ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[17 - 05 - 08, 09:17 ص]ـ
السؤال: متى تُكتب همزة الوصل في (باسم الله) ومتى تُحذف؟
الجواب:المعروف عند العلماء أن همزة الوصل – وتسمى أيضا: ألف الوصل – تحذف دائما في (باسم الله) على خلاف القياس، وذلك لكثرة الاستعمال فكأنهم استغنوا عنها بباء الإلصاق (انظر تفسير القرطبي 1/ 99) ومنهم من قال بإطالة الباء رسما حينئذ تعويضا عن طرح الألف (الكشاف للزمخشري 1/ 35).
لكن حذف الألف من (باسم الله) مشروط بما إذا كانت البسملة مبدوء بها، أي في أول الكلام، فأما إذا سبقت ولو بكلمة فتثبت الألف نحو (اقرأ باسم ربك) - سورة العلق-، وعلى هذا جرى الرسم القرآني، قال ابن قتيبة رحمه الله: تكتب (باسم الله) إذا افتحت بها كتابا أو ابتدأت بها كلاما بغير ألف، لأنها كثرت في هذا الحال على الألسنة، في كل كتاب يكتب، وعند الفزع والجزع، وعند الخبر يرد، والطعام يؤكل، فحذفت الألف استخفافا (أي تخفيفها) فإذا تَوَسَّطَتْ كلاما ما أثبت الألف فيها، نحو: ابدأ باسم الله، وأختم باسم الله، وقال الله عز وجل " اقرأ باسم ربك " (سورة العلق)، "فسبح باسم ربك العظيم" (الواقعة 74)، وكذلك كتبت في المصاحف في الحالتين، مبتدأة ومتوسطة. (أدب الكاتب 215،21، وينظر إيضاح إبداع حكمة الحكيم في بيان باسم الله الرحمن الرحيم ص 4 لأبي عبد الله عليش المصري)
يتبع ...
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[18 - 05 - 08, 09:30 ص]ـ
السؤال: قال الله تعالى "ولم أك بغيا"، وقال " ولم تك شيئا"، وقال أيضا "ولم يك شيئا"، وقال سبحانه "لم يكن شيئا مذكورا"، وقال "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ... "؛ والسؤال هو: ما سبب حذف النون في الآيات الثلاث الأولى وهي من سورة مريم؟ ولماذا لم تحذف في الآيتين الرابعة والخامسة؟
الجواب: مما هو مقرر في دواوين النحو أن (كان) يجوز حذف النون فيها لغرض التخفيف، وذلك لكثرة دورانها على الألسنة، وهذا الحذف من خصائص (كان) دون أخواتها، إذ هي أم الباب. (راجع خصائص أمهات الأبواب النحوية 161 للدكتور فائزة بنت عمر المؤيد، بحث منشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود عدد 35/سنة1422 هـ)
وحذف النون من (كان) مقيد بشروط هي:
1 - أن تأتي (كان) بلفظ المضارع، نحو "أكون، يكون، نكون"
2 - أن تكون في حال مضارعتها مجزومة، وعلامة هذا الجزم السكون فحسب، نحو "لم يكنْ"
3 - أن لا يكون بعدها حرف ساكن ولا ضمير متصل.
فإذا اجتمعت هذه الشروط جاز حذف النون، وليس هذا الحذف واجبا، وإلى هذا الجواز أشار ابن مالك بقوله:
ومن مضارع لـ"كان" مُنْجَزمْ **** تحذف نونٌُ وهو حذف ما التُزِمْ
(انظر التصريح مضمون التوضيح لخالد الأزهري 6/ 195)
ومثال ما حذفت منه النون بعد اجتماع الشروط، الآيات الثلاث الأولى الواردة في السؤال، ومثال ما بقيت فيه النون والشروط مجتمعة الآيتان الأخريان.
وأزيدك بيانا بما لا يجوز حذف النون منه، وهو ما جاء في قوله تعالى: "من تكون له عاقبة الدار" (سورة الأنعام 135) لأن كان هنا غير مجزومة.
وكذا قوله تعالى "لم يكن الله ليغفر لهم" (النساء 137) لم تحذف النون، لأن الحرف الذي ولي "كان" ساكن لا متحرك.
وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب في الدجال "إن يَكنْهُ فلن تسلط عليه" (البخاري 1289، ومسلم 2930،2931 من حديث ابن عمر رضي الله عنه)
لا تحذف النون من "كان" لاتصالها بضمير نصب.
يتبع ...
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[19 - 05 - 08, 09:45 ص]ـ
السؤال: ما رأيكم في استخدام أمثال الألفاظ التالية: (قبلات، سكرة، أغنيات) في نصوص أدبية إسلامية؟
الجواب: ينبغي أن يعلم بادي الرأي أنه لا يحكم على الكلمات المفردة من حيث هي، بل الحكم عليها إنما يكون من خلال السياق الذي جاءت فيه، والمضمون العام الذي يحملها.
فلفظتا " اللعن " و " السُّكر" مثلا لا يحق لأحد أن يحكم عليهما مفردتين وينادي بإبعادهما ونبذهما، لأن الفقهاء يتكلمون عن حكم اللعن، وعن حد شارب المسكر، وأحكام أفعاله وتصرفاته. وهذا الحكم عام في كل كلمة مفردة. ومن ذلك ما سأل عنه السائل من كلمات فإننا لا تحكم عليها مجردة، بل لا بد من النظر في سياقها ومدلولاتها هناك.
بيد أن الملاحظ في الألفاظ المسئول عنها، وهي (قبلات، سكرة، أغنيات) أنها تجري على ألسنة أهل الأدب الماجن والمنحط ومن لف لفهم، وتعج بها نصوصهم النثرية والشعرية، ولا سيما الغزل الذي يثير الغرائز، ويستميل إلى الفواحش، ويدعو إلى التهالك في الصبابة والوجد، وإذا وردت هذه الكلمات وأشبهاها في نصوص أصحاب الأدب الرخيص فإنها تكون مقصودة لذاتها، أعني بمضامينها السيئة التي تدل عليها، ولها رنين في أسماع القوم، ومذاق آثم في قلوبهم.
وعلى ذلك، فالذي أرى لأهل الأدب الإسلامي المحتشم أن تعف ألسنتهم وأقلامهم عن تلك الكلمات التي جاءت في السؤال، لأنها صارت غير نظيفة باستعمال ذوي الأدب المنحط لها. ومما هو معلوم في الشرع أن اللفظ إذا كان يحتمل أن يؤدي إلى معنى سيئ فإنه يتعين تركه، وهذا ينطوي تحت ما يسمى عند أهل العلم بقاعدة سد الذرائع، ويستدلون على ذلك بقوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم " البقرة.
يتبع ...
¥