تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومعلوم حال أبي المعالي الجويني في هذا الباب، ومن باب أولى حال المعتزلي أبي الحسين البصري.

فهؤلاء لاختلافهم في أصولهم في النظر مع أئمتهم، فلا بد أن يقع في كلامهم خطأ كثير على أئمتهم؛ لأنهم سيفهمون ما يكون عن أئمتهم في ضوء أصولهم هم، لا أصول أئمتهم؟؟!!.

بل أحيانا الأمر تجد أن الأصول كثير منها لم يُبنَ على الفقه أصلا؟!

وما أجمل ما كتبه العلامة ابن عاشور رحمه الله في كتابه " أليس الصبح بقريب؟! (ص 204):

" إن قواعد الأصول دونت بعد أن دون الفقه، فوجدوا بين قواعده وبين فروع الفقه = تعارضا، فلذا تخالفت الأصول وفروعها في كثير من المسائل على اختلاف المذاهب، حتى أصبحوا يقولون طرد فلان أصله، وخالف فلان أصله، والبخاري يعبر يقوله (ناقض) وفي الحقيقة خالف ولا طرد، وإنما تأصل الفرع بعد الفرع " اهـ

وليس ما سبق نوع منن الاستطراد؛ لأن ما ذكر أثر بدوره على الفقه الحنبلي، وإذا نظر إلى أصول فقه مذهب الحنابلة تجد أنه اعتمد على ثلاث أشخاص:

الأول: القاضي أبو يعلى، ومن أهم كتبه العدة.

الثاني: ابن عقيل، ومن أهم كتبه الواضح.

الثالث: أبو الخطاب، ومن أهم كتبه التمهيد.

وحين النظر إلى في طريقتهم أنهم أرادوا أن يخدموا مذهب الحنابلة، فأتوا إلى كتب أصول الفقه – هي هي – وتلمسوا من كلام أحمد ما يدل على أقواله، ومن نظر في كتاب العدة تبين له ذلك بكل وضوح.

ولذلك تجد أن القاضي رحمه الله كثيرا ما يقول أومأ إليه أحمد، يفهم من كلام احمد.

بل وينسب أقوالا للإمام أحمد لا يمكن أن يقولها الإمام قطعاً!!

فالحاصل أنها لم تبن على استقراء لكلام الإمام أحمد، وهنا تمكن المشكلة؟!

وذكر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أن للخلال كتاباً اسمه " العلم " ووصف شيخ الإسلام بقوله في الفتاوى (7/ 390) " كتابه في العلم أجمع كتاب يذكر فيه أقوال أحمد في الأصول الفقهية " اهـ

ومع ذلك فلا نرى لهذا الكتاب = أثرا في كتابات القاضي ومن بعده، ولا شك أن الخلال من أصحاب الاستقراء لكلام أحمد.

ويلاحظ من جهة أخرى أن شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن رجب كانا من أعلم الناس بأصول أحمد، وكتاباتهم دالة على ذلك، والسبب الواضح في ذلك أن كلا منهما من أصحاب الاستقراء لكلام أحمد، إضافة إلى سلوكهم لطريقة الإمام في الفقه والحديث ن والاعتناء بآثار الصحابة والأئمة، وبعدهم عن التأثر بعلم الكلام

يتبع إن شاء الله ..

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 01 - 03, 11:26 ص]ـ

...

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[30 - 01 - 03, 07:54 م]ـ

أخي الفاضل: محمد الأمين ..

بالنسبة لكتاب الموفق رحمه الله، فعدم ذكري له، ولغيره من كتب الحنابلة في أصول الفقه، كأصول الفقه لابن مفلح، أو شرح مختصر الطوفي، أو كتاب المرداوي، إلى غير ذلك من الكتب في أصول الفقه الحنبلي؛ لأن مقصودي هو ذكر الكتب التي كان لها الأثر في صياغة أصول الفقه الحنبلي، ولعل هذا يتضح بما يأتي في الأمثلة بإذن الله.

ولو أخذنا كتاب الموفق رحمه الله (روضة الناظر) = لوجدت أن الكتاب مادته الأصولية في الجملة ملخصة من المستصفى، وهناك مادة حنبلية لم يخرج في جملتها عن الكتب الثلاثة السابقة؟!

ولهذا يجزم في أقوال كثيرة أنها مذهب أحمد، أو أنه مروي عنه، وهو متابع لمن قبله في هذا، فلا تجد أنه يتتبع مسائل أحمد لاستنباط القواعد الأصولية منها.

وهو يكثر من نقل أقوال الثلاثة الذين ذكرتهم لك، وهم القاضي أبو يعلي، وابن عقيل، وأبو الخطاب.

والله أعلم.

وجزاك الله خيرا على متابعتك للموضوع، وتفاعلك معه، راجيا من الأخوة مزيدا من التفاعل؛ لأن الموضوع مهم جداً.

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[30 - 01 - 03, 09:50 م]ـ

تنبيه:

أخي محمد الأمين ..

قولك: (وابن قدامة سلفي. نعم، قد يكون الكتاب فيها تأثيرات معتزلية لأنه مأخوذ من أصول الغزالي) = غير صحيح؛ فإن الكتاب فيه مسائل تأثر فيها ابن قدامة بمذهب الأشاعرة، وأبو حامد الغزالي " صاحب المستصفى " لا يخفى عليك أنه من أئمة الأشاعرة!!

ولعل هذا سبق قلم منك.!!

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 01 - 03, 10:18 م]ـ

صحيح لكن عامة الأخطاء التي وقع بها الأشاعرة مصدرها المتعزلة. فالأشاعرة هم وسط بين أهل السنة وبين المعتزلة.

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[30 - 01 - 03, 10:27 م]ـ

أخي محمد الأمين ..

الكلام الذي ذكرته يحتاج إلى مناقشة، وليس هذا محل نقاشه، ولعل نقاشه يكون في موضوع مستقل ..

والله يحفظك ..

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[31 - 01 - 03, 01:48 ص]ـ

فضيلة الشيخ ابن أبي حاتم

جزاكم الله خيرا على هذا البحث الماتع

وأتمنى لو سلطتم شيئا من الضوء على دور الإمامين الخرقي وأبي بكر عبد العزيز بن جعفر (غلام الخلال) في تكوين المذهب الحنبلي

فمن المعلوم أنهما اختصرا جامع الخلال، ورجح كل منهما رواية من بين الروايات التي أوردها الخلال في جامعه في كل مسألة واعتمدها على أنها هي المذهب، واتفقا في الترجيح إلا في بضع وثمانين مسألة أورها ابن أبي يعلى في طبقاته في ترجمة غلام الخلال.

واعتمد ابن قدامة في المغني ترجيحات الخرقي غالبا حيث إن المغني هو شرح على مختصر الخرقي، وعادة تكون أشهر رواية بعد الرواية التي اختارها الخرقي هي الرواية التي اختارها أبو بكر.

فحبذا لو أفدتمونا بشيء مما لديكم حول دور هذين الإمامين في الترجيح بين الروايات، وتحديد الرواية المختارة التي صارت ظاهر المذهب، وجزاكم الله خيرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير