تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب عنها: وهذا الحديث تقدم الكلام عليه في المطلب الثالث، وأنه مؤول على أنها لا تعلم ذلك، أو أنه تركه لعارض سفر، أو مرض، أو نحو ذلك، كما ذكر ذلك النووي ينظر: المجموع 6\ 387، 388.، والقرطبي ينظر: المفهم شرح صحيح مسلم 4\ 1972.، وابن حجر ينظر: فتح الباري 2\ 534. والشوكاني ينظر: نيل الأوطار 5\ 247. وغيرهم.

الشبهة الثانية: قوله من أخطائنا في العشر ص 13.: ((ولا تعارض بين هذا- يعني حديث عائشة - ومما ورد عن امرأة هنيدة بن خالد، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سنن النسائي الصيام (2372) ,سنن أبو داود الصوم (2437) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 288). كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء سبق تخريجه.؛ لأن تسع ذي الحجة المقصود به اليوم التاسع فقط، وليس المقصود به الأيام التسعة، كما يفهم من ظاهر اللفظ.

يبينه حديث أبي قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي الصوم (749) ,سنن ابن ماجه الصيام (1730) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 296). صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن

(الجزء رقم: 59، الصفحة رقم: 304)

يكفر السنة التي قبله والتي بعده سبق تخريجه. .

الجواب عنها من وجهين:

الوجه الأول: أن نفي التعارض بين حديث عائشة النافي، وحديث بعض أزواجه المثبت، غير صحيح، فإن التعارض قائم بلا شك، إذا حكمنا بصحة حديث بعض أزواجه المثبت، كما هو ظاهر كلام البيهقي ينظر: السنن الكبرى 4\ 295.، وابن القيم ينظر: زاد المعاد 2\ 66. وغيرهما.

الوجه الثاني: تأويل قولها: سنن النسائي الصيام (2372) ,سنن أبو داود الصوم (2437) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 288). كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة بأن المراد به اليوم التاسع فقط وهذا غير صحيح، سيما وقد جاء الحديث عند النسائي في كتاب الصيام، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر (4\ 221). بلفظ: سنن النسائي الصيام (2418). كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر.

وليس لصرف حديث أبي قتادة المذكور عن ظاهره أي وجه، قال في بذل المجهود عند قولها: سنن النسائي الصيام (2372) ,سنن أبو داود الصوم (2437) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 288). يصوم تسع ذي الحجة 11\ 307.: ((أي من أول ذي الحجة إلى التاسع منها، فإن العاشر يوم العيد)).

الشبهة الثالثة: قوله من أخطائنا في العشر ص 27.: ((إن صيام العشر كلها لا يدخل تحت العمل الصالح المراد منه في الحديث الصحيح السابق- يعني حديث ابن عباس: صحيح البخاري الجمعة (926) ,سنن الترمذي الصوم (757) ,سنن أبو داود الصوم (2438) ,سنن ابن ماجه الصيام (1727) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 224) ,سنن الدارمي الصوم (1773). ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه العشر - لأنه ليس بفرض، ولا نفل عاما ولا خاصا؛

(الجزء رقم: 59، الصفحة رقم: 305)

يؤيد هذا كله أن الأئمة الذين استحبوا صيام العشر لم يستدلوا بهذا الحديث؛ لأنهم عرفوا مسبقا أن صيام العشر لا يدخل تحت هذا النص، والله أعلم بالصواب)).

والجواب عنها من وجهين:

الوجه الأول: أن دعوى إخراج الصيام من عموم قوله: ((العمل الصالح)) تحكم بلا دليل، بل الأصل أنه داخل في هذا العموم، ولذا قال ابن رجب لطائف المعارف ص 460.: ((وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها)).

وقال ابن حجر فتح الباري 2\ 534.: ((واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة لاندراج الصوم في العمل)).

وقال الشوكاني نيل الأوطار 5\ 347.: ((وقد تقدم في كتاب العيدين أحاديث تدل على فضيلة العمل في عشر ذي الحجة على العموم، والصوم مندرج تحتها)).

فهذه نصوص العلماء في عموم (العمل الصالح) وعدم تخصص شيء منه.

الوجه الثاني: أن ما ذكر من عدم استدلال الأئمة القائلين باستحباب صيام العشر بحديث ابن عباس، لمعرفتهم مسبقا بأن الصيام لا يدخل تحت هذا العموم- ليس هذا صحيحا؛ لأمرين:

(الجزء رقم: 59، الصفحة رقم: 306)

الأمر الأول: أن العلماء قد نصوا على عموم هذا اللفظ ودخول الصيام في هذا العموم، كما سبق في الوجه الأول.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير