ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[24 - 05 - 08, 09:51 ص]ـ
السؤال: ما هو الفرق بين النفس والروح؟
الجواب: "الروح" و "النفس" جاءا في القرآن على معان مختلفة، وقد حاول الدمغاني أن يستوعب ما ورد منهما في القرآن ذاكرا معانيهما في كتابه "الأشباه والنظائر"، ولكن في كثير مما قال مناقشة ونظر، ليس هذا موضع بسطه (الأشباه والنظائر لألفاظ الكتاب العزيز 1/ 363، 2/ 367)
فمن معاني الروح في القرآن الوحي، ومنه قوله تعالى: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" (الشورى 52) أي وحيا، وسماه روحا لأن به حياة الأمم، كما تحيا الأبدان بالأرواح.
ويرد لفظ الروح مرادا به جبريل عليه السلام كما في قوله تعالى "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" (الشعراء).
ويجيء الروح بأكثر من معنى، كما في قوله تعالى "وأيدهم بروح منه" (المجادلة 22) أي بوحي منه وعون ومدد وإحسان وتوفيق.
ومن معان النفس في القرآن: الإنسان، كما في قوله تعالى: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس" (المائدة 45) أي الإنسان بالإنسان.
وجاء لفظ "النفس" بمعنى الروح في قوله تعالى "والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم" (الأنعام 93) أي أرواحكم.
وأما قوله سبحانه: "فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة" (النور 61) أي ليسلم بعضكم على بعض.
يتبع ...
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[25 - 05 - 08, 09:29 ص]ـ
السؤال: أرجو من فضيلتكم التكرم بتفسير الآية 108 من سورة التوبة وهي "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ... "؟
الجواب: الضمير في "بنيانه" الأولى يعود على مسجد قباء الذي ابتناه النبي صلى الله عليه وسلم، وضمير "بنيانه " الثانية يعود على مسجد الضرار الذي أقامه المنافقون ليصدوا عن سبيل الله، وهنا يقارن الله بين أهداف المسجدين ويفاضل بينهما بحسب مقاصد أهلها، تنزيلا للمخاطبين واستدراجا للجواب الواضح المعلوم بالضرورة، ولذا صورت الآية بالاستفهام التقريري، "أفمن أسس " أي لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من الله أي على نية صالحة وإخلاص، ورضوان بأن كان موافقا لأمره فجمع في عمله بين الإخلاص والمتابعة، لا يستوي هذا ومن هؤلاء بنيانهم على شفا جرف هار، أي على حافة واد متهلهل متهدم آيل للسقوط والانهدام، ولكنه سقوط في قعر نار جهنم، جزاء وفاقا، ثم ختمت الآية بقوله سبحانه "والله لا يهدي القوم الظالمين" وهذا حكم عام يشمل كل من بنى مسجد ضرار في الإسلام ليضار به الدين وعباد الله المؤمنين، يقول الرازي: "ولا نرى في العالم مثلا أجدر مطابقة لأمر المنافقين من هذا المثال".
ولسيد قطب رحمه الله تحليل بديع للصورة التي حملتها الآية يقول: "لنقف نتطلع لحظة إلى بناء التقوى الراسخ المطمئن، ثم لنتطلع بعد إلى الجانب الآخر، لنشهد الحركة السريعة العنيفة في بناء الضرار، إنه قائم على شفا جرف هار، قائم على حافة جرف منهار، قائم على تربة مخلخلة مستعدة للانهيار، إننا نبصره اللحظة يتأرجح ويتزحلق وينزلق، إنه ينهار، إنه ينزلق إنه يهوي، إن الهوة تلتهمه، يا للهول، إنها نار جهنم "والله لا يهدي القوم الظالمين" الكافرين المشركين، الذي بنوا هذه البنية ليكيدوا بها هذا الدين.
إنه مشهد عجيب حافل بالحركة المثيرة، ترسمه وتحركه بضع كلمات، ذلك ليطمئن دعاة الحق على مصير دعوتهم، في مواجهة دعوات الكيد والكفر والنفاق، وليطمئن البناة على أساس من التقوى كلما واجهوا البناة على الكيد والضرار.
يتبع ...
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[26 - 05 - 08, 12:17 م]ـ
السؤال: مارأيك في التفاؤل بالأسماء عند تسمية الطفل بعد ولادته، حيث سبق أن جائني طفل قبل عامين وتوفي والآن، والحمد لله رزقني الله بطفل وأسميته إبراهيم ولكنه مريض وأخبرني العديد من الناس أن أغير الاسم لأنه فأل شر علي وهو السبب، فما هو رأيكم؟
الجواب: التفاؤل بالأسماء سائغ شائع في الناس، وأمره واسع، ألا ترى أن منهم من يسمي ابنه "حافظا" ليتصف الابن بالحفظ، ومنهم من يسمي "صالحا" طلبا للصلاح، ومنهم من يسمي بأسماء القادة أو الصحابة أو الأنبياء طلباً للتأسي والقدوة، إلى غير ذلك.
وأما ما أشار به عليك هؤلاء من تغيير اسم ابنك إبراهيم وقولهم: إن هذا الاسم فأل شر، فكل ذلك باطل، بل هو معدود في التشاؤم المنهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم " لا شؤم في الإسلام " وكيف يتشاءم بهذا الاسم الكريم وهو علم على أبي الأنبياء وخليل الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره الله في مواضع كثيرة من القرآن في موارد الثناء والمدح:
ألا فليبق اسم ابنك على ما كان عليه، ولا تلتفت إلى هؤلاء فإنهم إما أن يكونوا مغرضين، وإما أن يكونوا جهلة لا علم عندهم، فإنك لو أجبتهم إلى ما قالوا وغيرت اسم ابنك ثم برئ من مرضه لموافقة قدر سابق لاستقر معنى التشاؤم في قلبك فتحسب أن هذا الشفاء إنما كان بسبب تغيير الاسم، وفي ذلك خطورة على عقيدتك، واعلم أن شفاء ابنك لا يكون بتغيير اسم، بل باتخاذ الأسباب من دعاء الله عز وجل، وتعاطي الأدوية النافعة المشروعة. حفظك الله ورعاك.
يتبع ...
¥