تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تذكرْ -أخي الحاج- وأنت تقضي مناسكك أن نبيك وحبيبك –صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة؛ لأنه يجد فيها راحته وشغلاً عن كل شغل، فكان يقول لبلال: أرحنا بالصلاة يا بلال.

ولك في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنةٌ، فاجعل من عبادتك راحةً من كل هم، لا همَّاً تستعجل إلقاءه والراحة منه!

أيها الحاج لقد حج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقال للناس:"خذوا عني مناسككم"، وإن من أعظم ما يؤخذ عنه –صلى الله عليه وسلم- في أداء النسك الرفق والسكينة في أداء الشعائر والبر بالناس والإحسان إليهم وسعتهم بحسن الخلق. وإعطاء العبادة حظها من التأله والخضوع والإقبال على الله.

وقد كانت مشاهده –صلى الله عليه وسلم- في مواقف الحج هي الغاية في الإخبات لله، والإقبال عليه، والتواضع له، وأداء العبادة على حال من التعبد والمراقبة واستشعار مقام العبودية وعظمة المعبود.

نسأل الله –عز وجل- أن يتقبل من المسلمين حجهم وييسر أمرهم ويكتب لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً ويردهم إلى أحسن حال وأفضل مآل إنه جواد كريم غفور رحيم.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

خلاصات

1 - الرمي بعد الزوال في أيام التشريق هو السنة الموافقة لفعل النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولكن القول بالرمي قبل الزوال وبخاصة في يوم النفر الأول قول له أدلته ووجاهته، وقال به أئمة هدى، ومن عمل به فقد اتبع قولاً مدللاً، واقتدى بسلف صالح.

2 - يجوز لمن هو مشغول أيام الرمي، أو كان منزله بعيداً عن الجمرات ويشق عليه التردد إليها أن يؤخر الرمي فيجمعه في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر ولا شيء عليه.

3 - البقاء في عرفة إلى غروب الشمس هو فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- وهديه، ولكن القول بجواز النفرة من عرفة قبل الغروب له حظه من الاستدلال والنظر، وقال به أئمة علم يقتدى بهم، وإن الحرج الذي يصيب الناس في النفرة من عرفة حيث لا يصلون –أحياناً- إلى المزدلفة إلا في ساعات متأخرة من الليل يجعل المصير إلى هذا القول والتوسعة به على الناس له اعتباره، وأن من فعل ذلك فلا شيء عليه على رأي جمع من أئمة العلم المجتهدين.

4 - ثبتت الرخصة في ترك المبيت بمنى للرعاة والسقاة، وفي معنى هؤلاء من لا يجد مكاناً يليق به ليبيت فيه، وكذلك من خرج ليطوف بالبيت الحرام فحبسه الزحام حتى فاته المبيت بمنى فلا شيء عليهم.

5 - الطرق ليست مكاناً للمبيت، ولا ينبغي لأحد أن يبيت بها، ومن فعل فقد أساء وتعدى وظلم؛ لنهي النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الجلوس في الطرقات، ولما فيه من تعريض النفس والغير للهلكة والأذى، وما يسببه من انكشاف العورات والتضييق وتعطيل السير، ولذا فإن لفت الناس إلى الرخصة التي يتحقق بها حفظ النفس والعرض أولى من إلزامهم بواجب وردت الرخصة بسقوطه عن العاجز وذي الحاجة، والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.

6 - أن الزحام اليوم لم يعد مظنة المشقة بل مظنة الهلاك، ولذا فإن على الحاج تجنب المزاحمة التي تلحق الضرر بنفسه أو بغيره، وأن تفويت بعض السنن التي لا يأثم بتركها أولى من تقحم هذه الهلكات، وأن أداء العبادة على حال من الخشوع والتضرع وحضور القلب، مع تعظيم حرمات المسلمين أولى من تفويت ذلك لإدراك أفضلية الوقت أو المكان.

7 - أن مشاعر الحج- عرفة ومنى – هي المكان الذي أعلن فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - تعظيم حرمات المسلمين، ودمائهم وأعراضهم وأموالهم. (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا) في بلدكم هذا، ومع ذلك فقد صارت هذه المشاعر مكاناً لزهوق الأرواح، والتطاول على الأعراض بالسب والأذى، لأسباب منها: قلة الفقه برخص الشرع، وعدم ملاحظة الآداب الشرعية في أداء المناسك، وقلة تبصير الناس برعاية الفضائل المتعلقة بذات العبادة، وأن ذلك أولى من الفضيلة المتعلقة بزمانها ومكانها.

ولعل في هذه الرسالة وأمثالها ما يكون سبباً في رفع الوعي، والدلالة على الخير والتيسير لليسرى.

والله أعلم وأحكم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ..

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 03, 11:18 م]ـ

ما جاء في البحث السابق في

المسألة الأولى: وقت رمي الجمرات أيام التشريق.

000000000

القول الثاني: جواز رمي الجمرات قبل الزوال كل أيام التشريق

000000000000

الدليل الخامس: قول ابن عمر في رواية البخاري لمن سأله عن وقت الرمي، إذا رمى إمامك فارم،

ولو كان المتعين عنده الرمي بعد الزوال لبيّنه للسائل.


فهذا الاستدلال فيه نظر فقد سبق أن ذكروا أن ابن عمر من الموجبين

حيث جاء في البحث (
واختلفوا في الرمي قبل الزوال على أقوال:
القول الأول: لا يجوز الرمي قبل الزوال، ومن فعل فعليه أن يعيد. وهو قول الجمهور، فقد ذهب إليه ابن عمر، والحسن، وعطاء، وهو مذهب أبي حنيفة في المشهور عنه، ومالك، والثوري، والشافعي، وأحمد، وأصحاب الرأي، وابن المنذر، وداود الظاهري، وغيرهم ().

فليتأمل
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير