تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وهناك أراء أخرى ترى عكس ذلك، إذ يرى أصحاب هذا الرأي أن تنقيط الحروف أو ما يعرف بعملية الإعجام كان معروفاً لدى الجاهليين، وفي هذا الصدد نجد الدكتور جواد علي يعود إلى الرواية التي تنسب إلى ابن عباس والتي تحكي عن النفر الثلاثة من بولان، الذين اجتمعوا في الأنبار فقام أحدهم بالجزم وقام الأخر بعملية الفصل والوصل بين الحروف، أما آخرهم فقد أنيطت به مهمة وضع النقاط على الحروف لكي تتمايز وتسهل قراءتها. كما يورد رواية تنسب إلى ابن مسعود يقول فيها ((جودوا القرآن ليربو فيه صغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم)). وقد شرح الزمخشري ذلك بقوله: {أراد تجريد القرآن من النقط والفواتح والعشور لئلا ينشأ نشءٌ فيرى أنها من القرآن} ويعلق جواد علي على تفسير الزمخشري بأن الكتبة على عهد ابن مسعود كانوا يعرفون التنقيط وأن ابن مسعود رأى أن تجريد القرآن من التنقيط يحث من يتعلم القرآن على بذل الجهد في فهم القرآن وحفظه.

-كما يورد خبرا آخر يدل على معرفة التنقيط والإعجام عند العرب خلافا لرأي الجمهور السائد، الذي ينسب التنقيط إلى نصر بن عاصم، بعد أن وجهه إلى ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي. ومفاد هذا الخبر: أن زيد بن ثابت نقّط بعض الحروف. وقد روى هذا سفيان بن عيينة.

- كما أن هناك دليلا ملموسا فيما وجده بعض الباحثين من أثار التنقيط في بعض الوثائق، فمثلاً يذكر الدكتور (جروهمن) أنه وجد حروفاً منقطة في وثيقة من وثائق البردي المدونة بالعربية واليونانية والتي يعود تاريخها إلى عام (22) هجرية. كما ذكر المستشرق (مايس) أنه عثر على حروف منقوطة نقشت في موقع قرب الطائف يعود تاريخها إلى عام (58) هجرية.

*ومن هنا نستطيع القول: إن القول بأن التنقيط لم يعرف إلا في عصر الحجاج الثقفي فيه نظر، ومن هنا أيضاً نستطيع أن نعود لتلك الرواية التي تناقلها أهل الأخبار بأن رجالا من بولان وهم من طي، قام أحدهم بعملية الجزم من المسند، وقام الأخر بعملية الفصل والوصل، وقام آخرهم وكان اسمه عامر بن جدرة بوضع الإعجام. ومن هذه الرواية نفهم أن أهل الجاهلية كانوا قد عرفوا الإعجام، وأن الخلط الذي وقع فيه بعض المؤرخين بخصوص أول من نقط الحروف في العهد الإسلامي يعود إلى خلطهم بين نقاط الإعجام والنقاط التي وضعها أبو الأسود الدؤلي ليضبط بها تشكيل الحروف والتي أتى الخليل من بعده بطريقة في الشكل أفضل منها وهي السائدة إلى يومنا هذا. وعودا على بدء: فعندما نسترسل فيما ذكرناه عن الجزم والفصل والوصل والإعجام ومن خلال ما ذكر نجد أن الرواية ليست محض افتراء، بل يؤيدها الحراك والتغير الذي طرأ على حروف العربية، منذ أصلها المسندي الأول إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن. ولكن يظل هناك سؤالٌ يفرض نفسه: لماذا لجأ عامر بن جدرة إلى التنقيط ? ويمكننا أن نستخلص الإجابة من تشابة الحروف، فلا فرق بين الباء والتاء والثاء والنون والياء إذا جاءت في وسط الكلمات، وكذلك حال الجيم والحاء والخاء، فلا فرق بينها إلا بوضع النقط، وكذلك هو الحال بالنسبة للدال والذال والراء والزين والسين والشين والصاد والضاد والطاء الظاء والعين والغين والفاء والقاف. وهذا يقوي من الرأي الذي يقول بأن العرب كانت تعرف هذه النقاط في الجاهلية، إذ من شبه المستحيل أحياناً أن يتمكن المرء من القراءة وفهم النص دون تحريف أو بعد عن المعنى المراد.

بقية المناقشة: http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_honorable_allcomments?ID=2086

ـ[توبة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:11 ص]ـ

ويذكر أبو عمر الداني (ت 444هـ) صاحب المقنع في رسم مصاحف الأمصار:

"أن فكرة النقط لم تكن جديد كل الجدة، فقد كان لأهل المدينة وأهل مكة نقط يختلف عن نقط أبي الأسود تركوه وأخذوا بنقط أبي الأسود الذي سمي أحياناً بنقط البصرة"

للفائدة:

يُنظر في آخر البحث هنا:

http://www.awu-dam.org/trath/99-100/turath99-100-018.htm

منشور بمجلة التراث العربي بعنوان (إرهاصات النشأة في النحو العربي ـــ محمد زغوان)

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 04:17 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

موضوع مثير للاهتمام حقًا .. !

وهذه المرة الأولى التي أعرف فيها أن العرب كانت لهم كتابات منقوطة قبل العصر الأموي ..

لكن هذا لا يغير من الأمر شيئًا؛ لأنه كما وجِدت كتابات منقوطة فهناك أيضًا كتابات عربية غير منقوطة ..

بل غير المنقوط أكثر وأشهر!

وهذا يدل على وقوع الضربين من الكتابة في العربية القديمة.

إنما من المؤكد أن كتابة المصحف العثماني كانت بدون تنقيط.

أما هل اعتمد تنقيط القرآن في العهد الأموي على التنقيط القديم أم لا؟ وإلى أي مدى؟

فهذا سؤال يحتاج جوابه إلى بحث ودراسة ومقارنة ..

فلعل أحد أهل هذا الفن ينشط له ..

بل ربما نجد الإجابة جاهزة في بطون الكتب .. !

فكم من مسألة دوخت الأكابر كانت حلولها في مصنفات السابقين!

ثم إن تشكيل المصحف في البداية كان عبارة عن نقط كذلك؛ فكانت الفتحة نقطة فوق الحرف، والكسرة نقطة تحته، والضمة نقطة بين أجزائه .. أو كانت الفتحة نقطة على أول الحرف، والضمة على آخره، والكسرة تحت أوله .. ففي الكتب اختلافات في كيفية التشكيل القديم.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير