(فلم لم يفكر الشافعي مثلاً أو أحمد أو مالك أو بقية الفقهاء بأن يخرج للجهاد؟)
وماذا كان يفعل الامام احمد في الثغور
بل ماذا كان يفعل الائمة في طرسوس والمصيصة واذنة
وهل الامام احمد من طرسوس مثلا
تلامذة الامام مالك كلهم من اهل الجهاد
ابن القاسم
وهكذا اتباع مذهبه
اسد بن الفرات
وانظر كتب اصحاب مالك
هل يوجد منهم احد لم يخرج لقتال الروم والفرنجة
سواء اكانوا في الاسكندرية او القيروان او الاندلس
كبار اصحاب مالك من المجاهدين
وانظر كلام مالك في ابواب السير في كتب
ككتاب الذخيرة او كتاب النوادر
لتعرف مدى قوة علاقة مالك بالمجاهدين
وكونه لم يجاهد بنفسه فذاك يرجع لامور كثيرة منها انه كان مقصد الطلاب من انحاء المعمورة
واذا كان مالك لم يحج الا نادرا فلم يكن يترك المدينة النبوية
اضافة الى اصابته بسلس البول فترة طويلة
وكذا الامام الشافعي اصيب بعدة امراض
والمريض معذور
وكلام ابن تيمية محول على الحكم على الامر الواقع وانزال الحكم على الواقع
وليس في الحكم العام
فكلام ابن تيمية صحيح
والمراد انه لايحكم الا من اطلع على الموقف او وقف عليه
فالامام احمد لما يفتي في الواقع يفتي بنقل احد اتباعه ممن شارك في المعارك
ولايكتفي بسماع خبر من اي احد فيحكم
وكذا مالك ينقل له الوقائع كما حصلت من قبل من حضرها
وشارك فيها فيحكم
وهكذا غيره من الفقهاء
وقولك
(وإنما عن الجهاد والفتح، وأقصد به القتال الفعلي)
اخي الحبيب
الائمة الاربعة عاشوا في العصر الذهبي للدولة الاسلامية
انت تعرف عصر هارون الرشيد
من الذي كان يجرا ان يهاجم المسلمين في عهد الرشيد
ولو تأملت كلام الامام الشافعي لعرفت مدى قوة المسلمين في عصره
تامل كلامه في الصلح والموادعة
الخ
ايام عز المسلمين
ايام نصرة
ايام جهاد الطلب وليس جهاد الدفع
وفي كل صيف جيش يغزو الروم في عقر ديارهم
رباهم في الثغور لايعني انهم لم يجاهدوا بل جاهدوا ودخلوا مدن وقرى الروم
فمن كان يرابط في الثغور كان يجاهد ويكمارس الجهاد بنفسه
وانما الكلام في الخسائر
والخسائر في صفوف المسلمين كانت قليلة
وكذا القتلى والجرحى
كيف لا وهم حكام الدنيا
والذين انصرفوا عن الجهاد الفعلي ليس هم الفقهاء بل غلاة المتصوفة
وتامل في عدد من شارك صلاح الدين في معاركه
اليس كثير منهم من فقهاء عصره من الشافعية والحنابلة وغيرهم
تأمل أخي الحبيب
بل انظر في الدرر الكامنة والضوء الللامع للسخاوي
تجد في تراجم بعض الفقهاء انهم شاركوا جنود الشراكسة في الجهاد
بل تامل كتاب الجبرتي
وهكذا
مشاركة العلماء الفعلية في جهاد الفرنسيين
في الجزائر وتونس والمغرب
وهكذا
وكونهم لايكونوا في الصفوف الامامية للقتال فسببه انهم مصدر قوة المسلمين
هم كالقادة العسكريين
ونحن لانقول ان الفقهاء قادة عسكريون
ولكنهم غير بعيديين عن واقعهم
وهكذا
وكما نقول اهل كل بلدة اعرف بمشاكلهم
وهذا لايعني ان الفقيه في الجزيرة لايفتي في مسألة حصلت في الجزائر مثلا
ولكن فقهاء الجزائر اولى بانزال الحكم العام على واقعهم
وهكذا غيرهم
ولكن ان كان فتوى فقيه اليمن في حادثة حصلت في مصر مبنية عن شبه مشاهدة لمعرفته بالوضع كما حصل
فلا شك ان قوله يعمل
تماما كما نقلته عن الامام مالك
حيث انه كان يتابع اخبار الجهاد في الاندلس وافريقية والاسكندرية
فكان حكمه بناء لى مفرة تامة بالذي حصل
تماما كالذي حضر الوقعة او النازلة
والدليل على انهم يقدمون قول اصحاب الجهاد
ما تجده فيكلام اصحاب مالك من تقديم قول فقهاء قيروان في كثير من الاحكام الجهادية على قول غيرهم
لانهم ممن شاركوا في النازلة وعرفوا دقائقها بعكس غيرهم
وقاسوا على هذه النوازل
والله اعلم بالصواب
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[16 - 03 - 03, 05:59 م]ـ
عجيب أمر أخي محمد الأمين .. !!!
يصر على أنهم لم يفكروا في القتال، مع ذهابهم ومرابطتهم في الثغور!
أليس أقل ما في هذا التفكير، والتحسب، والتهيؤ وانتظار العدو؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 03 - 03, 10:59 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي المبارك ابن وهب على ما تفضلت به.
لكن في النفس شيء من موقف الأئمة الأربعة. يعني مثلاً ابن المبارك كان رجلاً مجاهداً يروى في شجاعته القصص. لكننا لا نجد مثل ذلك في الائمة الأربعة. فمثلاً الإمام مالك أفتى لصاحب النفس الذكية بالخروج على المنصور، فلماذا لم يخرج معه؟ والغريب أن مالك كان أباه مجاهداً، فلم هو ليس له جهاد؟ أما مسألة طلاب العلم، فخروجه لبضعة أشهر في الجهاد لا يضر العلم. وله قدوة بالرسول صلى الله عليه وسلم. وأما مسألة سلس البول فهي على علمي حدثت له بعد إخماد الثورة وجلده. وكذلك مسألة النزيف الذي أصاب الشافعي إنما حدث في مصر. وهل يتصور أنه يقطع أصقاع الأرض قبل ذلك وهو مريض؟
كذلك مسألة اعتبار السكن في بيروت مثلاً أو الاسكندرية من المرابطة في الثغر، فيه بعض النظر. فلم لا يكون الأمر كذلك اليوم؟ وبيروت قد تهاجم في أي وقت من إسرائيل. فهل العيش فيها أحسن من العيش في المدينة؟!
أما طرسوس فأنا معك في أنها كانت ثغراً. والله أعلم.
¥