ومن ثم فلا تعارض حينئذٍ بين هذا الكلام وبين ما تقدّم مِن أنَّ ابنَ الحاجب استقَى كتابَه من ستّين ديواناً في الفقه، وأنه كان يَجمع الأُمّهات، ثم يُلخِّصها، ويُودِع ذلك في كتابه.
· التفرقة بين "مختصر ابنِ الحاجب" وَ "جامع الأُمّهات" لابن الحاجب
ذكَر بشير ضيف - لدى تَعْدادِه مصادر الفقه المالكيّ - ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn27)) كتابَ "المختصر" لابن الحاجب، ونبَّه في الهامش على أنه طُبع قديماً في مطبعة بُولاق سنة 1318هـ، وذكَر أنَّ مِن أهمّ شُروحه: "التوضيح" لخليل بنِ إسحاق، وغيرَه، ثم عطَف على "المختصر" بكتابٍ آخر سمّاه "جامع الأُمّهات" لابن الحاجب، وأشار في الهامش إلى أنه طُبع في دار اليمَامة بدمشق سنة 1998م!.
قلتُ: هذا خطأٌ بيّنٌ؛ فمَا "المختصر" هنا وَ "جامع الأُمّهات" إلا كتابٌ واحدٌ.
وبَيانُ ذلك: أنَّ ابن الحاجب - رحمه الله - له في الفقه وأُصولِه مُختصَرَان ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn28)):
أوّلُهما: المختصر الأَصْليّ، أو الأُصُوليّ، وضَعَه في علم أصول الفقه، وسمّاه "مُنْتَهَى السُّول والأَمَل في عِلْمَي الأُصول والجدَل"، ثم اختَصر هذا المختصرَ في "مختصر الْمُنتهى".
وثانيهما: مختصرُه الفرعيّ الذي وضَعه في الفقه المالكيّ، وسمّاه "جامع الأُمّهات"، وشرَحه كثيرون، منهم خليلٌ في "التوضيح".
ومن ثم فيكون المختصرُ المذكورُ في كلام الباحث هو "جامع الأُمّهات" نفسُه الذي ذكَره فيما بعدُ.
والذي طُبع قديماً هو مُختصر ابنِ الحاجب الأصليُّ "منتهى السُّول"، أما الذي طُبع مؤخَّراً في دار اليمَامة، فهو مختصرُه الفرعيُّ "جامع الأُمّهات".
· جعْل "الشرح الصغير" للدّردير شرحاً لمتن خليل.
قال عمر الأشقر - مُتحدِّثاً عن شروح متن خليل -: «وشرَحهُ أحمدُ ... الدردير ... شرحاً سمّاه: الشرح الصغير على أقرب المسالك ... وللدردير شرحٌ آخرُ سمّاه بالشرح الكبير ... » ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn29)).
قلت: هذا غيرُ صحيحٍ؛ فالدردير شرَح "مختصرَ خليلٍ" بشرح واحدٍ سَمَّاه "الشرح الكبير"، وعمِل متناً مُستقِلاًَّ حاذَى به المختصرَ المذكورَ، سَمَّاه "أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك"، ثم شرَح هذا المتنَ بشرح اسْمُه "الشرح الصغير ".
فشرْحُه الكبيرُ إذاً على المتن الْخَلِيليّ، وشرْحُه الصغير على متنِه الْمسمّى "أقرب المسالك".
المطلب الثاني: في الأعْلام والتراجِم.
· ضبْط «العُتَقِيّ»
قال ابنُ مَكّيّ الصَّقَلّيّ في باب غلَطِ أهل الفقه ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn30)):« ويقولون: عبدُ الرحمن بنُ القاسم العُتقيّ ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn31)) بفتح التاء. والصواب: العُتقيّ بضمِّها».
قلتُ: هذا غيرُ مُسلّمٍ؛ فقد قيَّده بفتح التاء جمهورُ أهل التراجمِ ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn32)).
وقال ابن خلّكان في ترجَمتِه لعبد الرحمن بنِ القاسِم: «العُتَقيّ - بضمّ العيْن، وفتحِ التّاء الْمُثَنَّاة مِنْ فوقها، وبعدها قافٌ - هذه النِّسبةُ إلى العُتَقاء، وليسُوا من قبيلةٍ واحدةٍ، بل هم من قبائل شتَّى ... » ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn33)).
· ضبط اسم «مُطَرِّف» ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn34))
ضبَط حمْدِي شلبي في ترجَمته لِمطرف بنِ عبد الله المدنيّ - كلمةَ (مطرف): بضم الميم وكسرها، وسكون الطاء وفتح الراء (على زنة: مُصحَف ومِصحَف) لا غير ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn35)).
قلت: والصواب أنه (مُطَرِّف) - بضمّ الميم، وفتحِ الطاء، وكسرِ الرّاء المشدّدةِ- ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn36)).
· المقصودُ بابن نافع عند إطلاق المالكيّة
¥