تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكما هو واضح فقد عمد الباجي إلى مجموعة أقوال هي للعلماء فضمنها كتابه، وكثير من الأحكام التي أجراها هي من اختياراته بصفته قاضيًا، وليست على فهم متأخري المتأخرين من العدول عن المشهور إلى المهجور؛ بل كتابه أشبه بمتن ابن عاشر وبمختصر خليل؛ فالأول في مشهور الأقوال في العبادات، والثاني في معتمد الفتاوى، وكتاب الباجي فيما جرى به العمل من الأقضية؛ فهو لا يعدو أن يكون مصطلحا فقهيا بين المشهور والمعتمد والراجح والعمل ... لا هو دليل ولا أصل ولا غير ذلك، وإنما يقال له "أصل" لأنه كذلك للمقلّد، فكذلك مختصر خليل أصلٌ له ... والمشهور أيضا له تعاريف، وفيه خلاف، وللتشهير شروط، ولمخالفته آثار ... فهو أيضا أصل، ويقال ما شهّره الفقهاء، كما يقال ما عمل به القضاة

وفي مقدمة نوازل ابن سهل (486هـ): "وكنت قد علقت أكثر ذلك على حسب وقوعه، لا على ترتيبه وتنويعه، لأتذكر به متى احتجت، وأستظهر به متى احتججت، وإن كانت أصول ذلك في الأمهات ففي تعريفها بيان، وزيادات تفيد ما جرى به العمل، وكيفية الاستدلال من الأصل الأول، ثم إني رأيت ضم تلك النوازل في نظام ... "

فقوله: كيفية الاستدلال من الأصل الأول: يعني بالأصل الأول القرآنَ والسنة ... وهو أصل المجتهدين؛ أما الأصل الثاني وهو أقوال العلماء وكتبهم واجتهاداتهم فهو أصل المقلّدين؛ ومنه تسميةُ العلماءِ القرآنَ والسنة الدليلَ الأصلي، وأقوالَ العلماء في الكتب المشهورة الدليلَ الفرعي؛ أو: دليل الأصولي ودليل الفروعي، حتّى لا يخلط الفروعيون الأشياء، وحتى لا يجتهدوا فيما لم يتأهلوا فيه فيفسدوا كما فعل أصحاب العمل، أجروا أحكام العبادات على العمل، وهذا انحراف خطير إذ العمل للقضاة!

وقد حمل ابن العربي على المخرّجين على أقوال العلماء في النوازل، وأولى بهم التخريج على الكتاب والسنة فقال:

"وَلِذَلِكَ قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ: إنَّ الْمُفْتِيَ بِالتَّقْلِيدِ إذَا خَالَفَ نَصَّ الرِّوَايَةِ [في المذهب] فِي نَصِّ النَّازِلَةِ عَمَّنْ قَلَّدَهُ أَنَّهُ مَذْمُومٌ دَاخِلٌ فِي الْآيَةِ [ولا تقف ما ليس لك به علم]؛ لِأَنَّهُ يَقِيسُ وَيَجْتَهِدُ فِي غَيْرِ مَحَلِّ الِاجْتِهَادِ، وَإِنَّمَا الِاجْتِهَادُ فِي قَوْلِ اللَّهِ وَقَوْلِ الرَّسُولِ، لَا فِي قَوْلِ بَشَرٍ بَعْدَهُمَا.

وَمَنْ قَالَ مِنْ الْمُقَلِّدِينَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ تَخْرُجُ مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ فِي مَوْضِعِ كَذَا فَهُوَ دَاخِلٌ فِي الْآيَةِ. فَإِنْ قِيلَ: فَأَنْتَ تَقُولُهَا وَكَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ قَبْلَك. قُلْنَا: نَعَمْ؛ نَحْنُ نَقُولُ ذَلِكَ فِي تَفْرِيعِ مَذْهَبِ مَالِكٍ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ فِي الْتِزَامِ الْمَذْهَبِ بِالتَّخْرِيجِ، لَا عَلَى أَنَّهَا فَتْوَى نَازِلَةٌ تَعْمَلُ عَلَيْهَا الْمَسَائِلُ، حَتَّى إذَا جَاءَ سَائِلٌ عُرِضَتْ الْمَسْأَلَةُ عَلَى الدَّلِيلِ الْأَصْلِيِّ، لَا عَلَى التَّخْرِيجِ الْمَذْهَبِيِّ، وَحِينَئِذٍ يُقَالُ لَهُ الْجَوَابُ كَذَا فَاعْمَلْ عَلَيْهِ" / أحكام القرآن (2/ 200 - 201).

فالعمل ما هو إلا قرينة من القرائن تعتبر لدى القضاة المقلدين؛ فمجال تطبيقها ضيق جدا، كما أنه أصل للفروعيين لا للمجتهدين، فهو أشبه بمجموعة أقوال جمعت ودونت فصارت أصلا كغيرها من أمهات المذهب، ومعلوم أنه القول لا يكون دليلا أبدا!

وأئمتنا الكبار الذين نجلّهم كلهم مقلدون، لكن تقليد المجتهد لا كتقليد المقلّد؛ فليحرر.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 12 - 09, 05:34 م]ـ

من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ومن استرحم فلم يرحم فهو شيطان، وقلب المؤمن لا يحمل الضغائن؛ أليس كذلك يا ولماني!

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[01 - 02 - 10, 12:39 م]ـ

صدقت أخي ابراهيم قلب المؤمن لا ولن يحمل شيئا من هذه الضغائن والارجاس وفقنا الله وإياكم للعمل بالعلم ونساله الاخلاص في العلم والعمل

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[02 - 02 - 10, 01:54 م]ـ

آمين.

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:35 ص]ـ

وكما هو واضح فقد عمد الباجي إلى مجموعة أقوال هي للعلماء فضمنها كتابه، وكثير من الأحكام التي أجراها هي من اختياراته بصفته قاضيًا، وليست على فهم متأخري المتأخرين من العدول عن المشهور إلى المهجور

احسنت اخي ابراهيم كلام جيد لكن ربما تقيده بقيد افضل مما ذكرت كي لا يفتتن به ضعاف العقول فيجترؤن به على المذهب والائمة الفضلاء .. وقد فيل كلموا الناس على قدر عقولهم

ويقال ما شهّره الفقهاء، كما يقال ما عمل به القضاة

تشهير الفقهاء تبع للرويات و اصول المذهب المعروفة التي ليست بنص ولا قياس جلي او عمل مدني فقط اما تشهير القضاة فامر اخر يكون غالبا مراعاة لاحوال الناس والاعصار التي جرت فيها بعض الفتن وعدم قدرة القضاء على اجبار الناس او تغيير عوائدهم وانتظر منك انتقادا في هذا ...

على اني اقول ان العمل عندنا نحن المالكية في عصرنا هذا قد لا يعتبر في اكثر القضايا ويجب الرجوع الى القول الشمهور او العمل المدني الذي هو الاصل

وفقكم الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير