تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شرح مقدمة المصنف / التسمية قال المصنف رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم .................................................. .


[الشرح]

هذه هي مقدمة المصنف عليه رحمة الله.

يجوز أَنْ تقول: مُقدِّمة [بكسر الدال].

ويجوز أن تقول مُقَدَّمةَ بفتح الدال.

فإذا قلتَ: مُقدِّمة وهذا المشهور عن جماهير أهل العلم فالمقصود بذلك أنها تقدم الكتاب وتعرِّف القارئ ما في باطنه.

وإذا قلتَ: مُقدَّمة وإليه مالَ ثعلب عليه رحمة الله، فمعنى ذلك: أنها أولى ما ينبغي للقارئ أن يتعرف عليه قبل أن يخوض [في مسائل] الكتاب، وقبل أن يقرأ فيه.

وعلى العموم يجوز هذا، ويجوز ذاك، فقد ثبت في العربية بالكسر، وثبت بالفتح.

وقد ابتدأ شيخ الإسلام مقدمته بالبسملة وهي قوله: بسم الله الرحمن الرحيم.

قال بعض العلماء: إن بسم الله الرحمن الرحيم تضمنت جميع الشرع لأنها تدل على الذات.

وأخرج البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح: أن رجلاً سأل الحسن البصري عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: تلك صدور الرسائل.

قوله (بسم) الباء للإستعانة وهي متعلقة بفعل محذوف مقدر يستحسن تقديره متأخراً ليدل على الحصر والتبرك والاستعانة ونحوها وهذا مشهور في كلام أهل الكوفة.

ويجوز تقديم المحذوف إلا أن تقديره مؤخراً أولى لأن تقديم الجار والمجرور يفيد اختصاص الإسم الكريم بكونه متبركاً به. وقال البصريون بل نقدره اسماً.

وعلى الأول: فالتقدير بسم الله الرحمن الرحيم أبتدأ أو أتبرك.

وعلى الثاني: فالتقدير بسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي أو تبركي.

لكن الثاني أقوى لأن أصول الكلمات من مصادرها الاسمية لأدلة كثيرة يتعذر ذكرها كلها ههنا وفي مقدمة ذلك قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها).

ولم يقل الأفعال، ومن الأسماء اشتقت الأفعال.

وهمزة الإسم ههنا همزة وصل فلا تكتب ألفه إن اتصلت بالباء للوصل لا للإقحام لأن الإقحام في غير همزة الوصل.

والإسم: ما دل على مسمى، وقد اختلف في اشتقاقه أهو من السمة بمعنى العلامة أو من السمو بمعنى الرفعة.

والثاني أقوى لأن العلامة قد تكون في غيره ولكونه قد سما على الأفعال والحروف لكونه مصدر الإشتقاقات اللغوية.

(الله) المألوه الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له.

فهو مشتق لا جامد وأصل اشتقاقه من مصدره الإسمي أُلوهِيِّة بمعنى عبادة.

تقول: أَلَه يَأْلَه أُلوهةً وإِلاهةً وأُلوهيِّة بفتح لام ماضيه ومضارعه، وقيل بكسر اللام وهي لغة ضعيفة. أي عَبَدَ عِبَادَةً.

وأدلة اشتقاقه كثيرة منها قوله تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) بمعنى مألوه يألهه العباد. فهو وصف في أصله ثم غلبت عليه العلمية.

(الرحمن) اسم من أسماء الله الحسنى يتضمن صفة الرحمة فهو مشتق منها وهو ذو الرحمة الواسعة كما قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شئ) وأصله على وزن فعلان.

(الرحيم) أيضاً اسم من أسماء الله الحسنى يتضمن صفة الرحمة فهو مشتق منها على وزن فعيل، والرحيم ذو الرحمة الخاصة كما قال جل شأنه (وكان بالمؤمنين رحيما).

فالرحمن يتضمن صفة الرحمة العامة، والرحيم يتضمن صفة الرحمة الخاصة.

ويجوز التسمية برحيم إذا كانت منكراً، ولا يجوز التسمي برحمان وإن نكرت لأن رحمان ذو الرحمة الشاملة الواسعة.

ولذا تقال العرب رحمان السموات والأرض ولا تقول: رحيم السموات والأرض لأنه لفظ يدل على إيصال الرحمة لا الشمولية في السياقات اللغوية وليس في الشرع ما ينافيه.

وقد ابتدأ المصنف بذكرها تبركاً بها لكون النبي عليه الصلاة والسلام وسلفنا الصالح يتبركون بذكرها في مواضع عدة ومن ذلك:

1. عند ابتداء سور القرآن الكريم لما أخرجه أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه: بسم الله الرحمن الرحيم ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير