ـ ألا إن العاقل المصيب من عمل ثلاثاً: ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.
ـ الدنيا خراب، وأخرب منها قلب من يعمرها، والآخرة دار عمران وأعمر منها قلب من يطلبها.
ـ أخوك من عرَّفك العيوب، وصديقك من حذرك من الذنوب.
ـ عجبت من يحزن على نقصان ماله، كيف لا يحزن على نقصان عمره.
ـ على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك.
ـ إن قال لي يوم القيامة: عبدي ما غرّك بي؟ قلت: إلهي برّك بي.
ـ رضي الله عن قوم فغفر لهم السيئات، وغضب على قوم فلم يقبل منهم الحسنات.
ـ إن غفرت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم.
ـ يا من أعطانا خير ما في خزائنه، الإيمان به قبل السؤال لا تمنعنا عفوك مع السؤال.
ـ يا من يغضب على من لا يسأله لا تمنع من قد سألك.
ـ من خان الله عز وجل في السر هتك سره في العلانية.
ـ لست آمركم بترك الدنيا، آمركم بترك الذنوب، ترك الدنيا فضيلة، وترك الذنوب فريضة، وأنتم إلى إقامة الفريضة أحوج منكم إلى الحسنات والفضائل.
ـ لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه، ويوم حشره ميزانه.
ـ اللهم إن كان ذنبي قد أخافني، فإن حسن ظني قد أجارني، اللهم سترت عليّ في الدنيا ذنوباً أنا إلى سترها في القيامة أحوج، وقد أحسنت بي إذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين، فلا تفضحني في ذلك اليوم على رؤوس العالمين، يا أرحم الراحمين.
ـ قيل ليحيى: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا؟ فقال: إذ أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه، فيقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت.
ـ وقال في قوله تعالى: (فقولا له قولاً ليّناً لعلّه يتذكر أو يخشى) إلهي! هذا رفقك بمن يقول: أنا إله، فكيف بمن يقول: أنت الإله؟!.
ـ وقال له رجل: إنك لتحب الدنيا، فقال: أين السائل عن الآخرة؟ قال: هأنا، قال: أخبرني أيها السائل عنها، أبالطاعة تنال أم بالمعصية؟ قال: لا، بل بالطاعة، قال: فأخبرني عن الطاعة، أبالحياة تنال أم بالممات؟ قال: لا، بل بالحياة، قال: فأخبرني عن الحياة، أبالقوت تنال أم بغيره؟ قال: لا، بل بالقوت، قال: فأخبرني عن القوت، أمن الدنيا هو أم من الآخرة؟ قال: لا، بل من الدنيا، قال: فكيف لا أحب دنيا قُدِّر لي فيها قوت أكتسب به حياة أُدرك بها طاعة أنال بها الآخرة؟!، فقال الرجل: أشهد أن ذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ من البيان لسحراً).
ـ اللهم إني جعلت الاعتراف بالذنب وسيلة لي إليك، واستظللت بتوكلي عليك، فإن غفرت فمن أولى بذلك منك، وإن عاقبت فمن أعدل في الحكم منك؟
ـ جاء إلى شيراز يحيى بن معاذ الرازي وله شيبة حسنة، وقد لبس دست ثياب أسود، فكان أحسن شيء، فصعد الكرسي فاجتمع إليه الناس، وأول ما بدا به أنشأ يقول:
مواعظ الواعظ لن تقبلا حتى يعيها لُبُّه أوَّلا
يا قوم من أظلم من واعظ خالف ما قد قاله في الملا
أظهرَ بين الناس إحسانه وبارز الرحمنَ لما خلا
وسقط عن الكرسي، وغشي عليه ولم يتكلم في ذلك اليوم، ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعد ذلك، حتى إذا أراد أن يُضحكهم أضحكهم، وإذا أراد أن يُبكيهم أبكاهم.
ـ العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم.
ـ قيل ليحيى بن معاذ: من آمن الخلق غداً؟ قال: أشدهم خوفاً اليوم.
ـ حبك الفقراء من أخلاق المرسلين، وإيثارك مجالستهم من علامة الصالحين، وفرارك من صحبتهم من علامة المنافقين.
ـ التواضع في الخلق حسن، ولكن في الأغنياء أحسن، والتكبر سمج في الخلق ولكن في الفقراء أسمج.
ـ اجتنبتُ صحبة ثلاثة أصناف من الناس: العلماء الغافلين، والقرّاء المداهنين، والمتصوفة الجاهلين
انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه بعض أقواله اللي اخترتها لكم من كتاب الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني (الكلام الأخاذ ليحيى بن معاذ) الطبعة الأولى 1424هـ _ مكتبة العبيكان.
محمد بن إبراهيم
الرياض
الجمعة 18/ 7/1425 هـ
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتُ قد قرأتُ أنّه الحسن البصريّ، وقيل أنّ النّاس كانوا يبكون تأثّراً لكلامه ورؤية وجهه ..
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:23 ص]ـ
سير أعلام النبلاء - (4/ 585)
كان إذا ذكر الحسن عند أبي جعفر الباقر قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الانبياء