وأنت إذا امعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه بل إذا رزقت الإنصاف وعرفت العلوم والإجتهاد كما ينبغي ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهرياً أي عاملاً بظاهر الشرع منسوباً إليه لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته متفقة وهذه النسبة هي مساوية إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات والتسليم.
وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله:
وما أنا إلا ظاهري وإنني ... على ما بدا حتى يقوم دليل " أ. ه
قال أبو عبدالرحمن: اتضح من كلام الإمام الشوكاني أن النسبة إلى الظاهرية تعني إلى الأخذ بالظاهر لا لإمام بعينه وهذا خلاف النسبة إلى المذهب الحنفي فهي نسبة إلى الإمام أبي حنيفة وكذا النسبة إلى المالكية تعني النسبة إلى الإمام مالك، والنسبة إلى الشافعية تعني النسبة إلى الإمام الشافعي وكذا النسبة إلى الحنبلي
تعني النسبة إلى شخص بعينه وهو الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله
جميعاً.
أخي الكريم مادام أنك تقول أن أهل الحديث إمامهم أحمد بن حنبل
فيأتيك حينئذ السؤال وهو: الذين قبل الإمام أحمد بن حنبل كاسفيان
الثوري ومعمر والأوزاعي ومالك والشافعي وابن عيينة وإسحاق وغيرهم
من إمامهم أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين النبي المعصوم الواجب طاعته من عند الله عز وجل الذي ماخرج
من هذه الدنيا إلا بعد كمال الشريعة وتمامها واستقرارها.
والذين عاصروا الإمام أحمد بن حنبل أو من ولد بعده لم نسمع عنهم أنهم قالوا أن إمامنا الواجب طاعته هو أحمد بن حنبل الشيباني بل
هذا الإمام العلم جبل الحفظ البخاري رحمه الله لم يقل أن حنبلي وإنما
اجنهد كما اجتهد غيره من أهل الفضل والعلم ولهذا نجد له أقوال تخالف
أقوال الإمام أحمد بن حنبل.
ولاشك أن الإمام أحمد بن حنبل في عصره إمام أهل الحديث أعني في حفظ الحديث وضبطه والمعرفة بأسانيدها، وهذه الصفة موجودة أيضاً في البخاري ومسلم والنسائي وأبي داود والدارقطني وغيرهم.
كما أن شيخنا الإمام الألباني رحمه الله هو إمام أهل الحديث في هذا العصر بلا منازع عند المنصفين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 02 - 03, 09:02 ص]ـ
أخي مبارك
تكلمت بكلام طيب حسن، لولا أنك أفسدته في آخر جملة. فإذا لم يكن المرء يرى أن الألباني هو إمام أهل الحديث في هذا العصر، فلا يعتبر منصفاً برأيك!!! فهل هذا من الإنصاف يا أخ مبارك؟
الأخ أبو الوفا
كونك لم تسمع بهذا قبل اليوم لا يغير من الحقيقة شيئاً.
مالك صاحب رأي أخذه من ربيعة الرأي. وربيعة صاحب رأي مشهور به حتى صار جزءاً من اسمه. وقد تكلم أهل الحديث في مالك في هذا، مع توثيقهم لإياه في الحديث.
وذُكر أنه بكى في مرض موته، وقال: «والله لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها برأيي سُوطاً سوطاً. وقد كانت لي السَّعةُ فيما قد سَبقتُ إليه. وليتني لم أُفتِ بالرأي». إنظر: وفيات الأعيان (4\ 137)، والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (6\ 224)، وجامع بيان العلم وفضله (2\ 1072).
وروى الخطيب في تاريخ بغداد (13\ 445) عن إبراهيم بن إسحاق الحربي قال سمعت أحمد بن حنبل أنه سُئل عن مالك، فقال: «حديثٌ صحيح، ورأيٌ ضعيف». فانظر لإنصاف إمام أهل الحديث في عصره، كيف فرّق بين قوة حفظ مالك وبين ضعف رأيه. وقال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار". فقال: «يُستتاب. فإن تاب، وإلا ضربت عنقه». ثم قال أحمد: «هو أورع وأقوَلُ بالحق من مالك».
ونقل ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2\ 1080) عن الليث بن سعد أنه قال: «أحصيتُ على مالك بن أنس سبعينَ مسألة، كلها مخالفة لسُنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مما قال فيها برأيه. ولقد كتبت إليه أعِظهُ في ذلك». ونقل (2\ 1105) عن المروزي قال: «وكذلك كان كلام مالك في محمد بن إسحاق، لشيءٍ بلَغَه عنه تكلّم به في نَسَبه وعِلْمه». ونقل (2\ 1109) عن سلمة بن سليمان قال: قلت لابن المبارك: «وضعتَ من رأي أبي حنيفة، ولم تضع من رأي مالك؟». قال: «لم أره عِلماً».
¥