تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا اعتقد أن لبسها لا يجوز فهذا اعتقاد صحيح لأنه وافق الشرع، وقس أمثلة بنحو ما ذكرنا فهي كثيرةٌ في مسائل الاعتقاد.

وقوله (الفرقة) بكسر الفاء بمعنى الطائفة من الناس.

وقوله (الناجية)، بمعنى ناجية من النار بخلاف غيرها من الفرق الهالكة، والنجاة مأخوذة من الحديث السابق وهو قوله عليه الصلاة والسلام: " والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار ".

قيل: يا رسول الله من هم؟

قال: " الجماعة ".

وقوله (المنصورة) بمعنى أنها ظاهرة على أعداء السنن إلى قيام الساعة، لا تخذل لأن الله نصيرها.

وفي الصحيحين عن معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال من أمتي، أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ".

وقوله (إلى قيام الساعة) بمعنى أن هذه الطائفة باقية حتى يرفع المصحف عن الأرض حيث لا يبقى للمسلمين باقية لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق لما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عبد الله لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك " فقال عبد الله أجل ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة.

وكذا أخرج الإمام مسلم من حديث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ".

وقوله (أهل السنة والجماعة) سبق وقلنا [السنة لغة: الطريقة والسيرة حسنةً كانت أو سيئةً.

واصطلاحاً: هي هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام علماً، وعقيدة، ومنهجاً، وشريعةً، وسلوكاً سواء كان قولاً، أو عملاً.

فقولهم: أهل السنة بمعنى أصحاب الطريقة النبوية الصحيحة.

وقد سموا بأهل السنة نسبة لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

والتسمية بهذا الإسم قديمة، فقد جاءت عن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة. قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة، فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم.

وأخرج الدارمي بإسناد حسن عن الحسن البصري أنه قال: سنتكم، والله الذي لا إله إلا هو بينهما بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلكم إن شاء الله فكونوا.

وجاء عن ابن عباس أنه فسر قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه): بأنها وجوه أهل السنة والجماعة.

وأما معنى الجماعة لغة: فمأخوذ من الإجماع والإجتماع بمعنى أنهم مجتمعون أو مجمعون على شئ ما.

واصطلاحاً: هم من اجتمع على هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأجمعوا على معتقد واحد وأصول صحيحة.

وقد سموا بذلك لكونهم جماعة مجتمعة على أصول ثابتة.

وكلُّ مُنْ التزم بالسنة ومذهب الجماعة أي الصحابة يقال له: جماعة إن لم يوجد على المعتقد الصحيح سواه في بلدته.

ولذا جاء عن ابن مسعود أنه قال: الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك.

وقد ورد ذكر الجماعة على لسان رسول عليه الصلاة والسلام ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتةً جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها، وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه ".

وأخرج ابن ماجه وغيره والحديث حسن لغيره عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار ".

قيل: يا رسول الله مَنْ هم؟

قال: " الجماعة ".

وفي الصحيحين من حديث حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.

فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية، وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟

قال: نعم.

قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟

قال: نعم، وفيه دخن.

قلت: وما دخنه؟

قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم، وتنكر.

قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟

قال: نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها.

قلت: يا رسول الله صفهم لنا.

فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا.

قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك.

قال: تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم.

قلت: فإن لم يكن لهم جماعة، ولا إمام؟

قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير