تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأمر كما قلت: كل ما سبق ذكره بمنأى عن إجابة السؤال ومعزل، وإهدار لعمل الأئمة الفضلاء النبهاء، وعلى رأسهم الحافظ الذهبى، وآخرهم شيخ مصر العلامة المدقق أبو الأشبال أحمد شاكر ـ عليه شآبيب الرحمة ـ.

الأخوة الألبانى والشافعى ومحمد أمين

حيَّاكم الله وبارك لكم.

هاكم الجواب عما سألتم عنه من حديث على بن أبى طالبٍ:

قال الإمام أحمد (1/ 90): حدثنا بكر بن عيسى الراسبي حدثنا عمر بن الفضل عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ آتِيَهُ بِطَبَقٍ، يَكْتُبُ فِيهِ مَا لا تَضِلُّ أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ تَفُوتَنِي نَفْسُهُ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَحْفَظُ وَأَعِي، قَالَ: ((أُوصِي بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)).

وأخرجه بأتمَّ من هذا، البخارى فى ((الأدب المفرد)) (156) فقال: حدثنا حفص بن عمر حدثنا عمر بن الفضل حدثنا نعيم بن يزيد حدثنا علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل قال: ((يا علىَّ، ائتنى بِطَبَقٍ أكتبُ فيِه مَا لا تَضِلُّ أمتى))، فخشيت أن يسبقنى، فقلت: إني لأحفظُ من ذراعى الصحيفة، وكان رأسه بين ذراعه وعضدى، يوصى بالصلاة، والزكاة، وما ملكت ايمانكم، وقال كذاك حتى فاضت نفسه، وأمره بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قال: ((من شهد بهما حرم على النار)).

وأخرجه كذلك ابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (2/ 243)، والنسائى ((مسند على))، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (2/ 380/762)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (21/ 482) من طرق عن عمر بن الفضل الحرشى البصرى عن نعيم بن يزيد عن على به بنحو حديث أحمد، إلا ابن سعد والنسائى فبنحو رواية البخارى إلا أنهما قالا ((إني أحفظ ذراعا من الصحيفة)).

قلت: رجال هذا الإسناد الرباعى عند أحمد والبخارى ثقات كلهم، خلا نعيم بن يزيد الكوفى. فقد جهله أبو حاتم الرازى.

وأقرَّه الحافظان الذهبى وابن حجر فى ((ميزان الاعتدال)) (7/ 46) و ((المغنى فى الضعفاء)) (2/ 701) و ((تهذيب التهذيب)) (10/ 418) و ((لسان الميزان)) (7/ 413).

ونقله الحافظ ابن حجر عنه فى ((التقريب)) (1/ 565/7179) فقال: ((نعيم بن يزيد مجهول من الثالثة) يعنى من أوساط التابعين أمثال: حبيب بن أبى ثابت الأسدى، وزياد بن علاقة بن مالك الثعلبى، وسالم بن أبى الجعد الغطفانى الأشجعى، وسعيد بن جبير الوالبى، وسليم بن أسود أبو الشعثاء المحاربى، وعامر بن شراحيل الشعبى، وعبد الله بن معقل بن مقرن المزنى، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعى، وعروة بن المغيرة بن شعبة الثقفى، وعلى بن ربيعة بن نضلة الوالبى الأسدى، وعشرتهم من أهل الكوفة مثله.

ولما كان نعيم بن يزيد من وسطى التابعين، فقد رضيه الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المغفرة ـ، وحسَّن حديثه. وذلك لأن من مذهبه: أن حديث المجهول من أهل الطبقات المتقدمة سيما المخضرمين وكبار التابعين وأوساطهم، متلقى بالقبول ويُحتجّ به، ما لم يخالف الأصول. وهذا بعينه هو مذهب الحافظ الذهبى القائل فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) له: ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم؛ احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). اهـ بنصه

وهذا الذى رضيَّاه وعملا به هو المذهب الراجح، وكان عليه العمل عند المتقدمين، وقد أطلت بيان الحجة له فى كتابى ((الإكليل ببيان احيجاج أكابر الأئمة بروايات المجاهيل)).

ومما يناسب هذا المقام أن نذكر أحد عشر راوياً من نظراء نعيم بن يزيد وأشباهه من مجاهيل الطبقة الثالثة، والذين قال الحافظ الذهبى عن كل منهم ((وثق) مع بيان من خرَّج له:

(1) رباح الكوفى، من الموالى. [د]

(2) سعيد بن أبى سعيد مولى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. [ت ق]

(3) سليمان المنبهى الشامى. [د]

(4) صالح بن رستم أبو عبد السلام الدمشقى. [د]

(5) عبد الله بن يسار، أبو همام الكوفى. [د]

(6) عمير والد عمران بن عمير الكوفى. [ق]

(7) معقل ويقال: زهير بن معقل الخثعمى. [د]

(8) وهب مولى أبى أحمد بن جحش. [د]

(9) يزيد بن عبد المزنى الحجازى. [ق]

(10) أبو ثمامة القماح الحناط. [د]

(11) أبو سعيد الحبرانى الحميرى الشامى. [د ق]

ويمكنكم مطالعة متعلقات ذلك المذهب على هذا الملتقى المبارك على الوصلات التالية:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17906

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17926

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17981

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير