والشيخ ابو عبدالرحمن محب جدا جدا ... بل متيم بابن حزم وحق له .... حتى انه قد الف فيه كتابا اسماه نوادر ابن حزم ذكر فيها كل ما وقع عينه على سيرة ابن حزم كأن يستنبط انه يعرف الاتينية .. ولا يتقن اليونانية .. الخ.
وهو يضحى عنه كل سنة كما عرفت من مشايخي بل قد حج عنه لان ابن حزم لم يحج حجة الاسلام .... لكنه قد خالف شيخه في بعض المسائل وهذا من باب الانصاف ....
أما قولي ديكارتي ... فأن رنييه ديكارت فيلسوف مشوب بجنون .... وهو فيلسوف ... بنى مذهبه على امور منها .. أولا: ان الكون عبارة عن معادلات رياضية فالهواء يجري ويمكن حسابه رياضيا ... الخ.
وهذا كان سببا من اسباب النهضة الصناعية الاوربية ..
ومن مذهبه مبدأ الشك المطلق في الحقائق ثم تثبت هذه الحقائق وهذا وان كان نافعا في امور فهو متلف في اخرى بل انه حتى انكر ما يدل عليه الحس حتى يثبت .... في كلام طويل ... وشك في وجود نفسه ... حتى اكتشف انه موجود لانه يفكر والذي يفكر موجود وقال مقولته الشهيرة:
أنا افكر اذا انا موجود ... وهو بحق من رواد الحركة الفلسفية النهضويه الحديثة .....
أما منهجه التحليلي أو الديكارتي كما يسميه البعض فهو قائم على تحليل الصور والقضايا الى اجزاء اوليه ثم الحكم على كل واحدة تباعا ثم تركيب القضيه بناء على الاحكام الفرديه ......
وأنا اقول كلمة انما قلتها عن اطلاع كل هذا بل واعظم بل وادق من جهة صحة التصور وصحة الاثبات موجود في الكتاب والسنة بشكل مبسط يسير وقد تتلقفه الروح ويعمل به العقل بشكل غير مباشر اعنى دون معرفة تفاصيل ............ لذلك تجد الفقيه يصل الى حكم قد لايصل اليه الفيلسوف الا بعد قرون متطاولة وعقول متعددة ...
والكلام يطول جدا حول هذا اخي الحبيب .........
ثم قلت:
أخي الحبيب هذا الكلام انما ذكر عرضا ....
وابو عبدالرحمن رعاه الله ... يستخدم الاطروحات الفكرية والادوات الفلسفيه ... لكن دون ان يتعارض ذلك مع الشرع فالرجل من اهل العلم ... مثل استخدامه للايجابيه الفكرية والتحليل الديكارتي .. وغيره.
وهذا لايضر ان شاء الله فالتحليل الديكارتي يتميز بميزتين الاولى: الحساب الرياضي فعند وجود مشلكة اجتماعيه قد تحول الى معادلات حتى يتوصل الى الحل ....
والثاني التحليل والتركيب ...... فتحلل المشكلة والمعضلة الى أجزاء يسيرة ثم يوجد حل لهذه الاجزاء ثم تركب مرة اخرى ....
وأنا اعنى بكلامي الاخير ان الفلاسفة مثلا تكلموا حول المدينة الفاضلة كثيرا بدأ من افلاطون الى العصر الحالي .... حتى المسلمون منهم كالفارابي ..... ووقع بينهم خلاف كثير حتى قال ارسطو ان مدينة افلاطون مستحيلة التحقيق على ارض الواقع وارسطوا يميل الى الحس اكثر من النظر ....
وفي شريعة رب العالمين اتت المدينة الفاضلة على الوجه الاكمل واعنى هنا الحاكم والمحكوم والعلاقة بين فئات الشعب المختلفة فأتت في الشريعه على وجه الكمال المطلق محتويه لمختلف الافكار والاوضاع المختلفة ......
فالفقيه وبالاستعانة بالنصوص الشرعيه فيصل الى شئ لم يتوصل اليه الفلاسفه الا عبر عقول متعددة وقرون متطاولة وذلك ان العلم تراكمي وهذا ما يسمى بالعلم بالواسطه فيتم تحرير الفكرة عبر الزمن وتعدد الناظرين فيها والمنتقدين لها ... حتى تخرج على الوجه الاكمل ولنا في هذا وقفات اذا مد الله في العمر ورزقنا العزيمة .........
فهل هذا الكلام صحيح حول منهج الشيخ ...
ـ[أنور باشا]ــــــــ[01 - 02 - 03, 02:02 م]ـ
يا الله!
كم أحلمُ بمقابلةِ هذا الشيخ الجليل، و مناقشتِه ببعض القضايا ..
أرجو أن تبلّغَه بذلك يا أخانا المبارك " مبارك " ..
ـ[المستظهر]ــــــــ[02 - 02 - 03, 07:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي تعقيب على قولك ان ابن عقيل حزمي وليس ظاهريا:
أقول هذه المقابلة غلط لانها مقابلة بين المتلازمين والمتلا زمان لايتصور وجود أحدهما دون الاخر فمن كان حزميا فلابد أن يكون ظاهريا، وانما تصح المقابلة بين المتغايرين، فلو قيل ان عمرا انسان وليس حيوانا كان الكلام غلطا، للزوم الحيوانية للانسانية،ولوقيل ان عمرا عربي وليس عجميا صح الكلام لتغايرهما وان كان يجمعهما جنس واحد، فالاول متغايرين تغاير الفرد للجنس وهو محال والثاني متغايران تغاير الفرد للفرد أو النوع للنوع وهو جائز ممكن بل حاصل متحقق، ولكن لك ان تقول ان ابن عقيل حزمي لاداوودي، فان كان هذا هو مرادك؛ فهو صحيح باعتبار دون اعتبار: فان كان المراد التعلق القلبي والعاطفي فهذا لاريب فيه، وان كان المراد التمذهب فغلط لان ابا عبد الرحمن لم يصنف كتابا في الفقه لكي نقف على كم المخالفة ولعله يخالفه كثيرا، واما قولك انه يخالف ابن حزم احيانا، فهذا ما وقفت عليه انت وهو لم يقل هذا كل ما خالفت فيه أبا محمد بن حزم، وتجد بعض ما خالف فيه أبا محمد في كتابه تحرير بعض المسائل ..
وأما القول بأن داوود لم يكن ينكر قياس الاولى وهو المسمى بالقياس في معنى النص والقياس المنصوص على علته فغلط وان حكاه ابن تيمية والشوكاني عنهم والنقل عن مذهب انما يؤخذ عن أهله لانهم أعرف بمذهبهم من غيرهم، وقد نقل عنهم ابن حزم انكار هذا وهذا وكذلك أهل الاصول نقلوا عنهم هذا، وكذلك الفروع الفقهية المنقولة عنهم تدل على ابطالهم لهذين النوعين من القياس، كالتفريق بين البول مباشرة في الماءوبين صبه فيه وبين البول والغائط، ولابي عبد الرحمن كلام حول هاته المسائل، وهو أحيانا يجعل مايسمى قياسا أوليا دلالة لغوية مجازية كقوله: ولاتقل لهما اف ... ويقول لايبحث عن كلمة أف بحثا معجميا ....
وأما انكار قياس الشبه فلااختصاص لاصحاب الظاهر به، فقد انكر ه أصحاب الظاهر وغيرهم.
¥