تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أنس الشهري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:30 م]ـ

فوائد نفيسة

بارك الله فيك

ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:00 م]ـ

مرحباً بأخي أنس ... وفيك بارك الله

السؤال: ورد قوله تعالى (ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون) ثلاث مرات في القرآن، اثنان منهما بهذه الكيفية (فتمتعوا)، والثالثة في سورة العنبكوت (وليتمتعوا)، فما الفرق بينها؟ ولماذا عبر في الآيتين بصيغة المخاطب مع أن أول الآية بصيغة الغائب؟

الجواب: جاء في آية العنكبوت (66) قوله تعالى " وليتمتعوا" على أسلوب الغَيْبة (بفتح الغين) كما هو في أول الآية التي جاءت فيها اللفظة، والآية السابقة لها قوله تعالى: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون* ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون" فاطرد الأسلوب في الآيتين معا على الغَيْبة، أي حكاية عن قوم غائبين.

فأما قوله تعالى: "فتمتعوا" في سورتي النحل والروم-آيتان متشابهتان- في قوله سبحانه" ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون" –النحل55، الروم34 - ، فيلاحظ أن قوله "تمتعوا" جاء على أسلوب الخطاب، خلاف ما عليه أول الآية، فإنه جاء على أسلوب الغيبة، في قوله سبحانه" ليكفروا" (البرهان لابن حمزة 244 درة التنزيل 264)، وهذا الانتقال من الغيبة إلى الخطاب يسمى عند البلاغيين "الالتفات"، وله فوائد عدة منها: جمال العبارة، ولفت الانتباه، واجتذاب الأسماع، فإنك إذا ألقيت المقال على أسلوب الخطاب أو الغَيْبة أو التكلم ثم انتقلت إلى غير ذلك انتبه المخاطب وألقى سمعه إليك، قال السكاكي:"العرب يستكثرون من الالتفات، يرون الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في القبول عند السامع، وأحسن نظرية لنشاطه، وأملأ باستدرار إصغائه، وهم أحرياء بذلك. (المفتاح 296)

فإن قال قائل: ِلمَ لَمْ تجئ الآيات الثلاث جميعها على الالتفات؟ قلت: لا جرم أن مجيئها على هذه الحال من التفاوت في التعبير خير وأولى، ففي آية النحل التفات، ثم لا التفات في آية العنكبوت، ثم يأتي الالتفات مرة أخرى في آية سورة الروم، فهذا ضرب من التفنن في الكلام بديع. والله أعلم.

يتبع

ـ[خالد المراكشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:21 م]ـ

بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد

ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:33 ص]ـ

مرحباً بأخي خالد المراكشي، قد أبهجني مرورك ودعائُك، لا زلت موصولا بالخير والبركة

السؤال: قال تعالى: " ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ... " (سوراء الأسراء (89) وقال سبحانه:" ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل ... " (سورة الكهف) 54.

السؤال: لم قدم لفظ "للناس" في الآية الأولى وأخرها في الثانية؟

الجواب: يرى ابن الزبير الغرناطي أنه إنما قدم "للناس" في سورة الإسراء لما سلف قبل هذه الآية من الأخبار والعبر وضرب المثل والأمر والنهي والزجر والتهديد؛ لقوله تعالى"ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرى أعمى" (72) وقوله سبحانه "وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفري علينا غيره" (72) وقوله: "إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات"، ثم قال "ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن ... " بتقديم الناس تنبيها لهم، وليهتموا بتفهمه ويعنوا بتدبره، ويقفوا عند أوامره، وينتهوا عن زواجره، فموضع الآية يقتضي تقديم الناس على عادة العرب، في تقديم ما عنايتهم بذكره أتم.

وذهب ابن حمزة الكرماني إلى أنه بتقديم (للناس) مراعاة ومماثلة لتقديم نظيره في الآية السابقة لهذا وهو لفظ (الإنس) في قوله تعالى" قل لقد اجتمعت الإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" (الأسراء).

وأما بتقديم (القرآن) في سورة الكهف فلأنه تقدم في هذه السورة ذكر أصحاب الكهف، وما سُئِل عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الأخبار التي لا تعرف إلا عن طريق الوحي، وكذا قصة ذي القرنين بعد هذه الآية، فكان اللائق حينئذ تقديم القرآن، لأنه مصدر معرفة هذه الأخبار جميعها والله أعلم.

يتبع

ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:14 م]ـ

السؤال: قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ... )، قال علماء التفسير أن الله تعالى لم يبعث رسولا إلا وكان من أهل القرى استناداً على هذه الآية الكريمة , ولكن كيف نفسر الآية الأخرى وهي قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ... ) , حيث يبدو ظاهر الآية أن يعقوب عليه السلام وبنيه كانوا من أهل البدو؟

الجواب: صحيح ما ذكره السائل من أن الأنبياء كلهم كانوا من أهل المدن أو القرى وأنه لم يكن قط نبي من البادية، وهو مدلول الآية الكريمة التي ساقها السائل.

وأما قوله تعالى حكاية عن يوسف (وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو) فأحسن ما قيل في ذلك أن يعقوب عليه السلام كان نبياً من أهل الحضر، ثم انتقل بعد ذلك إلى البادية طلبا للانتجاع والقطر، لا على سبيل الإقامة الدائمة.

وقد يقال أيضا: إن أهل القرى وبخاصة – القرى الصغيرة- فيهم شبه بأهل البادية في معيشتهم واعتمادهم على المواشي والرعي، ومجاورتهم إياهم، فربما سُمُّوا بدوا. والله أعلم.

يتبع ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير