنه لا بأس به. قال ابن الهمام: صوم ست من شوال عن أبي حنيفة وأبي يوسف كراهته، وعامة المشايخ لم يروا به بأساً انتهى.
اخي الكريم كل هذا واكثر منه اعرفه وفلك الشكر على نقلك هذا
اقول
اخي انا لست انكر فضل ضيام الست ولكن انظر الى قولي الاول تجد اني قلت ان الناس بالغوا في الاخذ ببعض السنن وتركوا الفرائض والسنن الموكدات وما ذلك الا لرواج بعض السنن الخفيفة وما على اهل العلم الا التبيين وطرق التبيين معلومة واضحة
لكن الا ترى في فعل الامام مالك والمقتدى بهم من اهل المدينة سنة حسنة *ومن سن سنة حسنة فله اجرها*
اخي فقه المسالة كلها اني اظهر ان الست ليس بذاك العمل الذي يشدد فيه او يغلظ على تاركه وليس يقنع الناس منا الا بالفعل والقول يعرفه العامي والطالب والفقيه
قال الإمام مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى. قَال: قرأت على مالِك عنِ ابن شهاب عن عروَة عن عائشة، انَها قالت: ما رأيت رسولَ اللهِ يصلي سُبحَةَ الضحى قط. و إني لأسبحها. و إن كان رسول الله ليدع العمل، وهو يُحب أَن يعمل بِهِ، خَشية أَن يعمل به الناس، فيفرض عليهِم.
قال البيهقي: عندي أن المراد بقولها ” ما رأيته سبحها ” أي داوم عليها، وقولها ” وإني لأسبحها ” أي أداوم عليها، وكذا قولها ” وما أحدث الناس شيئا ” تعني المداومة عليها، قال: وفي بقية الحديث - أي الذي تقدم من رواية مالك - إشارة إلى ذلك حيث قالت ” وإن كان ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ” انتهى
فقد عللت عائشة رضي الله عنه تركه للجماعة فيها خشية الافتراض.
لو تدبرت الحديث لوجدته حجه على ما قلته تماما كما قالت امنا السيدة عائشه رضي الله عنها في ترك النبي صلى الله عليها بعض السنن خشية أن تفرض و يشقوا على أنفسهم او يعجزوا عنها كما عبر النبي صلى الله عليه و سلم في حديث قيام الليل في رمضان.
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه كذلك مؤيد لما ذهبت إليه أن العالم قد يترك ما هو مسنون خشية أن يظن الناس وجوبه فيشق عليهم فالنبي صلى الله عليه و سلم أمر أبا هريرة بالمداومة على ركعتي الضحى و عائشه رضي الله عنها تقول ما رأيته يسبحن سواء أرادت أنه لم يسبحهن عندها قط أو أنه كان لا يداوم عليهن فكلا المعنيين يفيد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يترك ما هو مسنون او يترك المداومة عليه خشية أن يظن الناس أنه واجب أو أن يفرض عليهم فيشقوا على أنفسهم.
بارك الله فيك
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:17 ص]ـ
ومن أمثلة ذلك فعل ابي بكر وعمر في تركهم لسنة الاضحية خشيت ان يظن الناس وجوبها.
و قد تعمد الرسول الله الفطر في السفر لما شق على الناس المتابعة.
فمتى ما ظن الفقيه ان ان فعل السنة قد يفضى الى ظن العامي انها فرض فيستحب له ترك الفعل والترك هنا مندوب اليه
وكان بعض الصحابة رضي الله عنهم يلزم نفسه تدينا ما لم يلزمه الشارع كما في الحديث الذي أخرجه مسلم و أحمد و غيرهما من حديث عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذه الحولاء بنت تويت، وزعموا أنها لا تنام الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا
فحديث الحولاء بنت تويت فيه دلالة واضحة أنه لا يجوز للمسلم تكليف نفسه فوق طاقتها و إن كان يعتقد سنية ما يعمله فالحولاء كانت تعتقد سنيته قيام الليل و لا شك و إلا لبين لها النبي صلى الله عليه و سلم سنيته و لكن كانت تظن أن التشديد في عبادة الله تعالى أقرب إلى الله تعالى فبين النبي صلى الله عليه و سلم أنه الله تعالى لا يحب أن يكلف العبد نفسه فوق طاقتها.
فتدبر اخي هذا واعلم ان الفقيه كل الفقيه من يجري مع الناس في احكامهم بين بين لامشدد ولا ميسر
وفقكم الله
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 02:44 ص]ـ
وفقكم الله
الحكم يدور مع علته؛ فإذا كرهها مالك لعلة اعتقاد الجهال وجوبها إلحاقا لها برمضان، فيزول حكم الكراهة لما تعدم العلة
وعن نفسي أصومها الإثنين والخميس وفيها:
- إقامة السنة ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال))
- انتفاء علة الكراهة لما تكون أيامها متباعدة، وكذا إذا داومتَ صيامهما العام كله أو جله أو بعضه مما ليس بمختص بشوال
- تحصيل سنة صيام يومي الإثنين والخميس
والكراهة قائمة خاصة في بعض مناطقنا الذين يسمون أول يوم فطر بعد صيام "الستة" يوم العيد، وبالعامّية يقال "ما زال ما عيدتش" يعني لم أصم "الستة" بعد.
¥