تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا تبين لنا أن هذا هكذا، وأنه طلب ودعاء صيغ بصيغة الفعل الماضي الذي يدل على حصول الفعل، وعدم الشك في وقوعه؛ لأنه أبلغ أثراً في نفسي المتلقي (السامع) وأشد وقعاً، فعندما يسمع الجن أن سحرهم قد بطل، وجمعهم قد تفرق تَفِلُّهم هذه الكلمات، وتقع فيهم النكاية، فهل يقال بعد هذا البيان أن هذا: ((خيالات، وأوهام)((وفكرة ودراسات غربية، وبرمجة عصبية)((وشر، وترهات)) (؟؟؟)، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم (!).

إذا كان الأمر في حق ((كلمات نافعات)) كما بينا وذكرنا؛ فهل حرام أن يستلقي المرء على قفاه، ويغمض عينيه، ثم يحدث نفسه بها، ويقول لعدوه الذي احتل داخله ـ وهو يقيناً يتوجه إلى خالقه ومولاه بقوله لهذا الصائل المعتدي الظلوم: (بَطَلَ سِحْرُكُمْ) .. (حُلَّتْ عُقَدُكُمْ) .. (فُكَّ رَبْطُكُمْ) .. (بَطَلَ كيَْدُكُمْ) .. (تَفَرَّقَ جَمْعُكُمْ) .. (شَاهَتْ وُجُوهُكُمْ).

وهل حرام أن يغمض المريض عينيه، ويستلقي على ظهره، ويشاور نفسيهْ (؟!)، من حرَّم هذا (؟)، وهل هذا التحريم بنصوص شرعية في الكتاب والسنة النبوية (؟)، عجباً لكم (!).

هل الاستلقاء على الظهر، وإغماض العينين، ومن ثم يحدث المرء نفسه، فكرة غربية، وبرمجة عصبية (؟)، أين الإنسان الذي لا يستلقي على ظهره، ويغمض عينيه، ويحدث نفسه في هذه الدنيا أصلاً (؟!).

ورضي الله عن أبي الدرداء القائل: ((كان الناس فيمن مضى يعتذرون من الجهل، ونحن في زمن نعتذر فيه من العلم)).

فمن قال أن الإيحاء ـ حديث النفس ـ حرام فعليه الدليل (؟).

متى يصِلُ العِطَاشُ إلى ارْتِواءٍ ... إذا اسْتَقَتِ البِحَارُ مِنَ الرَّكَايَا

ومَنْ يُثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مَرَادٍ ... وَقَد جَلَسَ الأَكَابِرُ في الزَّوَاياَ (22)

تنبيهات:

منها: أولاً: أني لم أقل: أن ((كلمات نافعات))؛ رقية شرعية، ـ وإن نسجت ردي على هذا المنوال ـ، بل وسمتها بـ: ((كلمات نافعات))، ولم أقل أنها رقية.

الشيء الثاني: أن الخلاف وقع بين العلماء، في: هل الرقية ووسائلها توقيفية أم اجتهادية (؟)، فمن أهل العلم من يقول أنها توقيفية، ومنهم من يقول أنها اجتهادية، والقول بأنها اجتهادية هو الأظهر والأرجح، وهو ما دلَّ عليه الدليل، وقول من قال بأنها توقيفية ليس بلازم للمخالف، فلا يحتج بمذهبه الضعيف الواهي عليه.

الشيء الثالث: الذي ينبغي أن يعلم أن الرقية ليست عبادة كالصلاة والصيام، فليست هي أمراً تعبدياً، بل هي ضرب من ضروب الطب والحكمة، فالرقية من باب العلاج والتداوي المشروع الذي يجوز فيه الاجتهاد، ويخضع للتجربة، ومن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل.

((فالرقية تدخل في باب التطبب والعلاج والأصل فيه الإباحة والأمر فيه سعة ـ ولله الحمد ـ (فـ) ـالأصل فيها الإباحة وهي من أمور الدنيا العادية، وقد كانت الرقية معروفة قبل الإسلام، فلم يمنعها الإسلام، وإنما نهى عن الأمور الشركية فقط (لابأس بالرقى مالم تكن شركاً) ولم يحدد لنا الشرع وسيلة معينة محددة للرقية لا يجوز الخروج عنها (فـ) ـالرقية تدخل في باب الطب، ولذلك سماه العلماء ((الطب النبوي)) وذكروا فيه الرقية وغيرها، ففصل الرقية من الطب يحتاج لدليل على ذلك، فالأصل في الرقى ووسائلها الإباحة ومن منع من نوع منها فعليه بالدليل، فالأصل في العبادات المنع إلا بدليل، والأصل في العادات الإباحة إلا بدليل، والطب من الأمور العادية المباحة وليس بعبادة حتى يتم اشتراط شرط المتابعة فيه)).اهـ (كلام للشيخ عبد الرحمن عمر) (بتصرف يسير وحذف وتقديم).

من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل، في كلمات نافعات بشهادة المجربين المنتفعين بها (23):

تنبيه قبل عرض أقول المرضى: قمت بتصحيح الأخطاء الكتابية في الإملاء، والإعراب ـ فقط ـ لمناسبة المقام ولم نغير في الفاظ الناس شيئاً:

الشهادة الأولى تقول:

(( .... نعم أنا جربتها، فعلاً نافعة)).

الشهادة الثانية:

((جربت الكلمات يومين متتابعين:

في اليوم الأول:

خفقان، سرعة في النفس، صراخ داخل الصدر.

وفي اليوم الثاني:

ارتجاف شديد في اليد اليمنى)).

الشهادة الثالثة:

((عندما كررت (شاهت وجوهكم) كررتها بكل سخرية وكأنني أرى وجوههم المشوهة، أحسست بنبضات قوية بين الإبهام والسبابة)).

الشهادة الرابعة:

((والله جربتها ووجدت لها تأثيراً عجيباً على الجن بحيث أصبحت رجلي اليسرى تتحرك ببطء، وأصابع رجلي تتحرك وتتعوج سبحان الله)) (!).

الشهادة الخامسة:

((هذه أنا أسميها: (حرب نفسية) على العارض فهي والله قوية بإذن الله، جربتها من قبل، فحينما تزيد الهمة، والثقة، والاصرار، والعزيمة يسقط الجني في هاوية الخروج ... )).

الشهادة السادسة:

((في نهاية حديثي أود أن أشكر .... على موضوعه الذي أفادني كثيراً: ((كلمات نافعات تؤذي الجني العارض المتلبس بجسد المريض))، .... ، عندما قلت هذه الكلمات أحسست بخوف شديد، وتصلبت أصابع يدي وخيل (إليَّ) أني (أسمع) من يتكلم في الغرفة، لكن داوموا ولا تخافوا ... )).

انتهى المراد والمقصود جعلنا الله وإياكم من أهل السعود، وقد تركت مجموعة أخرى من الاعترافات والشهادات بنفع كلمات نافعات لم أنقلها دفعاً للتطويل وما ههنا يكفي.

ولا عطر بعد عروس

ــــــــــــــــــــــ

(21) (قال الدكتور حسين جمعة: ((فجملة: (أبيت اللعن) تحية كانت تستعمل دعاء للملوك؛ وتعني: (أبيت أن تفعل ما تلعن به)، وقد استعملها الجاهليون بصيغة الماضي المثبت لأن الدعاء بها واقع لا محالة ... )).اهـ ((جمالية الخبر والإنشاء دراسة بلاغية جمالية نقدية) (ص 29).

(22) (للقاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي)، (صفحات من صبر العلماء) (ص 208).

(23) قام بجمعها الأخ الفاضل الراقي هشام الهاشمي من ردود المرضى على المقالة، وهو الذي قام ببثها ونشرها نشر الله محاسنه.

منقول من موقع الجُنةُ من الجِنةِ

للشيخ الاديب - أبوعبيد العمروني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير