ولذا ذكَر القاضي عياضٌ أصبغَ في «الطبقة الأُولى الذين انتَهَى إليهم فقهُ مالكٍ، والتزَموا مذهبَه، ممَّن لم يرَه، ولم يَسمع منه» ([60] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn60)).
وقد روَى أصبغُ نفسُه قصّةَ رحلتِه للسَّماع من مالكٍ، ودخولِه المدينةَ يوم موتِه - رحمهما اللهُ - ففاته شرَفُ السماع منه.
قال أصبغُ: «خرجتُ إلى مكّة سنةَ تسعٍ وسبعين ([61] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn61))؛ للسَّماع من مالكٍ، فدخلتُ المدينة، فلم ألْقَ إلاّ باكياً، أو مسرجاً ([62] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn62))، أو ضارباً يداً على أُخرى، أو محددة (2)!.
فقلتُ لبعضهم: ما شأنُ الناس؟!.
[فـ] ([63] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn63)) لم يكلّمني أحدٌ، وجعلتُ كلَّ ما لَقِيتُ فوجاً أسألُه حتى قال لي رجلٌ جالسٌ مُتقنِّعٌ يبكي، وقد رأَى حالي غريباً: أَرَاك غريباً؟.
قلتُ: نعم، السَّاعةَ دخلتُ.
قال لي: مات اليوم عالِمُ المشرق والمغربِ.
قلتُ: يرحمُك الله!، ومَنْ هو؟
قال لي: أراك جاهلاً!؛ أقول لك: عالِمُ المشرق والمغربِ، فتقول: ومَنْ هُوَ؟! فأَسْكَتَني.
فلمّا نظَرَ لي وقد وجمْتُ قال: مات مالك بنُ أَنَس.
قال: فصِحْتُ: مات مالكٌ؟! ومضيْتُ مع الناس إلى منزله، فإذا به قد مات ذلك اليوم، فحضرتُ جنازتَه» ([64] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn64)).
· عَدُّ سَحنون أيضاً في تلاميذ الإمام مالكٍ
قال الزَّبِيديُّ في مادّة (سحن) ([65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn65)):« وسحنون بنُ سعيد الإفريقيّ، من أئمّة المالكيّة، جالَسَ مالكاً مُدّةً، ثم قدِم بِمذهبه إلى إِفريقيّة، فأظهره فيها. وتُوفى سنة 241».
وقال في مادة (فرق) ([66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn66)):« وسحْنون بن سعيد الإفْريقيّ: مِنْ أصْحابِ مالِك ... ، وتُوُفِّيَ سنَةَ إحْدى وأربعين ومِئَتيْنِ».
قلت: في هذا الكلام خطَآن ([67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn67)):
أوَّلُهُما: أنَّ سحنون لم يَرحل إلى مالكٍ، ولم يلقَهْ باتفاقٍ.
قال القاضي عياضٌ: «قال سحنون: كنتُ عند ابنِ القاسم [أي: بِمصرَ]، وجَوَاباتُ مالكٍ تَرِدُ عليه. فقيل له: فمَا منَعَك من السَّماع منه؟!. قال: قِلَّةُ الدّرَاهم. وقال مرّةً أُخرى: لَحَى اللهُ الفقْرَ!، فلَوْلاهُ لأدركْتُ مالِكاً» ([68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn68)).
ثانيهما: أنَّ سحنون تُوفي سنةَ 240هـ، وليس كما ذكَر الزَّبِيديُّ سنةَ 241هـ.
قال القاضي عياض: «لم يُختلَفْ أنَّ سحنون تُوفي في رجب، سنة: أربعين ومِئتيْنِ» ([69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn69)).
· المراد بابن الحاج عند إطلاقِه لدى المالكيّة
ترجَم حمدي عبد المُنعِم شَلَبي لِسلْسلةٍ من أعلام المالكيّة، وبعضُ أسماء وألقاب ونِسْبةِ هؤلاء الأعلامِ يَشترك فيها أكثرُ مِنْ واحدٍ، فيقَع الخلطُ أحياناً في المقصود بعَلَمٍ ما عند إطلاقِه لدى المالكيّة.
وممّن ذكَره حَمْدِي شلَبيّ ([70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn70)) مِنْ أعلام المالكيّة: ابنُ الحاج، فبَيَّنَ أنّه: أبو عبد الله؛ محمد بنُ محمد بنِ محمدٍ الْعَبْدَرِيُّ الفاسيُّ، تلميذُ ابنِ أبي جَمْرة، وشيخُ عبدِ الله المنوفيّ، وخليلِ بنِ إسحاق، وصاحبُ كتاب "المدخل"، تُوفي سنة 737هـ ([71] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn71)).
قلتُ: لا خلاف أنَّ ابنَ الحاج العَبْدريَّ مِنْ فُقهاء المالكيّة.
¥